العدد 201 -

السنة الثامنة عشرة شوال 1424هـ – كانون الأول 2003م

رياض الجنة: البيعة على النصرة (7) طلب النصرة حكمٌ شرعيٌّ ثابت

رياض الجنة: البيعة على النصرة  (7)

طلب النصرة حكمٌ شرعيٌّ ثابت

إن طلب النصرة حكمٌ شرعيٌّ ثابت، وهو العمل الذي أقام به الرسول (صلى الله عليه وسلم) دولة الإسلام الأولى في المدينة المنوّرة، وهو الحكم الشرعيُّ الذي تقوم به دولة الإسلام اليوم، من باب التأسّي بالرسول (صلى الله عليه وسلم). والذي يدلّ على ذلك هو:

– أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد طلب النصرة من الزعماء الذين يملكون القدرة على النصرة والمنعة. وإنه بالرغم من الرد القبيح الذي تتالى عليه من قبيلةٍ إلى قبيلة، فإنه بقي مصرّاً على الطلب. وهذا الإصرار دليلٌ على أنه حكمٌ شرعي.

– أن الألفاظ التي تضمّنها طلب النصرة، تدل على أنها حكمٌ شرعي، تعلّق به أمر اللَّه. فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول حين الطلب: «يا بني فلان، إني رسول اللَّه إليكم، يأمركم أن تعبدوا اللَّه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تؤمنوا بي، وتصدقوا بي، وتمنعوني، حتى أبيّن عن اللَّه ما بعثني به».

– أن اللَّه تعالى قد أثنى على الأنصار، وجعل مرتبتهم في الإسلام مرتبةً عالية، بعد مرتبة المهاجرين، لأنهم (الذين آووا ونصروا) وهو وصف مدح، ووصف لأبرز ما اتصفوا به.

–  لقد فهم وفد بني عامر بن صعصعة، أن طلب الرسول (صلى الله عليه وسلم) للنصرة هو طلب إقامة الأمر، أي دولة إسلامية، وطلب مبايعة له، وذلك عندما قال له بيحرة بن فراس « أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك اللَّه على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟» قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «الأمر إلى اللَّه، يضعه حيث يشاء».

– أثناء بيعة العقبة الثانية، قال البراء: «فبايعنا يا رسول اللَّه، فنحن واللَّهِ أبناء الحروب، وأهل الحلقة». وقال أسعد بن زرارة: «إن إخراجه اليوم مفارقة للعرب كافة وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف». وقال العباس بن عبادة: «إن شئت لنميلن على أهل منى بأسيافنا». وقال أبو الهيثم بن التيهان: «إن بيننا وبين القوم حبالاً، وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن أظهرك اللَّه أن تتركنا وتعود إلى قومك». فأجابه الرسول (صلى الله عليه وسلم) «بل الدم الدم، الهدم الهدم، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم».

 – قالت عائشة رضي اللَّه عنها أن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) «طابت نفسه وقد جعل اللَّه له منعة وقوماً أهل حرب وعدة ونجدة».

– قال ابن هشام: «ولما أراد اللَّه إعزاز نبيه، ونصر دينه ساقه لهذا الحي من الأنصار» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *