العدد 211 -

السنة الثامنة عشرة شعبان 1425هـ – أيلول 2004م

النجف والفلوجة وما بينهما

النجف والفلوجة وما بينهما

نقاط الالتقاء كثيرة بين النجف والفلوجة على الرغم من خصوصية النجف، فهما من أبرز المدن العراقية التي قاومت الاحتلال الأميركي للعراق، وسقط منهما مئات الشهداء، ولا يمضي يوم إلا وتذكر إحداهما أو كلاهما في وسائل الإعلام كعنوانين مشرِّفين في مقارعة الاحتلال، وما يعنيه ذلك من رمزية تشير إلى نوعية المقاتل المسلم الذي يواجه الطائرات والدبابات والصواريخ ببندقية وقاذفة.
أما نقاط الاختلاف، فإن من أبرزها أن النجف لها مدلولات سياسية ودينية، تعطي من يمسك بها أهمية وقوة لا تتوفر لغيره؛ لأن القرار الديني (المرجعي) لفريق من أهل العراق يكمن في ذلك المكان، والقرار الديني له قدرة على تطويع القرار السياسي أو تعطيله؛ لذلك حصلت المعركة الأخيرة لكونها معركة من يمسك القرار؟ واختلطت الأوراق في تلك المعركة بين المحلي والأجنبي، والعربي وغير العربي، فظهر الصراع المتعدد الوجوه، فانكشفت وجوه عديدة، كانت تلبس قناع الطهر، فإذا بها تعمل أداة من أدوات الاحتلال، وحيكت الرواية حياكةً دقيقةً خفيت تفاصيلها على العديد من المتابعين، إلا أن شطراً كبيراً من أهل النجف فهموا اللعبة، وكذلك أهل العراق.
لقد أُحرج الجميع، وحُشر الجميع، وتساقطت أوراق، وظهر من يعمل بأمر الاحتلال الأميركي ممن كانوا يتظاهرون بعكس ذلك، ولم يكن أحد يصدق قبل هذه المعركة أن يكون عدد المتعاونين مع الاحتلال قد بلغ هذا الحد، وقد فضحهم صمتهم في أقطار عدة، وفضحتهم مسرحياتهم التي تم إخراجها بدقة، لكن حبل الكذب قصير، ومهما حاول المزيفون تزييف الحقائق، فإن ألاعيبهم سوف تظهر للناس، وحينها لا يُفيد الخداع. اللهم احفظ هذه الأمة من أعداء الداخل والخارج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *