العدد 203 -

السنة الثامنة عشرة ذو الحجة 1424هـ – شباط 2004م

ربِّ لبيكَ، أنتَ مالكُ أمري

ربِّ لبيكَ، أنتَ مالكُ أمري

هَتَفَ الصَّوْتُ في الضُّحى والغُروبِ
بَشِّرُوا مَنْ (سرى) بِعَيْنَيْهِ دَمْعٌ
بَشِّرُوا مَنْ لِتَوْبَةِ اللَّهِ شاقَتْ
كعبةُ اللَّهِ ههنا، فَتَقَدَّمْ
ههنا مِن كُلِّ الذُّنُوبِ تُنَقَّى
طُوِيَ الأَمْسُ فَافْتَحَنْ صَفَحاتٍ
أُذِّنَ الفَجْرُ بالحجيجِ، وهذا

بَشِّرُوا كُلَّ مُثْقَلٍ بالذُّنُوبِ
(عَرَجَ) الصَّوْتُ إثْرَهُ في نَحِيبِ
مُقْلَتَاهُ، وقَلْبُهُ في لهيبِ
وَامْحُ ما كانَ، وانْجُ مِن تَثْرِيبِ
فارْمِ عنْكَ الأوزارَ قَبْلَ المَشيبِ
أَشْرَقَتْ فيها شمسُ طهَ الحبيبِ
فَجْرُ أعمالٍ ذاتِ ثوبٍ قَشيبِ

@

@

@

بَيْنَ جَمْعِ الأَبْرارِ لّبِّ وَوَحِّدْ
ربِّ لَبَّيْكَ أنتَ مالكُ أَمْري
لا شريكَ ارْتَضَيْتَ فَهْوَ مُحالٌ
أنا يا رَبِّ جِئْتُ أَدْعُوكَ، لكِنْ
وَعَظُوا النَّاسَ واستطالَتْ لِحَاهُمْ
حَذَّرُونا الشَّيْطانَ باللَّفْظِ، لكِنْ
أرضُ حُجَّاجِ البَيْتِ صارَتْ مَطَافاً
قِبْلَةُ المُسْلِمينَ قد جَعَلُوها
تَسْرَحُ الطَّائِراتُ فيها، وتَلْهو
يا لبغدادَ! مِنْ هُنَا دَمَّرُوها
كيف لا؟ و(الفِقْهُ) الحِجَازِيُّ أَوْصى

بشفاهٍ مُشتاقةٍ، بل قلوبِ
ولك الحُكْمُ دونما تعقيبِ
والأُلى ضَلُّوا ما لَهُمْ مِنْ مُجيبِ
خلفَ ظهري دُعاةُ إِفْكٍ مُرِيب
ثمّ خَانُوكَ مُنْذُ عَهْدٍ قَريبِ
بايَعُوهُ ببالِغِ التَّهْذِيبِ
لِجُنُودِ المَاْرِنْزِ دُونَ رَقِيبِ
قَلْعَةَ المُشْرِكينَ أهلِ الصَّلِيبِ
وتُشَنُّ الحُرُوبُ إِثْرَ الحُرُوبِ
وأحالُوا إِشْراقَها لشُحوبِ
أن يَسُوقَ الطّاغوتُ كُلَّ الشُّعوبِ

@

@

@

تَسْأَلُ (المَرْوَةُ) الجِبالَ: أفيكُمْ
وتقولُ (الصَّفَا): تَذَكَّرْتُ طهَ
ههنا قد (تَبَّتْ يدا) مَنْ تَوَلَّى
مَنْ لهُ جُرْأَةٌ فَيَصْرُخَ: (تبّاً
أين أحزابُ المُسْلِمينَ؟ أَتَبْقَى

مِنْ حُشُودِ السُّعاةِ مِثْلُ نَصيبِي؟
يُنْذِرُ الأَقْرَبِينَ ما في الغُيُوبِ
و(سَيَصْلَى نَاراً) مِنَ التَّعْذِيبِ
يا ملوكَ الآبارِ!) دُونَ هُروبِ؟
في فِراشِ السُّلْطَانِ مِثْلَ عَرُوبِ؟

@

@

@

رَبِّ أَقْبَلْتُ بالحَصَى أَتَوَخَّى
كُلُّ قُطرٍ بالضّادِ يَنْطِقُ، حاوٍ
أَوَلَيْسَتْ تِلك الشّياطينُ أَوْلى

رَجْمَ إِبْليسَ، في اندفاعِ مُنيبِ
شَخْصَ إبليسَ فَوقَ عَرْشٍ سَليبِ
بِرُجُومٍ من كَفِّ كُلِّ لبيبِ؟!

@

@

@

يا جُموعَ الحَجيجِ أَثْلَجْتِ صَدْري
اختلافُ اللِّسانِ واللَّوْنِ والعِرْقِ
وَحْدَةُ الأُمَّةِ ارْتَدَتْ ثَوْبَ عِزٍّ
اَلْحُدُودُ الشَّوْهَاءُ، في الحَجِّ ذابَتْ
ومتى هذه الجموعُ تُناجي
ومتى هذه الجموعُ أراها
ومتى صَرْخةُ الخِلافةِ تعلو

وتَقَصَّيْتِ غايَةَ المَطْلُوبِ
تَجَلَّى ائْتِلافَ شوقٍ غريبِ
وتَخَطَّتْ حواجزَ (التَّنْقِيبِ)
فمتى تأتي دولةُ (التَّذْوِيبِ)؟!
قائداً فيهِ رُوْحُ ليثٍ مَهيبِ؟
زحفتْ للجِهادِ والتَّأديبِ؟
صوتَ أمريكا في الحجازِ الكَئِيبِ؟

@

@

@

هَتَفَ الصَّوْتُ، دارُ أَرْقَم تَدْري
وَتَذَكَّرْ في الحَجِّ تاريخَ أرضٍ
ولتكنْ بَعْثَةُ الأشاوِسِ منها

من يُنادي. فاسْلُكْ أَشَقَّ الدُّرُوبِ.
حَلَّ فيها رَسولُ خَيْرٍ صَبيبِ
في جهادٍ، يمحو الطغاةَ، عصيبِ q

 

أيمن القادري

العَروب: المتحبّبة للذَّكر- صبيب: مُنْصَبّ.

الأشاوس: الأبطال – عصيب: شديد الهَوْل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *