العدد 164 -

السنة الخامسة عشرة رمضان 1421هـ – كانون الأول 2000م

الأنــذال

أَعِدِّي القُبُورَ السُّودَ أَوْ فَتَرَحَّلِِي
قُرودٌ أُحلّوا في العروشِ سفاهةً
كِلابٌ ولكنْ لا وفاءَ لَديهمُ
خنازيرُ تُخْفِيهِمْ ثيابٌ نظيفةٌ
أَذَلُّوا شُموخِي واستباحُوا كَرامتي
أَبادُوا كياني وارْتَمَوْا فوق جُثّتي
أَضـاعُوا سِـلاحي، بَدَّلُـوا لونَ رايتي

فَلا! لستُ مجنوناً أُهادِنُ حاكماً
أَما مِنْ زعيمٍ هَزَّهُ بَتْرُ ساعِدي
أَما مِنْ رئيسٍ يستجيبُ لِصَرْخةٍٍ
أَما مِنْ مُفَدّى عاهِلٍ هاجَ قلبَهُ
أَيا أُمراءَ النفْطِ أينَ وَقُودُكُمْ
ويا خادماً للمَسْجِدَيْنِ، بِزَعْمِهِ،
ويا قائدَ الشجعانِ في كلِّ فَرَّةٍ،
ويا مَنْ رَقَى في (لَجنةِ القدسِ) ذُرْوةً
ويا أَوَّلَ الهاوِينَ … أنتَ (مباركٌ)
ويا خَلَفَ الأَشْرافِ مِنْ نَسْلِ هاشمٍ
إذا كنتَ قد أُنسِيتَ فاقْعُدْ مُبَرَّأً:
إلى (عرفاتٍ) لنْ أَحُجَّ، فَدَرْبُهُ
على اسْمَيْ شهيدَيْنِ انْقَضَـضْتَ مُتاجِراً

سَأَكْشِفُ زَيْفَ الحاكمينَ، وأَشْتَرِي
سَأَفْضَحُ إِفْكَ الظالمينَ، وأَغْتَدِي
سَأُفْنِي عُرُوشَ الخائِنينَ، وأَنْتَقِي
أَيا زُمْرَةَ الأَنْذَالِ، زَحْفِيَ عَارِمٌ
لِنَابُلُسٍٍ أُهْدِي، ويافا، وغَزَّةٍ
أَعِدُّوا جُيُوشَ الفَتْحِ، هَا هِيَ رَايَتِي

 

 

لَقَدْ آنَ يَا أَصْنَامُ أَنْ تَتَزَلْزَلِي
وقدْ قلَّدُوا الإنسانَ ! يا لَلتَّحَيُّلِ !
ولا يَمنعونَ الشاءَ مِنْ مُتَطَفِّلِ
خَلَتْ مِنْ غُبارٍ أو دَمٍ مُتَقَبَّلِ
وفي كِبْرِيائِي أَطْلَقُوا النارَ تَصْطَلِي
لِمَصِّ شَرَايِيني وتَجْرِيدِ مِحْمَلِي
وداسُـوا قـراراتـي بأوسـخِ أَرْجُـلِ

وفي القدسِ مَوْتُورٌ يُدَمِّرُ منـزِلِي
وأَسْرُ أبي، أو قتلُ طِفلي المدلَّلِ ؟
ويدْعو أميرُ الجنْدِ: «فِيمَ تَمَهُّلِي ؟»
حَرِيقُ المصَلّى فاشْتَفَى، وَهْوَ يَأْتَلِي ؟
يُدِيرُ رَحَى حَرْبِ انْتِقَامٍ مُعَجَّلِ ؟
أَما لهما مِنْ ثالثٍ مُتَوَسِّلِ ؟
متى كَرَّةُ الشجعانِ ؟ واعْذُرْ تَطَفُّلِي
متى تُعلنونَ الزَّحْفَ ؟ ضاعَ تَحَمُّلِي
تَقَدَّمْ جُيُوشَ الفَتْحِ كَبِّرْ وَهَلِّلِ
لمسْرَى رسولِ الله، جَدِّكَ، أَقْبِلِ
أبو لَهَبٍ أَفْتى بِذا … فَتَهَلَّلِ
إلى كعبةٍٍ بيضاءَ، ما هي مَأْمَلِي
بِكُلِّ شـهيدٍ في فِلَسْـطِـينَ، فَاخْجَـلِ

مِنَ الآنَ أَكْفَاني، وأَقْطَعُ أَنْمُلِي
إلى السِّجْنِ مُخْتاراً، وغَيْرَ مُكَبَّلِ
وسيلةَ إعدامٍ إذا الأَمْرُ رُدَّ لِي
وقلبيَ جَبّارٌ، ولِلْقدسِ مَوْئِلِي
تَبَاشِيرَ ثَأْرِي في القريبِ المؤَمَّلِ
تُطِلُّ، تُنَادِي الصُّبْحَ: «هَا نَحْنُ، فَانْجَلِ»
q

                                                                                             الشاعر: أيمن القادري

  • المحمل: عِلاقة السيف ـ اشتفى: بلغ ما يُذهِبُ غيظه (انتقم) ـ  يأتلي: يحلف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *