العدد 166 -

السنة الخامسة عشرة ذو القعدة 1421هـ – شباط 2001م

بشائِرُها تلُوح

تَدَانَى الفَجْرُ فَابْتَسَمَ الضِّيَاءُ
يَزِفُّ إلى الخَلاَئِقِ بُشْرَيَاتٍ
وَهَبَّتْ مِنْ رُبَى الأَقْصَى نَسِيمٌ
سَقَتْكِ رَوابِيَ القُدْسِ الغَوَادِي
تُنَادِي القُدْسُ أَيْنَ بَنِيَّ هُبُّوا
وَهَلْ فِيكُمْ صَلاَحُ الدِّينِ يَأْتِي
زَعَامَتُنَا تَوَاطَأُ مَعْ يَهُودٍ
لَقَدْ خَانُوا وَهَانُوا وَاسْتَذَلُّوا
حُدُودُ الله عَطَّلَها بُغَاةٌ
لَئِنْ ظَلُّوا دُوَيْلاَتٍ عِجَافاً
فَكَيْفَ يَضِيعُ أَقْصَانَا انْتِهَاباً
بَنِي الإِسْلاَمِ هُبُّوا وَاسْتَفِيقُوا
وَشِيدُوا صَرْحَهَا فَالنَّاسُ ظَمْأَى
فَهَبَّتْ فِتْيَةُ (التَّحْرِيرِ) تَشْدُو
وَقَوْلُ (الله أَكْبَرُ) إِذْ يُدَوِّي
وَهَلْ يَحْمِي الذِّمَارَ سِوَى إِمَامٍ
بِهِ قِسْطَاسُ عَدْلٍ مُسْتَقِيمٌ
يَعِيشُ المسْلِمُونَ بِلاَ إِمَامٍ
إِذَا مَا مَدَّ إِصْبَعَهُ مُشِيراً
وَتَزْدَحِمُ الكَتَائِبُ زَاحِفَاتٍ
جِهَاداً في سَبِيلِ الله تَبْغِي
لَحَدٌّ مِنْ حُدُودِ الله يُمْضَى
فَفِي ظِلِّ الخِلاَفَةِ كُلُّ أَمْنٍ
مَدَدْنَا نَحْوَ مَشْرِقِهَا جَنَاحاً
وَعُجْنَا نَحْوَ مَشْرِقِهَا فَدَانَتْ
وَضَاقَتْ لُجَّةُ الدَّأْمَاءِ فِينَا
عَلَوْنَا قِمَّةَ العَلْيَا قُرُوناً
وَشَمَّرْنَا السَّوَاعِدَ وَابْتَنَيْنَا
وَدَقَّ جُنُودُنَا أَبْوَابَ رُومَا
وَكَانَ يَعُمُّهَا ظُلْمٌ ذَرِيعٌ
وَلُنْدُنُ في وُحُولِ الْجَهْلِ غَاصَتْ
أَنَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَهُمْ سَبِيلٌ
أَنَرْضَى بِالتَّحَاكُمِ وَالتَّقَاضِي
إذاً سَنُعِيدُ كَرَّتَنَا عَلَيْهِمْ
وَيَزْهَقُ بَاطِلٌ وَيَقُومُ حَقٌّ
وَيُفْتَضَحُ النِّفَاقُ فَلاَ خِدَاعٌ
لَقَدْ قَرُبَتْ وَوَعْدُ الله حَقٌّ
أَعِيدُوهَا فَنَصْرُ الله آتٍ
تَلُوحُ مَعَ النَّسَائِمِ عَابِقَاتٍ
يُتِمُّ الله نِعْمَتَهُ عَلَيْنَا

 

وَفَاضَ النُّورُ وَارْتَفَعَتْ ذُكَاءُ
دُعَاةُ رِسَالَةِ الإِسْلاَمِ جَاءُوا
فَمَادَ الجَيْشُ وَاهْتَزَّ اللِّوَاءُ
بِصَيِّبِهَا وَجَادَتْكِ السَّمَاءُ
أَلاَ شَهْمٌ فَيَحْفِزَهُ النِّدَاءُ
أَغِيثُونِي، فَهَلْ عَزَّ الفِدَاءُ
وَلَمْ يَكُ في تَوَاطُئِهِمْ مِرَاءُ
كَأَنَّهُمُ لَدَى الغَرْبِ الإِمَاءُ
شِرَارُ الخَلْقِ هَمُّهُمُ الثَّرَاءُ
هَزِيلاَتٍ عَلَى الدُّنْيا العَفَاءُ
وَمِنْ أَجْدَادِنَا فِينَا ذَمَاءُ
وَلاَ تَهِنُوا فَقَدْ طَالَ الثُّوَاءُ
عَلَى هَامَاتِكُمْ عُقِدَ الرَّجَاءُ
وَأَرْخَصُ مَا تَجُودُ بِهِ الدِّمَاءُ
تُرَدِّدُهُ الأَبَاطِحُ وَالجِوَاءُ
يُقَاتَلُ خَلْفَهُ وَبِهِ النَّجَاءُ
يُقَامُ الحقُّ مَا نُصِبَ القَضَاءُ
بِهِ تُحْمَى القَوَاعِدُ وَالنِّسَاءُ
فَتَتَّجِهُ الجيُوشُ كَمَا يَشَاءُ
نُسُورُ الجوِّ ضَاقَ بِهَا الفَضَاءُ
وَجُنْدُ الكُفْرِ بِالخِذْلاَنِ بَاءُوا
يَفِيضُ الخِصْبُ ثَرّاً وَالنَّمَاءُ
وَمِنْ نُورِ العَقِيدَةِ يُسْتَضَاءُ
فَبِالإِسْلاَمِ ظَلَّلَهَا الرَّخَاءُ
أَبَاطِرَةٌ تَغَشَّاهَا البَلاَءُ
تُزَجِّي فُلْكَنَا رِيحٌ رُخَاءُ
تُكَلِّلُنَا المهَابَةُ وَالإِبَاءُ
صُرُوحَ المجْدِ وَارْتَفَعَ البِنَاءُ
وَحَاقَ بِآلِ أُورُوبَّا الشَّقَاءُ
أَضَرَّ بِهَا التَّفَسُّخُ وَالعِدَاءُ
وَبَارِيسُ اسْتَبَدَّ بِهَا الرِّعَاءُ
عَلَيْنَا أَوْ بِصُعْدَتِنَا انْحِنَاءُ ؟
إِلى الطَّاغُوتِ هَلْ حُمَّ العَمَاءُ ؟
وَنَمْكُثُ ثَمَّ مَا بَقِيَ البَقَاءُ
وَتَلْثُمُ تَاجَ هَيْبَتِنَا السَّمَاءُ
يُوَارِيهِ وَيَنْكَشِفُ الغِطَاءُ
وَأُولَى مَا يَتِمُّ بِهِ الوَفَاءُ
فَيُعْطِي مَنْ يَشَاءُ مَتَى يَشَاءُ
بَشَائِرُهَا فَقَدْ بَرِحَ الخَفَاءُ
وَعِنْدَ الله يُحْتَسَبُ الجَزَاءُ
q

                                                                                                            فتحي سليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *