العدد 165 -

السنة الخامسة عشرة شوال 1421هـ – كانون الثاني 2001م

أمّة أصيلة رغم أنف الظالمين

ـ حفروا خنادق من دماء بين أبناء الأمة ظناً منهم أنهم سيفلحون في تمزيقها ومنع وحدتها إلى أمد بعيد فخاب فألهم، وضلّ سعيهم، وماتوا بغيظهم.

ـ منذ عشرات السنين والأنظمة تكيد للمسلمين وتنفذ مخططات الغرب حرفياً «فرق تسد» فلم تُبقِ وسيلة للفتنة أو للعنصرية أو للصراعات المذهبية أو العرقية أو الإقليمية إلا وارتكبتها، ولكنها تُفاجأ بين الفينة والأخرى بأصالة الأمة وطيب معدنها، ووحدة مشاعرها فيزدادوا غيظاً على غيظهم.

ـ مناسبة هذا الكلام ما أُعلن مؤخراً عبر وسائل الإعلام عن الأسرى من أهل لبنان في السجون اليهودية داخل فلسطين، وهو أن المعتقلين بعثوا برسائل عبر الصليب الأحمر إلى ذويهم يرفضون أن يُطلق سراحهم في عملية تبادل دون أن تشمل تلك العملية المعتقلين من أهل فلسطين ومن بلدان إسلامية أخرى. وأعلن في بيروت أن أمهات وزوجات الأسرى طلبوا من الجهات المعنية بالتفاوض وألحوا على إطلاق الأسرى من أهل فلسطين ضمن عملية التبادل.

ـ قبل أقل من عام قام جوسبان بمهاجمة المقاومة الإسلامية في لبنان فرد عليه طلاب جامعة بيرزيت في فلسطين برجمه بالحجارة في عمل تضامني مع المقاومة، والكل يعرف حجم التراكمات المذهبية التي قذف بها أعداء الأمة في حرب الخليج الأولى وفي حروب العشائر والطوائف والمذاهب في لبنان وأفغانستان والكويت والعراق وإيران، فظن البعض أن اللحمة لن تعود لهذه الأمة أبداً فجاءت الأحداث تؤكد عكس ما خططوا، وعكس ما يشتهون.

ـ بعيداً عن التهييج الإعلامي المبرمج والمسيَّس الذي مارسته الأنظمة فإن هبّة المسلمين كانت صادقة ومعبرة عن مشاعر الوحدة الحقيقية بين أبناء الأمة من إندونيسيا إلى إيران إلى الكويت إلى عُمان والخليج واليمن والمغرب ومصر ولبنان وتركيا وسوريا والأردن وباكستان وحتى مسلمي الهند.

ـ إن أمة بهذه الروح الجهادية، والمشاعر الموحدة الصادقة، وهذه القيم الرفيعة تستحق قيادة واعية مخلصة توحدها جغرافياً وتنطلق بها لحمل رسالة الإسلام إلى العالم لإخراجه من الظلمات إلى النور .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *