العدد 211 -

السنة الثامنة عشرة شعبان 1425هـ – أيلول 2004م

إسرائيل تتجسس على ذاتها

إسرائيل تتجسس على ذاتها

أعلنت السلطات الأميركية أنها ضبطت جاسوساً إسرائيلياً في وزارة الدفاع الأميركية، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر آب. أما في الأسبوع الأول منه، فقد كُشف عن جاسوس إسرائيلي آخر، هو ضابط الموساد (غولان سيبيل)، والذي كان يعمل ضابط أمن في القنصلية الإسرائيلية، ثم قام حاكم ولاية نيوجرسي بتعيينه منسقاً أمنياً لشؤون الولاية، وضابط ارتباط مع هيئات الحكومة المختصة، وذلك بسبب أن هناك علاقة عشق بين الرجلين، اعترف بها حاكم الولاية، بعد الابتزاز المستمر للجاسوس الإسرائيلي لذلك الحاكم، من خلال شريط فيديو بحوزته.
ذكرت الصحف الأميركية أن الضابط الأمني اليهودي في ولاية نيوجرسي يستطيع من خلال منصبه أن يخترق وزارة الأمن الداخلي الأميركي، بسبب كونه ضابط ارتباط مع هيئات حكومية مختصة بالأمن الداخلي. وبذلك يكون اليهود قد زرعوا (حسب ما أعلن فقط) جاسوساً في الداخلية وجاسوساً في وزارة الدفاع، هذا عدا عن الجواسيس الذين لم يكتشفوا بعد، وذلك ليس مستغرباً بسبب الآلاف من اليهود ممن يحملون الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، وبسبب وجود الآلاف من الأميركيين الذين ينتمون لما يسمى (اليمين المتَصَهْيِنْ)، والذين يريدون خدمة اليهود أكثر من بعض اليهود القاطنين في إسرائيل ذاتها.
لا عجب إذاً أن يقال إن (إسرائيل) تتجسس على ذاتها، فوحدة الحال الموجودة الآن بين أميركا (وإسرائيل) لم تُبقِ ستراً مغطى، خاصة وأن الدولتين وجهان لعملة واحدة, فماذا بقي من شيء لم تعطه أميركا لربيبتها إسرائيل؟ وبإمكان بوش أن يقول لشارون أنت أنا، وأنا أنت، فمن أنا؟ أي إن أميركا في عهد بوش أصبحت مستنسخة من إسرائيل، صارتا وكأنهما كيان واحد.
لقد أعطتهم أميركا المال (3 مليارات نقداً سنوياً)، وأعطتهم السلاح، والطائرات الحديثة، والدبابات، والصواريخ، وسهلت لهم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، والمفاعلات النووية، وأعطتهم الفيتو في مجلس الأمن عشرات المرات، وأعطتهم معلومات عن العرب، والمسلمين، والفلسطينيين، علناً ويداً بيد، ودعمت تهجير أهل فلسطين، وهي تدعم الآن توطينهم حيث هم، ودعمت الجدار العازل، وغزت العراق، ونهبته، ودمرته، ولا تزال، كرمى لعيونهم، ولم يشبعوا، فعلاً إن دولة (إسرائيل) لا تأمن حتى لنفسها، وهذا يؤكد عقدة الخوف، والشك، وعدم الشعور بالأمن، لدى هؤلاء، وهذا مقتلهم إذا ما أُجيد التعامل معه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *