العدد 166 -

السنة الخامسة عشرة ذو القعدة 1421هـ – شباط 2001م

صدِّق أو لا تصدِّق !

          هل تصدّق أن الشمس يمكن أن تُحجب بغربال؟!

          هل تصدّق أن رجلاً منسوباً لشيوخ المسلمين وعلمائهم لا يدرك الفرق بين دولة الخلافة وبين اتحاد لعلماء المسلمين؟!

          وهل تصدّق أنه لا يدرك الفرق بين دولة تحكم بالإسلام، وترعى شئون الرعية، تقيم الحدود، وتجاهد في سبيل الله، تفتح الفتوح، وتنشر العدل في ربوع العالم، وبين اتحاد لعلماء المسلمين لا حول له ولا قوة؟!

          قد تقول لعلَّ الشيخ يقصد باتحاد العلماء هذا أن يعمل لإزالة أنظمة الكفر في بلاد المسلمين، والتصدي للحكام الظلمة، والعمل على إزالتهم، وإقامة نظام الخلافة مكانهم، كم تمنيّنا لو كان الشيخ قد قال ذلك، ولكنه يريد من اتحاد العلماء هذا، بصريح العبارة، أن لا يشتغل بالسياسة ولا يتصدى للحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله وتغييرهم، بل يقول: إن الاتحاد ليس من أهدافه الاصطدام بالسلطات السياسية.

          ومع ذلك يعتبر الشيخ أن اتحاد العلماء المذكور هو البديل في الوقت الحالي للخلافة المفقودة!!

          فهل تصدّق أنه لا يدرك أن الخلافة فرض، بل هي تاج الفروض، وأن العمل لإعادتها فرض على المسلمين، وأن لا شيء آخر بديل لها لا في الوقت الحالي ولا في أي وقت؟!

          على كلٍّ إليك أيها القارئ الكريم هذا المقال، اقرأه وتدبره، وقل والمسلمون يقولون معك: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون:

======================================

          [نشر في جريدة الخليج (تصدر في الشارقة) العدد 7888 السبت 27 رمضان 1421هـ ـ الموافق 23 ديسمبر 2000م (الصفحة 15) عن الشيخ القرضاوي وذلك في مؤتمر صحافي موسع عقده الشيخ القرضاوي مساء الخميس 25 رمضان 1421هـ بمقر جمعية البلاغ الثقافية بالدوحة بمناسبة تبرعه بـ 250 ألف درهم وهو ربع قيمة الجائزة التي حصل عليها مؤخراً في دبي لدعم موقع “إسلام أون لاين” مالياً.

          نص الجريدة كما يلي:

          “… وأعلن الدكتور القرضاوي أنه بصدد تشكيل لجنة تحضيرية تعد للإعلان عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يتولى جمع شتاتهم وبلورة مواقفهم، على اعتبار أن العلماء يمثلون في الوقت الحالي البديل للخلافة المفقودة، وقال إنه بدأ فعلياً بإرسال ورقة تحمل تصوراته لهذا الاتحاد ودعم الدور المطلوب منه إلى العواصم العربية والإسلامية، وأنه تلقى ردود فعل إيجابية بخصوصه متوقعاً أن يتم الإعلان عن الاتحاد في فترةٍ وجيزة.

          وأكد القرضاوي أن الاتحاد لن يكون بديلاً عن الهيئات الإسلامية القائمة ولا منافساً أو مناقضاً لها، بل سيكون مكملاً لها متكاملاً معها وقال: “إننا نريد عبر تأسيس هذا الاتحاد أن نمثل العالم كله، فهذا المشروع عالمي الطابع والنزعة وليس إقليمياً أو قارياً”. مشيراً إلى أنه سوف يكون اتحاداً شعبياً ومستقلاً عن السلطات الرسمية والحكومية ويركز على الاتصال بالشعوب وشدد على القول “إن الاتحاد ليس من أهدافه الاصطدام بالسلطات السياسية فعمله سينصب على الأبعاد التربوية والدعوية والتوعية. وسيضم كل من يشتغل بالعلوم الإسلامية سواءً من السنة أو من الشيعة.

          وأشار إلى أنه تلقى موافقة آية الله محمد علي تسخيري رئيس رابطة العلاقات الثقافية الخارجية في إيران ومستشار قائد الثورة بها.” انتهى نص الجريدة].

          ومجلة « الوعي» تضيف: إن الخلافة ليست مجهولة المسمى أو الاسم، ولا هي مضطربة الصفة أو الرسم، بل هي علم على رأسه نار، لن يستطيع تشويه صورتها، أو تمييع قضيتها، أو طمس فَرْضيتها لا الحكام الظلمة عملاء الكافرين، ولا مشايخ السلاطين، فإن للخلافة أبناء بررة، يحملون دعوة الإسلام، ويعملون لإعادة الخلافة آناء الليل وأطراف النهار لا يفتُرون، يرجون الله ويضرعون إليه أن يتحقق وعده سبحانه على أيديهم (وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) ويكررون الرجاء والضراعة أن تكتحل عيونهم ببشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «… ثم تعود خلافة راشدة».

          (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *