العدد 169 -

السنة الخامسة عشرة صفر 1422هـ – أيار 2001م

عاد المستشرقون بوجه جديد !

          هل ترغب أن تشاهد أو تسمع أحد المستشرقين وهو يتحدث بلغة عربية سليمة ويحمل اسماً عربياً وهوية إسلامية وهو يسوّق أفكاره الخبيثة وسط بعض المشايخ وطلبة الدراسات الإسلامية ومن يطلقون عليهم المفكرين المسلمين ؟

          إذا كان الجواب نعم فما عليك سوى أن تقصد بلداً قريباً من المكان الذي تقطن فيه وتسأل عن بعض أسماء المعاهد، وبعض أسماء الأشخاص الذين يحملون لقب دكتور ويتهمونه بأنه مفكر إسلامي فتتابع المحاضرات الاستشراقية والمؤتمرات الاستشراقية التي تسوّق الفكر الغربي والحضارة الغربية، فتضم نفسك إلى مجموعة شهود الزور الذين ينصتون بخشوع لهؤلاء المحاضرين في صومعتهم العلمية التي تمنح الألقاب للراغبين فيها.

          إن أسوأ ما يسيء إلى الإسلام أن يقوم نفرٌ بنحره تحت يافطة الإسلام وفي ظل شعارات مثل: التجديد، والعصرنة، ودخول العصر وحوار الحضارات، وحوار الأديان، والتأزم الفكري، وأسلمة المعرفة…الخ.

          هل تتوقع أن تجد نفسك بين جمهور الحضور ممن جاءوا ليستمعوا إلى المؤتمرين الذين ينتمون إلى جهتين: أولاهما تسوّق لفكرة أسلمة المعرفة وتبذل المال والجهود والكتب لنشر فكرتها. أما الجهة الثانية فيطلقون عليها تندراً «أنصار الاستشراق» فهي تروج للعلمنة وفصل السلطة الروحية عن السلطة الزمنية وتؤلف الكتب وتصدر المجلات التي تحمل المرض نفسه، ثم ترعى حملة الشهادات العليا تحت اليافطة الجذابة التي تجلب الزبائن.

          حينما تحضر مؤتمراً من هذا النوع تتصور نفسك وكأنك في فرع الدراسات الشرقية في السوربون أو أكسفورد أو في جامعة أميركية تسوق لفكر المستشرقين أو فلاسفة اليونان فتهاجم الماوردي والأحكام السلطانية، وابن تيمية، والمودودي والنبهاني وسيد قطب لأنهم استخلصوا من الدين فكراً سياسياً، يذكّر المسلمين بفرضية العمل لاستئناف الحياة الإسلامية والحكم بما أنزل الله، وأن هذا الفرض فرضه الشرع ولم يفرضه العقل كما يدّعي المستشرقون الجدد ممن يتحدثون بلساننا.

          حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *