وا إسـلامـاه… وا خليفـتـاه…

           وصلت إلى « الـوعــي» قصيدة طويلة (مشطرة) للقصيدة المشهورة (لكل شيء إذا ما تم نقصانُ)، ولجودتها فإن « الـوعــي» تنشر جزءاً منها.

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
قد سيمَ قارونُ خسفاً يومَ زينته
هي الأمورُ كما شاهدتُها دُوَلٌ
ولا تغرّ سوى المفتون فاتنةٌ
وهذه الدارُ لا تُبقي على أحدٍ
وللحوادثِ سلوانٌ يضمِّدها
تترى الشهاداتُ أنَّ الأُمَّةَ اهترأَتْ
تُفَتِّتُ الصخرَ إذ تبكي مفَجَّعَةٌ
حتّى المحاريبُ تبكي وَهْيَ جامدةٌ
من هولِ ما فجرتْ صربٌ بإخوتنا

اللهُ أكبَرُ يا بُسْنِيَّةً غُصِبَتْ
تَرنينَ للعُرْبِ ما في العُربِ مُعْتصِمٌ
خِصيانُ مجْدٍ ولكنْ في قصورِهمو
سِتّونَ ألْفاً من الأعراضِ قد هُتكتْ
بلْ لُمِّعتْ أنْجُمٌ للعارِ تحمِلُها

اللهُ أكبَرُ يا بُسْنِيَّةً غُصِبَتْ
ترنينَ للتّرْكِ قد دالتْ خلافتُهمْ
يا تُرْكُ يا تُرْكُ أزْريتمْ بدينِكمو
أَلم تكونوا بدين اللهِ أُسْدَ شَرىً
ألم تكـونوا حُمـاةَ الديـنِ في قِمَـمٍ

أَلم تَكُ الدّنيا مرعىً لخيلكمو
إن يفخروا بأتاتُرْكٍ فمَفْخَرَةٌ
عبْدُ الحميدِ لهُ في القُدْسِ وِقْفتُهُ

ترنين يا أخت فالحكام قد سكروا
همْ فوق خمسينَ ديوثاً بأمتهمْ
إِنْ يُعْلَفُوا هَمْهَمُوا أو يُرْبَطُوا سَكَـنُوا
أزرى بنا منذُ أنْ غيلتْ خلافتُنا
تأبى البهائمُ ما ترضاهُ أُمَّتُنا
أَنحنُ في أُمَّةٍ أللهُ خَيَّرَها

اللهُ أكبَرُ يا بُسْنِيَّةً غُصِبَتْ
لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ
لمثلِه يستطيبُ الموْتَ محتسِبٌ
لمثْلِهِ يستحيلُ المؤمنونَ لظىً
وتفْغَرَ الأرضُ فاهاً ثم تغْلقَهُ
ألله أكبرُ أوراسٌ تردِّدُها
وترتدي حُلَلاً دَيْروطُ قانِيَةً
ها قد أطلَّت على الدّنيا بشائرُنا
فها هُنأ تُرَّهاتِ الكُفْرِ عاريَةٌ
لآخرِ الحشْرِ إخوانُ القُرودِ أَتَوْا
قد أوقدوا النّارَ والجَبّارُ مُطْفِئُها
وحبلُ وصلهمو بالناسِ منقطِعٌ
وليسَ تحميهمو ريجا وغرْقدُها

توحّدتْ في حِمى الإسلامِ أُمَّتُنا
اللهُ أكـبرُ  إصـدعْ  يـا  خليفَـتَنـا

اللهُ أكبرُ إصدعْ يا خليفَتَنا
اللهُ أكبرُ إصدعْ يا خليفَتَنا
أُمدُدْ يداً عن رسولِ اللهِ طاهرَةً
قد صّدَّ شركاً بها الصِّدِّيقُ فامتثلتْ
ودكَّ كُفْراً بها الفاروقُ فانصدعتْ
قد مدّها قبلَ سِبْطيهِ أبو حسَنٍ
أمدُدْ تبايعْكَ آلافٌ مؤَلَّفةٌ
أمدُدْ يكُنْ بلسمٌ يشفي مواجِعنا
باللهِ أُمدُدْ فكوسوفو مُحاصَرَةٌ
باللهِ أُمدُدْ فإنَّ الروسَ قد فجَروا
أمدُدْ ترجّيكَ عكّا بعد أندلُسٍ
اُمدُدْ يقمْ خالدٌ فينا وعكرمةٌ

إني أرى في ثنايا الغيبِ ما حفلتْ
سومطرةٌ بايعتْ والهندُ قادمَةٌ
ومندَناوُ أتتْ للهِ شاكرةً
وبعدما نزغ الشيطانُ بينهما
وها هي القدْسُ واستامبولُ تَوأَمُها
على جبينِ أمير المؤمنينَ لهُ
بُشرى الرّسولِ هما والحقُّ ثالِثَةً
اليومَ للمصطفى عادتْ منابرُهُ
والأرضَ يملؤُها عدْلٌ ومرْحَمَةٌ
والناسُ أفواجها في الدينِ قد دخلتْ
صار التّفاضُلُ بالتقوى فلا حسبٌ
ولا حدودٌ فأرْضي اليومَ واحدةٌ
هِيَ الخِـلافَـةُ بِالإِسْـلامِ شَـامِخَـةٌ

وَكُلُّ عِزٍّ بِغَيْرِ الله خِذْلانُ
فلا يُغَرَّ بطيب العيشِ إنسانُ
والنصر للحقِّ مهما طال طغيانُ
من سرّه زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
وليس يحميه تشييدٌ وبنيانُ
يلقى المُصابَ بها أهلٌ وإخوانُ
وآخرُ الخَطْبِ مايُنْبيكَ شيشانُ
كما بكى لفراقِ الإلْفِ هَيْمانُ
والدّمعُ منها على القُرآنِ هتّانُ
حتى المنابرُ ترثي وَهْيَ عيدانُ

وصوَّرَ الغصْبَ تِلْفازٌ وإعلانُ
لا تأمني شرَّهمْ فالقومُ خِصيانُ
ما يشتهي فِسْقُهُمْ غِيدٌ وغِلمانُ
لَمْ يَهْوِ قَصْرٌ ولم تنْهَدَّ أركانُ
أكتافُ بُهْمٍ تَوَلّتْنا وخِرْفانُ

وصوَّرَ الغصْبَ تِلْفازٌ وإعلانُ
وقادة القومِ ماسونٌ وعِلْمانُ
أما أعَزَّكُمو باللهِ عُثْمانُ
واليومَ أنتمْ بوحْل الكُفْرِ دِيدانُ
ها  أنتمـو  لمجـاري  الغـرْبِ  قيعـانُ

فصارَ في جيدكمْ للغربِ أرسانُ
لنا محمَّدٌ الثاني وأُرْخانُ
وما بهِ ليهودِ التُّرْكِ إذعانُ

فليس يعنيهمو إنسٌ ولا جانُ
الروم تزني وهمْ للروم عبدانُ
أَوْ يُرْكَلُوا قَهْقَهُوا أَوْ يُسَبَرُوا لانُوا
أَنّأ وتشطيرَنا والذّلَّ صنوانُ
بعضُ الحميرِ لها في الدَّربِ إحرانُ
أكانَ حقَّاً لها عِزٌّ وسلطانُ ؟

وصوَّرَ الغصْبَ تِلْفازٌ وإعلانُ
إن كانَ في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
لِجنَّةِ الخُلُدِ والأمجادِ ظمآنُ
فتأكُلَ الجِبْتَ والطّاغوتَ نيرانُ
وبطْنها رمِمَ الفُجّار ملآنُ
فتستجيبُ لها في مصرَ أُسوانُ
دَمَ الشهيدِ لهُ رَوْحٌ ورَيْحانُ
نارٌ ونورٌ وتمكينٌ وإمكانُ
والاتِّجارُ بدينِ اللهِ عريانُ
تتبيرُهمْ في هُدَى (الإسراءِ) بُرهانُ
وسوفَ تأْكُلُهُمْ للحَقِّ نيرانُ
في يومِ حرٍّ وسيفُ الحَقِّ ظمآنُ
سماسِرٌ ويعاميرٌ وخُوّانُ

زنجٌ وفُرسٌ وأكرادٌ وأفغانُ
فكـلُّنـا كبِـدٌ حـرّى  وأشـجـانُ

فنحنُ جنْدُ الهُدى والأرضُ ميْدانُ
لأنتَ ثَغْرُ الهُدى والكوْنُ آذانُ
لبيعةٍ فرضُها عَيْنٌ وقُرآنُ
من بعدِ رِدَّتِها للحقِّ عُربانُ
في الشرقِ والغربِ للكُفّارِ أركانُ
ومدَّها قبلهمْ بالبِرِّ عُثمانُ
أرواحُها في سبيل اللهِ قُربانُ
فقد تمادى وسَدَّ الأُفْقَ طُغْيانُ
وعرضُنا لعلوجِ الصِّرْبِ ميدانُ
يرجوكَ حبلاً من الرحمنِ شيشانُ
كلاهُما يتناسى اليومَ عُرْبانُ
وسالمٌ وأبو ذرٍّ وسلمانُ

بهِ البشائرُ أنْ قد أوشَكَ الآنُ
وزنجبارٌ وتمبكتو ووهرانُ
وأَلْمآتا ودوشَنبي وطهْرانُ
اُختينِ قد جاءتا نجدٌ وبغدانُ
تاجانِ دونهما درٌّ وعِقْيانُ
النصرُ والفتحُ قد جاءا وغُفرانُ
روما ستُفْتحُ يا بشراكِ فزّانُ
من بعد ما دَنَّسَ المحرابَ بطلانُ
إذ كانَ يملَؤُها بالجورِ طُغيانُ
إنَّ الإلهَ عظيمُ الفضلِ منّانُ
ولا كفيلٌ ولا بيضٌ وسودانُ
ولا رئيسٌ ولا ملْكٌ وديوانُ
حَبْـلٌ  مِنَ الله فِيهِ العِـزُّ والشّـانُ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *