العدد 203 -

السنة الثامنة عشرة ذو الحجة 1424هـ – شباط 2004م

كلمة الوعي: أيها المسلمون: حكامكم خير أعوان لأميركا ويهود

أكد الرئيس اليمني علي صالح في 11/1/2004م، في مؤتمر صحفيّ مفاجئ، عقده بعدما أدار جلسة افتتاح مؤتمر صنعاء الإقليمي للديمقراطية، وحقوق الإنسان، ومحكمة الجنايات الدولية، أنه (لم يعد هناك مكان للديكتاتوريات، ويجب أن نقوّم أنفسنا، وأن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون، وعلينا احترام شعوبنا حتى يحترمنا الآخرون) وقال أيضاً: (إن مقررات المؤتمر وتوصياته ستتضمن الشيء الكثير حول حقوق الإنسان، وحول الديمقراطية، واعتبرها توصيات لكل الأنظمة السياسية، بأن تسلك طريق الديمقراطية الحضارية، وتحترم حقوق الإنسان، وأن تقفل السجون السياسية إلا سجون الإرهابيين) وقال: (نأمل أن نتّعظ من الماضي).

إنها كلمات اعتراف بالذنب، من غير توبة إلى اللَّه، أو اعتذار للمسلمين، لقد تكلم بلسان حال حكام المسلمين جميعهم، الذين جمعهم الذل والخوف على المصير في الدنيا فقط. إنه يعترف، والاعتراف أقوى أنواع الإقرار، أن حكام المسلمين ديكتاتوريون، يحتاجون إلى التقويم، وأنهم لا يحترمون شعوبهم، وهم غير محترمين من غيرهم. إن دعوته أن تقفل السجون السياسية كم تحمل في طيّاتها من ظلم، وقهر، وإذلال مارسوه على كل من خالفهم، كم تحمل في معانيها من جرائم ارتكبت بحق المسلمين.

لقد عبث الأميركيون برؤوس حكام المسلمين عندما عبثوا برأس صدام، فحاكم يضع يده على رأسه، وآخر يغطي رأسه، وثالث يريد أن يحلق رأسه…

ومن العجيب، إن أحداً من هؤلاء الحكام لم يراجع نفسه وأخطاءه ويتوب إلى ربه، بل، وهذه هي الطامة الكبرى، إنهم يزدادون ذلاً وتنازلاً وانبطاحاً… وتزداد جريمتهم عندما يقدمون شعوبهم قرابين على مذبح أميركا، وعندما يمكنونها أكثر من رقاب المسلمين، وأكثر من خيراتهم، وأكثر من دينهم… إن الحكام الآن يلاحقون في بلادهم المسلمين العاملين لنصرة الإسلام، ويعتقلونهم، ويعذبونهم، ويقتلونهم وينفّرون المسلمين منهم، كل ذلك تحت اسم مكافحة الإرهاب، ويفعلون ذلك إرضاءً لأميركا… إنهم الآن يغيرون مناهج التربية والتعليم، ويفتحون أجواء المسلمين أمام الفضائيات التي تحمل مشروع صرف المسلمين عن دينهم، … إنهم يضيّقون على تصرفات المسلمين المالية في بلادهم بحجة مساعدة أميركا على تجفيف منابع الإرهاب، … إن تصرفات هؤلاء الحكام وتصريحاتهم تدل على أنهم أشقى خلق اللَّه، ولا يتعظون، لقد ولّوا وجوههم شطر إرضاء أميركا، بدل أن يولّوها شطر إرضاء اللَّه وحده سبحانه وتعالى…

لقد تكلم الرئيس اليمني بالنيابة عن جميع إخوانه من الحكام، محدداّ الخيار والمسلك والطريق الذي يجب سلوكه… إنه طريق الديمقراطية، وداعياً إلى أن تبقي سجون الإرهابيين مفتوحة. إن تصريحات هؤلاء الحكام وتصرفاتهم تؤكد أنهم ليسوا من الأمة، والأمة ليست منهم في شيء… إنهم أقبح وأوقح خلق اللَّه، تراهم ملعونين من الأمة أينما ثقفوا، ومع هذا يعلنون أن الأمة اختارتهم وانتخبتهم، … إنهم يعرفون واقعهم السيئ المفروض والمرفوض، ومع هذا يبقون جاثمين على صدر هذه الأمة. يحمون أنفسهم بالمخابرات، ويكممون أفواه المعارضين لهم الرافضين لحكمهم بالأجهزة الأمنية، ويزينون باطلهم بوسائل الإعلام، ويسخرون ميزانية الدول لهم، ولزبانيتهم، يتصرفون بها وكأنها ملك لهم، يحرمون شعوبهم لينعموا بها هم وأتباعهم.

إذا كان هذا هو واقع حكام المسلمين، فما الحكم على من يحيط بهم ممن يسمّون بالعلماء الذين يزينون منكرهم، ويأتمرون بأمرهم لا بأمر اللَّه، ويفتون لهم فيما يغضب اللَّه ويعملون على إقناع الأمة بهم وبمشروعيتهم وبطاعتهم؟… إن علماء السوء هؤلاء ينالهم غضب من اللَّه كبير، لأن اللَّه ورسوله أخبرانا بذلك. وبوجود أمثال هؤلاء العلماء إلى جانب أمثال هؤلاء الحكام، يصبح فساد الأمة مكتمل الحلقات. ومن العجيب أن يتسنّم هؤلاء مراكز دينية عالية، وتضفى عليهم ألقاب تشريفية بينما هم من الذين يجب على الأمة أن تخشى منهم على دينها،

أيها المسلمون

حكامكم أعداؤكم، وولاؤهم هو لمن ولاّهم، وليس للَّه ولا لرسوله ولا للمؤمنين أي نصيب من هذا الولاء. إنهم أجبن خلق اللَّه، وقد أثبتت مجريات الأحداث الأخيرة ذلك، إنهم يخافون من ظل عدوة المسلمين الأولى أميركا، ويتوددون إلى شر خلق اللَّه يهود… إن داعيهم يدعو إلى التعامل مع أميركا واليهود على المكشوف، ومن غير استحياء… إنهم قطعوا العلاقة مع اللَّه ومع المسلمين وأقاموها مع أعدائهم. لقد ابتغوا العزة عندهم … إنهم يتصرفون ولسان حالهم يقول: ما أظن أن تبيد هذه أبداً، وما أظن الساعة قائمة…

أيها المسلمون

إن هذه الأنظمة يجب أن تكف أيديها عن ذبح المسلمين، أو المشاركة في ذبحهم… إن هذه الأنظمة يجب أن تسقط في أيدي المسلمين، لا في أيدي أميركا، … إنه يجب أن لا يرضي المسلمين إلا ما يرضي ربهم، وإن ما يرضيه هو أن يقوم أمره، وترفع كلمته، وينتشر حقه ويزهق باطل الكفر… وإن مفتاح ذلك كله أن تقوم للإسلام دولته تطبق شرع اللَّه في الداخل وتحسن التطبيق، وتحمله إلى الخارج لينعم بخيره البشر.

أيها المسلمون

أعطوا قيادكم لمن يتقي اللَّه فيكم، ويخاف عليكم، ويعتبر أن من حق اللَّه عليه أن يحكم بينكم بكتاب اللَّه وسنة رسوله، ويحوطكم بعنايته، ويعدل بينكم، ويوفر لكم الحياة الكريمة، ويفتح أمامكم باب العزة والكرامة بالإسلام في الدنيا، وطريق الجنة ورضوان اللَّه سبحانه في الآخرة.

أيها المسلمون

أعطوا قيادكم لمن يعرض عليكم مشروع الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة، وادعوا أبناءكم من أهل القوة كي ينالوا شرف نصرة هؤلاء الدعاة، كي يظهر الدين وتتم كلمة اللَّه، ولو كره الكافرون. قال تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)[يوسف/21] .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *