العدد 201 -

السنة الثامنة عشرة شوال 1424هـ – كانون الأول 2003م

أميركا والنفط

أميركا والنفط

إن الطلب على النفط يزداد مع الزمن ، ولا يقال إن التطورات المستقبلية ستخفف الطلب على النفط، لأنه كما اقترح أن انتشار الكومبيوترات والاتصالات ذات السرعة العالية سوف يقلل الحاجة إلى السفر والنشاطات الأخرى المستهلكة للطاقة ، والواضح أن وصول عصر الكومبيوتر لم يترافق مع أي هبوط ملحوظ في الطلب على النفط، بل إن العكس هو الصحيح ، إذ إن استهلاك النفط الذي يحفزه الاستعمال المتزايد للسيارات الخصوصية آخذ بالارتفاع، في البلدان التي تقتني أعداداً كبيرة من الكومبيوترات، فضلا عن أن الاستخدام المتفجر بسرعة للإنترنت قد أنتج فورة في الطلب على الكهرباء ، وهذه أيضا ولدت حاجة زائدة إلى النفط والغاز الطبيعي.

يبدو إذاً أن الطلب العالمي على النفط سوف يستمر في الارتفاع في السنوات المقبلة، دافعا بمعدلات الاستهلاك اليومي إلى مستويات أعلى على الدوام.

والجدولان التاليان يبينان إنتاج النفط العالمي واستهلاكه:

الاستهلاك الفعلي والمتوقع (مليون برميل باليوم)

المنطقة والبلد

عام  2000

عام  2005

عام  2010

عام  2015

عام  2020

الولايات المتحدة

19.5

21.2

22.7

23.7

24.7

أوروبا الغربية

14.4

14.8

15.3

15.6

16

أليابان

5.6

5.7

6

6.3

6.6

أوروبا الشرقية وروسيا

6

6.1

6.4

6.6

6.9

الصين

4.6

5

6.4

8.1

8.8

الهند

1.9

2.6

3.1

3.5

4.1

الشرق الأوسط

5.2

6.5

7.5

8.5

9.8

أفريقيا

2.7

3

3.5

4.1

4.7

أمريكا الوسطى والجنوبية

4.8

6.3

7.4

8.5

10

جدول رقم 1  –   المصدر : U.S Department of Energy , International Energy Outlook 1999, Table A4.

الاحتياطيات العالمية وإنتاج البترول

المنتج

الاحتياطيات المقدرة

  (مليار برميل )

النسبة المئوية من الاحتياطيات العالمية

الإنتاج

( مليون برميل باليوم )

السعودية

261.5

24.8

9.2

العراق

112.5

10.7

2.2

الإمارات العربية

97.8

9.3

2.7

الكويت

96.5

9.2

3.2

إيران

89.7

8.5

3.8

فنزويلا

72.6

6.9

3.3

روسيا

48.6

4.6

6.2

المكسيك

47.8

4.5

3.5

الولايات المتحدة

30.5

2.9

8

ليبيا

29.5

2.8

1.4

الصين

24

2.3

3.2

نيجيريا

22.5

2.2

2.2

النرويج/بريطانيا  ( بحر الشمال)

16.1

1.5

6

جدول  رقم  2 – المصدر : BP Amoco , Statistical   Review of World Energy 1999

إن المدقق في الجدولين السابقين يرى مدى احتياج أميركا للنفط . فهي بحاجة إلى حوالي 20 مليون برميل يومياً في عام 2003 تنتج منها 8 ملايين برميل ، فمن أين تأتي بـ 12 مليون برميل يومياً لتغطي العجز وتشبع الأفواه الرأسمالية الجشعة ؟ .

إن الجواب على ذلك يكمن في التصريحات التالية للساسة الأمريكان والتي تعكس حقيقة ووحشية المبدأ الرأسمالي وسياستها البربرية :

قال جون سي غانون نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية ” علينا أن نعترف بأن أمتنا لن تكون آمنة إذا لم تكن إمدادات الطاقة العالمية آمنة؛ لأننا نحتاج إلى كمية ضخمة من النفط المستورد لإمداد اقتصادنا. لأن الكثير من هذا النفط يرد من أقطار الخليج، فان الولايات المتحدة سوف تكون بحاجة للإبقاء على مراقبة شديدة على الأحداث والبقاء متورطة في الخليج لحماية تدفق إمدادات النفط الحيوية. “

المصدر : مؤتمر مجلس الطاقة / كولورادو  6 /12/1996م

  http://www.odci.gov./cia/di/speeches/

  – وقال الرئيس كلينتون أثناء لقاء في البيت الابيض مع حيدر علييف رئيس أذربيجان  ” لا نأمل فقط بمساعدة آذربيجان على الازدهار ، بل نأمل أيضا في تنويع مصادر طاقتنا وتقوية أمن أمتنا “.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 24/1/1980، بعيد الغزو السوفياتي لأفغانستان، أن الرئيس كارتر قال:  ” إن محاولة أي قوة خارجية السيطرة على منطقة الخليج سوف تعتبر بمثابة اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأميركية، وسوف تردع بأي وسيلة ضرورية بما في ذلك القوة العسكرية “.

            – وقد كتب مايكل كلير في ” الحروب على الموارد ” أن الجنرال أنطوني زيني قال:” إن منطقة الشرق الأوسط ذات قيمة واضحة لنا كمصدر للنفط والغاز الطبيعي “

وقال الرئيس جورج بوش الابن في خطابه في قاعدة فرجينيا الجوية يوم 12/9/2003 “إن أميركا لن تغادر العراق، قبل أن تنجز المهمة التي أتت من أجلها، وإن العراق هو الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب”

إن هذه العينة من التصريحات القديمة والحديثة تكشف عن مدى القلق الذي تعيشه الإدارات الأميركية المتلاحقة، لضمان تأمين إمدادات النفط، وحمايتها والسيطرة عليها مهما كلف الامر ، لأنها بالنسبة لهم عصب الحياة.

ونظراً لأن منطقة الشرق الأوسط تحوي أكثر من ثلثي الاحتياطي العالمي للنفط، فضلا عن أنها قلب دولة الخلافة القادمة التي تخشاها أميركا فإن الأمر بالنسبة لأميركا كمن يصيد عصفورين بحجر واحد.

من هنا بدأت الادارة الأميركية الحالية منذ توليها الحكم، باعادة دراسة سياستها الخارجية في هذه المنطقة، لتأخذ شكل الاحتلال العسكري المباشر . ولو لم يكن هناك الحادي عشر من سبتمبر لعملت هذه الإدارة لإيجاد ما يشبه الحادي عشر من سبتمبر لأنه بنظرها أيسر المبررات ، وإن كانت تتوجه بهذه المبررات للشعب الأميركي؛ لأنه هو الذي يهمها وهو ناخبها .

من هنا بدأت الادارة الامريكية الحالية هذه السياسة، وهي سياسة صيد عصفورين بحجر واحد، وخصوصا أن العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية، موضوع أمامها على الطاولة باستمرار ، فهي تريد أن تسبق العاملين لإقامة الخلافة، إلى أصحاب القوة والمنعة في العالم الإسلامي، وتجردهم من جميع الأسلحة، كما فعلت في العراق وأفغانستان ليصبح العالم الإسلامي خالياً تماما حتى من السكاكين، وحينها تأمن أن المسلمين سيكونون بعيدين عن القوة وأسبابها، ولن تقوم لهم قائمة، وتبقى هي جاثمة على صدورهم بقواعدها العسكرية المتقدمة تنهش في خيراتهم .

فواقع الامر إذاً أن أميركا والأمة الإسلامية في سباق على مقدراتها . وأن أصحاب القوة والمنعة من جنود المسلمين وضباطهم، في جيوش أقطار العالم الإسلامي، هم المستهدفون أولاً في هذه الأيام؛ لذلك ندعو هذه الثلة من الأمة ليحذروا وليتنبهوا من خطط أميركا، وليكونوا كثلة الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليقطعوا الطريق على أميركا ومن والاها؛ ليفوزوا بالشرف الرفيع في الدنيا، والثواب العظيم في الآخرة، والله غالب على أمره.  ولن تفلح أميركا إن شاء الله وستجر أذيال الخيبة والهزيمة ، فقد بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخلافة الثانية على منهاج النبوة قادمة. قال سبحانه وتعالى: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) [الأنفال] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *