العدد 213 -

السنة التاسعة عشرة شوال 1425هـ – تشرين الثاني 2004م

جهنم الانتخابات العراقية!

جهنم الانتخابات العراقية!

من لا يشارك في الانتخابات العراقية يدخل جهنم، وبمفهوم المخالفة من ينتخب كرزاياً للعراق، تلميذاً لبريمر وخليفته «نيغروبونتي» يدخل الجنة «جنة بوش» التي يَعِدُ بها الخُلّص له من أبناء العراق!! ألهذا الحد وصلت المهزلة؟ وهل تستصغرون العقول لهذه الدرجة؟ ومن أين تأتون بهذه الفتاوى المعلّبة؟
حينما ذبحت النجف قبل أسابيع على يد أميركا وبعض المجرمين من عملائها، ظهرت أصوات تقول إن بعض القادة والمراجع تآمروا وتمارضوا حتى تكتمل المسرحية، لكن عقول البعض رفضت أن تصدق، وها هي الفتاوى الغريبة تؤكد ما سبق وقيل من أقاويل، مما يؤكد أن سبب بلاء الأمة هو وجود بعض المتصدّرين لقيادتها ممن يفصلون بين الدين والدنيا.
إن من يملك ذرة من عقل يدرك أن أية انتخابات تحصل في ظل الاحتلال تأتي بعملاء صنائع للاحتلال وعلى شاكلته، لا يملكون قرارهم، والكل يعرف كيف يُفصَّلُ قانون الانتخاب واللعبة الانتخابية لكي تأتي كما يشتهي الطباخون، حصل ذلك كثيراً في شتى أقطار الأرض، وحصل ذلك قبل بضعة أيام في أفغانستان حينما زُوِّرت الانتخابات لكي ينجح كرزاي أميركا، وانسحب منافسوه، واحتجوا، وقالوا بتزوير الانتخابات، ولم يسمع لهم أحد، حتى في ظل مسرحية إشراف دولي عليها من قبل شهود الزور، الذين سيحضرون للعراق للشهادة المزورة نفسها.
لقد حصل ذلك في تونس حينما حصل المرشح على نسبة 99.4% فقط، وحصل أيام صدام، وأيام عبد الناصر، وغيره، وغيره الكثير، لكن اللوم لا يقع على هؤلاء المزورين، إنما يقع اللوم على من يفتي لهؤلاء ممن يملكون زمام العلم والدين، فكيف سيقابلون ربهم في الآخرة يوم الحساب؟ وكيف يضحّون بدينهم من أجل دنياهم؟ ألهذا الحد أصبح الإسلام مطية للمطامع الاستعمارية في بلادنا؟
طوبى للمجاهدين في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، رغم أنف المستعمر وأعوانه، طوبى لهم لأنهم يبتغون العزّة من الله وليس من أميركا، ويعرفون أن طريق العزّة لهذه الأمة معبّد بالتضحيات الصادقة سواء في ساحة المعركة، أم في زنازين الأنظمة الجائرة، وليس في صناديق الانتخاب الأميركية التي تفرّخ العملاء الأقزام ممن ستلفظهم الأمة وتدوسهم بالأقدام، وإن غداً لناظرة قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *