العدد 205 -

السنة الثامنة عشرة صفر 1425هـ – نيسان 2004م

يا ذاتَ الخِمار

يا ذاتَ الخِمار

إِصْفَعي خَدَّ الكُفْرِ في كُلِّ حِينِ
وامْلَئِي أَفْواهَ القَذارَةِ رُغْماً
وَاسْكُبِي ناراً فَوْقَ سُودِ قُلُوب
ٍ
أَنْتِ يا أُخْتُ نَجْمَةٌ تَتَحَدَّى
أَنْتِ يا أُخْتُ بَيْنَ أَكْوامِ فَحْمٍ
أَنْتِ مِنْ أُمَّةٍ تَرَى العُهْرَ عاراً
وَنَوادِي الغَرْبِ البَغيضِ تُنادِي
«أَنا دارُ العُصاةِ والفُحْشِ، هَيّا
«ولْتُصَلُّوا في ظِلِّ مِحْرابِ فِسْقٍ
لَسْتِ منهمْ، إلاّ إذا الشَّمْسُ كانتْ
لَسْتِ منهم، إلا إذا العَقْلُ أمْسى
لسْتِ مِن مُومِساتِ نادي التَّعَرِّي
فَاهْزَئي مِنْ أَهْلِ الضَّلالِ وقُولِي

يا لَهُمْ مِنْ جُنْدٍ لإبْلِيسَ ظَنُّوا
حَظَرُوا عِفَّةَ الفَتاةِ وسَنُّوا
لا ورَبِّ الأَرْبابِ لَنْ تَتَخَلَّى
لا فَرَنْسا، ولا سِواكِ، فَرَنسا
فَحُصونُ الحياءِ أمْنَعُ، أَبْقى
فَأميتُوهُ قَبْلَ إِبْصارِ نورٍ
وارْكُلُوا بِدْعَةَ«الحِوارِ» بَعِيداً
وارْفُضُوا
«الاندِماجَ» في الغَرْبِ، فِرُّوا

 

أيْنَ حُكَّامي والكَرامَةُ تُسْبى؟!
سَلَبُوا خاطِرِي بقايا افْتِخارٍ
ها هُو
«المصطَفَى» لِحُرْمَةِ أُنْثى
نالَ مِنْ سِتْرِها اليَهودُ فَنالوا
والّتي في
«زبَطْرَةَ» الأَمْسَ صاحتْ،
زَحَفَ ابنُ الرَّشيدِ يَنْشُدُ ثأراً
قالَ:
«لَبَّيْكِ فالخِمارُ عَزِيزٌ

 

لا تَهُوني أُخْتاه، لا، لا تَهونِي
لا تُبالِي بِضِفْدَعٍ وذُبابٍ
أَغْمِدِي حَسْرَةَ الخِمارِ بعُمْقٍ
واصْرُخي:
«سوف يَشْهَدُ الكَوْنُ أنّا
«نحنُ لا نَفْتِنُ الكِتَابِيَّ يوماً
«غَيْرَ أنّ الحكْمَ الذي شاءَ قَهْرِي
مَوْعِدُ الفَجْرِ فيهِ دولَةُ نورٍ

 

 

بِيَدٍ أُودِعَتْ حَلالَ الْيَقِينِ
بِرُجومٍ مِن الحصَى والطِّينِ
تَصْرَعُ الحاقِدينَ دونَ أَنينِ
بَطْشَ عُهْرٍ يَصولُ كالتِّنِّينِ
دُرَّةٌ م
ِنْ ماسٍ فريدٍ ثَمينِ
وتَرى السِّتْرَ تاجَ كُلِّ جَبينِ
«أقْبِلوا أقبِلوا إلى الأتُّونِ»
لا تُبالوا بِعِفَّةٍ أَوْ دِينِ
»
ولْتُقِيموا لَيْلاءَكُم في مُجونِ
»
مِنْ مَعاني الدُّجى ورَهْطِ الظُّنُونِ
سُنَّةً في مَصَحِّ  أَهْلِ الجُنونِ
أو مِنْ الرَّاقِصاتِ بِالبِكِّيني
«أنا يا ربِّ ذاتُ رُشْدٍ مَتينِ»

في الهَوى ما يَفوقُ وَحْيَ
«الأَمينِ»
لِلبَغايا ابْتِدارَ كُلِّ مُشِينِ
ذاتُ خِدْرٍ عَن الرِّداءِ الرَّزينِ
قادِراتٌ على اقْتِحامِ العَرينِ
مِنْ قرارٍ لِلْحَظْرِ أَعْمى العُيونِ
واسْلُكُوا فيهِ حِلَّ وَأْدِ الجنِينِ
فالحضاراتُ في صِراعٍ مَكينِ
مِنْ جَحيمٍ يفيضُ بالغِسْلِينِ

 

أَيْنَ مَنْ يَدَّعُونَ رَعْيَ الشُّؤُونِ؟
مِنْ عُهودِ الأسْلافِ عَبْرَ القرونِ
شَنَّ حَرْباً جاءَتْ بِنَصْرٍ مُبينِ
خَيْرَ طَرْدٍ، والبِرُّ طَرْدُ اللَّعِينِ(1)
فَأتاها الجَوابُ:
«لا لَنْ تَهونِي»
وشَوى جُنْدَ الرُّومِ بَيْنَ الحُصُونِ(2)
بَعْضُ أَثْمانِهِ اقْتِلاعُ الجُفونِ(3)
»

 

وَارْفُضي فَتْوى الطائِشِ المَفْتونِ(4)
واهْزَئِي مِنْ نَقِيقِهِ وَالطَّنِينِ
في قُلوبِ الأَوْغادِ كالسكِّينِ
نَنْشُدُ العَدْلَ، مَوْعِدَ التَّمْكِينِ
ذاكَ أَمْسي وَلِي غَدٌ ذِي شُجونِ
لَنْ أَراهُ بِغَيْرِ ثَوْبِ الدَّفِينِ
تَحْمِلُ البِشْرِ في سَدادِ الدُّيونِ

 

الشاعر أيمن القادري

29- 01- 2004

1- الإشارة هنا إلى بني قينقاع الذين احتالوا على امرأة لِيَنْكَشف ما تحت خمارها، فنفاهم النبي r.

2- الإشارة هنا إلى الخليفة المعتصم وفتح عمّورية.

3- أي اقتلاع الجفون الطامعة بصدّنا عن ديننا.

4- الإشارة هنا إلى فتوى شيخ الأزهر الطنطاوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *