العدد 306-307-308 -

العدد 306-307-308 ، السنة السابعة والعشرون، رجب وشعبان ورمضان 1433هـ

مسلمات رائدات: أول قاضية في الإسلام (الشفاء بنت عبدالله)

مسلمات رائدات: أول قاضية في الإسلام (الشفاء بنت عبدالله)

من غار حراء شع فجر الإسلام يملأ مكة وشعبها بنور الله، ففاض في العقول إشراقاً، ومنح للقلوب المؤمنة ضياءً نسجت به عظمة الإسلام. فكم رفع الإسلام أناساً لم نسمع عنهم من قبل، وكم زاد الإسلام من مكانة أناس فأضحوا خياراً في الإسلام، ولم يفرق بينهم نساءً ورجالاً … هكذا كانت الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس بن خلف بن شداد القرشية العدوية. قيل اسمها (ليلى) وكانت تُكنَّى بأم سليمان. ولكن اشتهرت بالشفاء، وربما نالت هذا اللقب بسبب شفاء البعض على يديها بإذن الله.

اعتنقت الإسلام في وقت مبكر من بزوغ شمسه. فصبرت مع المسلمين الأوائل ،وتحملت أذى قريش وتعنتهم حتى أذن المولى عز وجل للصابرين والصابرات في مكة بالهجرة إلى يثرب فهاجرت معهم.

كانت الشفاء بنت عبدالله العدوية من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، وقد حباها الله من فضله عقلاً راجحاً وعلماً نافعاً، فقد كانت تجيد الرقية منذ الجاهلية. فلما جاء الإسلام قالت: (لا أرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضرت إليه وقالت: يا رسول الله إني قد كنت أرقي برقى الجاهلية، وأردت أن أعرضها عليك، فقال: اعرضيها، فقالت: فعرضتها عليه و كانت ترقي من النملة (النملة نوع من التقرحات تصيب الجلد) فقال: (ارقي بها وعلميها حفصة). ويلاحظ هنا أن الشفاء رغم علمها القديم الذي أجادته قبل الإسلام لم تحاول الإفادة منه إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه. فلما أجازها النبي عليه الصلاة والسلام خدمت به الناس، ولم تكتفِ بهذا بل علَّمت نساء المسلمين القراءة والكتابة، فحق لها أن تكون (أول معلمة في الإسلام). كما اشتهرت بروايتها لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، واهتمامها بالدعوة والسياسة.

فكان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يجلها ويقدرها ويأخذ مشورتها، فعيَّنها أول قاضية في الإسلام،كما ولَّاها على نظام الحسبة في السوق، وجعلها تفصل المنازعات التجارية والمالية، وهي بمثابة قاضي محكمة تجارية في يومنا هذا، وقد قال البعض إنها بمثابة وزير مالية.

وختاماً أما آن لنا أن نزيح غبش قرون العض والجبر عن سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنرى إشراقة صبح على امرأة تخطو على خطى خير نساء طلعت عليهن الشمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *