العدد 210 -

السنة الثامنة عشرة رجب 1425هـ – آب 2004م

دار فور جرح نازف جديـد

دار فور جرح نازف جديـد

قال الرئيس عمر البشير في مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية: إن سبب أزمة دارفور هو «نزاع تقليدي على الموارد». وقال أكثر من مسؤول سوداني وعربي، والكثير من المحللين: إن سبب الأزمة صراع بين الرعاة والمزارعين على موارد الرعي.

إن من يصدق تلك الأقوال كأنه يصدّق أن الحرب في لبنان، التي دامت قرابة 17 عاماً، كان سَـبـبَها إطلاقُ الرصاص على باص كان يمرّ في شارع عين الرمانة في ضواحي بيروت، وصادف أن ركاب الباص مسلمون من أهل فلسطين، ومطلقي النار من نصارى لبنان!!

هكذا هي الأحداث المدبـَّرة والمخطط لها سلفاً، تأتي وكأنها شديدة العفويـّة، ومن الممكن أن يصدقها كثير من الناس. ومن الغباء أن يتم تجاهل الدور الأميركي واليهودي والفرنسي والبريطاني وعملائهم من الدول الأفريقية المجاورة للسودان، مثل أثيوبيا وأريتيريا وتشاد وليبيا وكينيا، في إشعال الحرب في جنوب السودان وفي دارفور. وبما أن غرب السودان لا يوجد فيه نصارى فإنهم حرّكوا المعركة بين مسلمين عرب ومسلمين غير عرب، أو قبائل عربية وقبائل أفريقية، إذ لا بد من ذريعة تسوغ للمسلم قتل أخيه المسلم.

هل يُـصدَّق أن معركة بين رعاة غنم وبقر أن تُـسبِّـب تهجير مليون ومائتي ألف لاجئ؟ لقد قام الكونغرس الأميركي باستغلال ما حصل وتوظيفه لمصلحة أميركا وأطماعها، وقال إن «الفظاعات التي تحصل في دارفور عملية إبادة جماعية»، ودعا إلى «تدخل متعدد الأطراف أو أحادي الجانب (أميركي) لوقف العنف هناك». ورفض وزير الخارجية (باول) شكاوى السودان التي تتهم واشنطن بالتدخل في شؤونه الداخلية.

ليست أميركا بعيـدة عما يجـري، وكذلك باقي الدول الطـامـعـة في بلاد المسـلميـن، فكـلـهم يتربصـون شـراً بالأمـة وينـتـظـرون الفرصة للانقضـاض على الفريسـة حيـن تـنـضـج أجـواء التـدخـل العسكري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *