العدد 206 -

السنة الثامنة عشرة ربيع الأول 1425هـ – أيار 2004م

أميركا تنهي التخطيط للحملة الصليبية الرابعة على المسلمين والتنفيذ أصبح وشيكاً

أميركا تنهي التخطيط للحملة الصليبية الرابعة على المسلمين والتنفيذ أصبح وشيكاً

     يثار حديث من وقت لآخر، في الأوساط السياسية العالمية، والأمم المتحدة عن انسحاب أميركا من أفغانستان والعراق، لكن أميركا لم تحتلهما لتنسحب منهما، بل لتسحب أهدافها على غيرهما، ولم تعد أهدافها خافية على من عنده شيء من وعي، مهما حاولت أن تخفيها، وتتلخص أهدافها بما يلي:

ــــــــــ

  1. الحيلولة دون قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية، في أقطار العالم الاسلامي، والتي ستحل مكانها كدولة أولى في العالم، ومن ثم تقضي عليها.

  2. إضعاف أقطار العالم الإسلامي عسكرياً واقتصادياً وفكرياً.

  3. نهب ثروات أقطار العالم الاسلامي كلها، وإفقار أهلها.

  4. تحويل ولاءات الأقطار العميلة لغيرها؛ لتصبح عميلة لها مثل ليبيا وماليزيا.

  5. القضاء على كل الحركات الإسلامية التي تقاوم أميركا عسكرياً أو فكرياً.

  6. نشر المبدأ الرأسمالي في بلاد المسلمين.

     وهي، بذلك، تسير لتحقيق هذه الأهداف جميعها معاً، وفي ضربة واحدة، ولا يهمها خسارتها طالما يسمح لها الوضع بالصمود؛ لأن هذه الأهداف حيوية جداً بالنسبة لها. فبعد أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وما تحقق لها من احتلاله، تريد متابعة السير، فبدأت بإثارة قضية العالم الباكستاني النووي عبدالقدير خان، بأنه قام بتسريب تكنولوجيا، ومعلومات نووية، إلى كل من إيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، وماليزيا، وحتى دبي. وبدأت بنشر ذلك في وسائل الإعلام وتضخيمه، حتى أوعزت إلى عميلها مشرف، بأن يأمر عبد القدير خان بالاعتراف بذلك علنا أمام وسائل الإعلام، ومن ثم سيصفح عنه مقابل ذلك، حيث قام خان بتنفيذ ما طلب منه، ومن المعلوم أن أميركا هي التي طورت التكنولوجيا النووية المحدودة في الباكستان، وهي التي دربت خان على ذلك.

     والملاحظ أيضا أن المقصود دوما في أسلحة الدمار الشامل، “والإرهاب”، هم أقطار العالم الاسلامي، فلا (إسرائيل) ولا الهند، ولا أميركا، ولا حتى كوريا الشمالية، مقصود بذلك. والسبب أن أميركا تريد أن يكون ذلك مقدمة، ومبرراً لعمل عسكري على الهدف التالي، في بلاد المسلمين.

     وقد بدا ذلك جلياً في تصريحات بوش يوم الاربعاء 11/2/2004، عندما تناول في خطابه نقل معلومات وأسرار نووية، عن طريق العالم الباكستاني عبد القديرخان، إلى كل من ليبيا، وإيران، وكوريا الشمالية، وماليزيا، والإمارات العربية، حيث بـيّـن صراحة أن أميركا سوف تمارس سياسة جديدة، تقوم على تفتيش السفن في المنطقة، بحثاً عن هذه التكنولوجيا أو الأسلحة لكي لا تقع في أيدي “الإرهابيين” وذلك من أجل حماية العالم الحر.

     إذاً فالحملة الصليبية الرابعة تكمن في أعمال قرصنة للسفن، والطائرات، ووسائل النقل، وما شابه ذلك من إجراءات وأعمال تقوم بها أميركا وبريطانيا في بلاد المسلمين، بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل، وكذلك إخضاع إيران وليبيا وماليزيا وربما الإمارات العربية، لتفتيش طويل ومركّـز، يشبه كثيراً ما كان يمارس في العراق قبل احتلاله، كل ذلك ليكون مقدمة للحملة الصليبية الخامسة، والتي ستكون إعلان حرب على إحدى هذه الفرائس.

     فإلى متى سيبقى أهل القوة والمنعة، من أبناء الأمة الإسلامية، يغطون في سبات؟! إلى متى سيظلون ساكتين على حكامهم، الذين يمسكون رقاب الناس يذيقونهم ألوان الذل والهوان، كما يأمرهم بذلك أسيادهم الأميركيون والأوروبيون؟! ألا يرون أن هذه الرؤوس قد أينعت وحان قطافها؟ أليس كل ما حدث غير كاف لتحريك نخوة المعتصم في نفوسهم؟ ألا يريدون الشرف الرفيع، أمام العالم أجمع في الدنيا، والثواب العظيم من الله تعالى في الآخرة؟ ألا يرون أن جل الأمة معهم، وستدعمهم، وستضحي بالغالي والنفيس في سبيل اعلاء كلمة الله؟ ألا يرون أن الأمة تمتلك المبدأ الصحيح وعندها مد ديمغرافي كبير، وموقع استراتيجي، وثروة طائلة، ما يجعلها الدولة الأولى في العالم؟ ألا يرون فوق ذلك كله أن الله معنا ولن يضيعنا؟ ألم يقرأوا قوله تعالى: ]وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [.

]إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا [ q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *