العدد 208 -

السنة الثامنة عشرة جمادى الأولى 1425هـ – حزيران/ تموز 2004م

حطّين .. أُنشودة الأجيال (قصيدة)

حطّين .. أُنشودة الأجيال (قصيدة)

حِطِّينُ يا نَغَماً بكلِّ فمِ=يُهدي إليه جواهِرَ الكَلِمِ
حِطِّينُ يا أُنشودَةً عَذُبَتْ=وزهَتْ بها الأَوْتارُ مِن قِدَمِ
مَجْدُ الجِهادِ حَباكِ ساحَتَهُ=فَصَنَعْتِ نَصْراً راسِخَ القَدَمِ
وحَفَرْتِ بالرُّمحِ الأصَمِّ، ضُحىً،=كَلِماتِ عِزٍّ ضُمِّخَتْ بِدَمِ
حِطِّينُ يا حُلُمَ الأُباةِ، إِذا=هَمَّ الإِياسُ بساحَةِ الحَرَمِ
المسْجِدُ الأَقْصى دَعائِمُهُ=تَهْتَزُّ ، وَهْيَ تَضجُّ بالأَلَمِ
والمِنْبَرُ الرّاسي يقولُ لها:=هَيّا اثبُتي في حالِكِ الظُّلَمِ
مِن فَوْقِ أَخْشابي ، الفتى ، هَدَرَتْ=كَلِماتُهُ ، وَشفاكِ مِنْ سَقَمِ
هُوَ ذا صلاحُ الدّين ، كانَ هُنا:=يَرْمي جُيوشَ الكُفْرِ في العَدَمِ
هَزَمَ الفِرِنْجَةَ .. لا بِهَرْطَقَةٍ=أو فلسَفاتٍ ، نَزْرَةِ القِيَمِ
لا بالتَّسَكُّعِ بينَ أَنْدِيَةٍ=للغِشِّ ، تُدْعى: هَيْئةَ الأُمَمِ
أَرجاءُ ذا المِحرابِ عاشِقةٌ=ذِكْرى صَلاحِ الدِّينِ ، في نَهَمِ
هيّا اثبُتي يا كُلَّ هاتِفَةٍ=في مَسْجِدٍ سيظَلُّ في شَمَمِ
حِطِّينُ بَلْسَمُ جُرْحِ كُلِّ فَتىً=عَشِقَ السِّلاحَ ، فَضاقَ بالتُّهَمِ
حِطِّينُ كفكفةٌ لِدامِعَةٍ=نامَ اليَتامى ، وهْيَ لم تَنَمِ
حِطِّينُ رَعدٌ فيهِ زَمجَرَةٌ=مَنَّتْ على التّاريخِ بالدِّيمِ
يا أُخْتَ بَدرٍ وفَتحِ أَندَلُسٍ=والقادِسِيَّةِ ، نِلْتِ فابتَسِمي
نِلْتِ الفَخارَ بأُسرَةٍ رَفَسَتْ=جُثَثَ العُلوجِ ، وهامَةَ الصَّنَمِ
مِنْ فَيْحِ أَنفاسِ الخُيولِ لَظىً=يَشوي الوُجوهَ ، وبِشْرُ مُنْتَقِمِ
مَنْ ذا يُعيدُ الأَمْسَ، يَبْعَثُهُ=ويَبُثُّ فيهِ هُدىً لِكُلِّ عَمِ ؟
للاَّهِثينَ وَراءَ أَطْيفَةٍ=بينَ الفِجاجِ الغُبْرِ والأَكَمِ
تَرَكوا الصِّراطَ المسْتَقيمَ ، مَدىً ،=واليُسْرُ فيهِ، ومُرتَقَى القِمَمِ
أَنا لَنْ أَعيشَ أسيرَ ذاكِرَتي=مَهْما يَكُنْ ماضِيَّ ذا عِظَمِ
أَحْلامِيَ الكُبْرى سَأُلْزِمُها=هَجْرَ الوِسادَةِ .. إِنَّهُ قَسَمي
صُوَرُ الهَزائِمِ لاحَقَتْ كُتُبي=وقَصائِدي ، بلْ مازَجَتْ لُقَمي
غُصَصُ المرارَةِ لَنْ تَظَلَّ مَعي=فلقَدْ سَئِمْتُ تَجَرُّعَ النَّدَمِ
كَأْسُ المُحالِ سَيَحْتَسِيهِ فمي=وَلأَطْلُبَنْ ما قَبْلُ لم يُرَمِ
سَأَدُكُّ سُورَ المسْتَحيلِ غَداً=وأَجولُ في الثَّكَناتِ بالعَلَمِ
حِطِّينُ سوْفَ تَعودُ ثانِيَةً=بِالعُرْبِ أوْ بالتُّرْكِ والعَجَمِ
(بوشُ) الصَّليبيُّ ارتَدَى كَفَناً =فانْهَضْ ، صَلاحَ الدِّينِ ، واغتَنمِ

أيمن القادري 25 ربيع الآخر 1425 13/ 06/ 2004

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *