العدد 306-307-308 -

العدد 306-307-308 ، السنة السابعة والعشرون، رجب وشعبان ورمضان 1433هـ

حدائق ذات بهجة

حدائق ذات بهجة

 

قصة ربيعة مع رسول الله .

روى أن ربيعة بن كعب قال: «كنت أخدم النبي ﷺ وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، فإذا صلى العشاء الآخرة أجلس ببابه إذا دخل بيته لعله يحدث له ﷺ حاجة حتى تغلبني عيني فأرقد فقال لي يوماً: «يا ربيعة سلني». فقلت: أنظر في أمري ثم أعلمك. قال ففكرت في نفسي وعلمت أن الدنيا زائلة ومنقطعة، وأن لي فيها رزقاً يأتيني، فقلت يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي، وأن يعتقني الله من النار، وأن أكون رفيقك في الجنة، فال: «من أمرك بهذا يا ربيعة؟!» قلت: ما أمرني به أحد. فصمت النبي ﷺ طويلاً ثم قال: «إني فاعل ذلك، فأعني على نفسك بكثرة السجود».

عمر بن عبد العزيز وسياسته في رعاية شؤون رعيته.

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: «أما بعد، فإنك كتبتَ إلى سيلمان كتباً لم ينظر فيها حتى قبض (رحمه الله)؛ وقد بُليت بجوابك. كتبتَ إلى سليمان تذكر أنه يطع لعمال المدينة من بيت مال المسلمين ثمن شمع كانوا يستضيئون به حين يخرجون إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر، وتذكر أنه د نفذ الذي كان يستضاء به، وتسأل أن يقطع لك من ثمنه بمثل ما كان للعمال، وقد عهدتك وأنت تخرج من بيتك في الليلة المظلمة الماطرة الوحلة بغير سراج، ولعمري لأنت يومئذٍ خير منك اليوم، والسلام».

الأسود بن يزيد وقصته في الحياء من الله

قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: «انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْهُمُ: الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، فد كَانَ مُجْتَهِداً فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ جَسَدُهُ وَيَصْفَرَّ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ لَهُ: لِمَ تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ هَذَا الْعَذَابَ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ، وَكَرَامَةَ هَذَا الْجَسَدِ أُرِيدُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: وَمَالِي لَا أَجْزَعُ، وَمَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟ وَاللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ».

دروس وعبر من حياة الحسن البصري:

قيل للحسن البصري: ما سر زهدك في الدنيا؟ فال: علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي له، وعلمت بأن عملي لا يوم به غيري فاشتغلت به، وعلمت أن الله مطلع علىَّ فاستحييت أن أقابله على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.

وقال: حملة القرآن ثلاثة: رجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب ما عند الناس. ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده واستدرَّ به عطف الولاة واستطال به على الناس. ورجل علم ما فيه وحفظه وعمل به داعياً وعابداً وهو خير الحملة.

يقول الحسن بن أبي الحسن البصري: «تفقدوا الحلاوة في ثلاثة: الصلاة والقرآن، والدعاء، فإن وجدتموه فاحفظوا واحمدوا الله على ذلك، وإن لم تجدوها فاعلموا أن أبواب الخير عليكم مغلقة».

إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع

عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، أن رجلاً أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء، إن ابني هذا قد جمع القرآن. فقال: «اللهم غفراً، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع».

عن الحسن، قال: «إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لك يكن يقرؤه».

قال جعفر بن سليمان الضبيعي: كان مالك بن دينار من أحفظ الناس للقرآن، وكان يقرأ علينا كل يوم جزءاً من القرآن حتى ختم، فإن أسقط حرفاً قال: بذنب مني، وما الله بظلام للعبيد ]حلية الأولياء[.

وقال الحسن البصري «اِقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهَك فلست تقرؤه».

من أقوال الحسن البصري «لا تدرون متى تنزل المغفرة»:

رُوِيَ عَنِ الْحَسَنَ، أَنّهُ كَانَ يَقُولُ: أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَفِي أَسْوَاقِكُمْ وَفِي مَجَالِسَكُمْ وَأَيْنَمَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ الْمَغْفِرَةُ.ﷺ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *