العدد 220 -

السنة التاسعة عشرة جمادى الأولى 1426هـ – حزيران 2005م

هكذا نفذ جزار أنديجان كريموف جريمته

هكذا نفذ جزار أنديجان كريموف جريمته

وصلتنا المعلومات التالية من آسيا الوسطى حول جريمة طاغية طشقند في أنديجان. وقد رأت «الوعي» أن تنشرها على صفحاتها ليعلم القراء إلى أي حدٍّ تجرأ هذا الحاكم الجزار، بمشاركة روسيا، وبسكوت الرضا من أميركا ودول الغرب التي تدعي، زوراً وبهتاناً، أنها ضد الإرهاب. فهل بعد هذا الإرهاب من إرهاب؟ أم إنه إرهاب المسلمين فقط؟

==========================================================

بسم الله الرحمن الرحيم

«نتيجة الأحداث في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وبخاصة في قرغيزيا المجاورة لأوزبكستان، أدرك كريموف أن هذه الموجات لا بد واصلة إليه، فصار يقوم ويقعد في رعب، فأشار عليه الروس أن يستبق الأحداث، فيبث عيونه بين الناس يدعونهم للتحرك ضده، ويظهرون أنفسهم أنهم معهم، وبذلك يعرف رؤوسهم المعارضة له حقيقةً، فيبطش بهم بطريقته قبل أن يرتبوا أنفسهم للتحرك ضده. ثم يلتفت بعد ذلك إلى السجون وهي تضم عشرات الآلاف من المسلمين وبخاصة من حزب التحرير -الذي تصنفه روسياً حزباً إرهابياً لدعوته للخلافة- فيبطش بمن في السجون في معمعة هذه الأحداث بحجة أنهم هربوا، أو تمردوا فقتلوا.

لقد تم الاتفاق على هذه الخطة قبل نحو شهر من أحداث أنديجان بين روسيا وكريموف -وتم الضغط على قرغيزيا لتسهيل تنفيذ الخطة من جانبها- وقد أبدى كريموف الحاجة إلى الجنود الروس لتكثير القتل بالناس، خشية أن يحجم الجنود الأوزبك عن تكثير القتل وفق الخطة، فوعد الروس بإرسال خمسة آلاف من الفرق الخاصة المدربة على سفك الدماء. فتم الاتفاق على ذلك.

في بداية شهر أيار – مايو 2005م بدأ الطاغية بعملية (دسّ) لمجموعاته الأمنية بين الناس، تظهر لهم أنها مع الناس، وتحرضهم على التحرك ضد كريموف للمطالبة بتحسين عيشهم من حيث الخدمات: الكهرباء، الماء، الغاز… وكذلك للمطالبة بإخراج أبنائهم من السجون.

لقد انتبه حزب التحرير هناك للخطة، فقد كانت الدلائل واضحة، حيث إن بعض المحرِّضين كانوا معروفين بأنهم من الأجهزة الأمنية الأوزبكية، ولكنهم أظهروا أنهم انشقوا عنها وأصبحوا ضد كريموف، وكانت تحركاتهم واضحةً فقد كانوا يتصلون بالناس وأهالي السجناء، ومن ضمنهم أهالي شباب الحزب. ولقد قام الحزب بجهده في اتصالاته مع الناس من أن الذين يقومون على الأمر هم من الأجهزة الطاغية، لكن تلك الأجهزة كانت من الخبث بحيث استمالت أعداداً من الناس، حتى بعض المنظمات الحقوقية، وبخاصة وأن الناس شديدو الكره للطاغية لاعتقال أبنائهم، وكذلك لضيق العيش الذي هم فيه بسبب نقص الخدمات الحاد.

وهكذا تجمع الناس مع نهاية يوم 12/5 في الميدان المركزي لمدينة أنديجان، واستمروا في الليل، وكذلك يوم الجمعة 13/5، وبلغوا نحو (50000) خمسين ألفاً، ثم خلال ليل 12-13/5/2005م توجهت مجموعة مسلحة جلّها من أتباع كريموف، توجهت إلى سجن أنديجان، وأخرجوا أعداداً من السجن، فقُتل معظمهم، ولم ينجُ منهم إلا عدد قليل جداً، ووفق شهادة أحد السجناء الذين نجوا فإن شباب حزب التحرير كانوا أول من اقتادتهم تلك المجموعة المسلحة للقتل ولم يُروا بعد ذلك.

صباح الجمعة 13/5 حضر الطاغية مبكراً إلى أنديجان، وكان قد هُيئ المطار لاستقباله في 10/5/2005 أي أن الأمر كان معداً قبل حدوثه، وأوعز الطاغية إلى الجنود الروس الذين كانوا قد أحضروا إلى أنديجان يوم 11/5/2005، أوعز لهم بإطلاق النار على كل من كان في الميدان المركزي لأنديجان، أكان شيخاً أم طفلاً أم امرأةً أم شاباً… دون تمييز.

لما رجع الطاغية إلى طشقند عصر ذلك اليوم، بدأ إطلاق النار بكثافة على الناس في الميدان. واستمر إطلاق النار من عصر الجمعة بغزارة حتى صباح السبت 14/5/2005، وقد قدِّر القتلى حسب مصادر نطمئن لها نحو سبعة آلاف في مجزرة أنديجان. وقد قامت الدولة بتجميع وإخفاء كل 400 – 500 من القتلى في مكان، واستمر هذا التجميع والإخفاء نحو أربعة أيام، والبلد مغلق إعلامياً وحركياً على الداخل والخارج في ستار حديدي، كما كان يحدث في الاتحاد السوفياتي سابقاً.

بعد ذلك سمح الطاغية لعدد من وسائل الإعلام بالدخول من خلال طرق رسمها لهم، ومنعهم من الكلام مع الناس، ثم خرجوا كما دخلوا وفق ما رسم لهم من طرق.

مساء يوم السبت 14/5/2005، الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، أذاع التلفزيون الأوزبكي مؤتمراً صحفياً لجزار أنديجان اتهم حزب التحرير بالوقوف وراء الأحداث، ونسب إلى مجموعة إسلامية صغيرة (الأكرمية) أنهم هم الذين اقتحموا السجن، وفتحوا الأبواب، وقتلوا من لم يتمرد معهم من السجناء، في حين أن مجموعات كريموف نفسه هي التي قامت بالقتل حقيقةً داخل السجن وخارجه وليس (الأكرمية). والذي يدل على أن كريموف هو وراء قتل السجناء ما يلي:

1- إن كريموف، في مؤتمره الصحفي مساء السبت 14/5، قال: إن المجموعة المسلحة التي اقتحمت السجن قد قتلت كل سجين لم يرضَ أن يتمرد معهم ويصبح من صفوفهم، وذلك ليوجد تفسيراً لقتل السجناء عندما يُكتشف قتلهم.

2- إن الناس من طشقند ذهبوا لدائرة السجون يسألون عن أبنائهم في سجن أنديجان، فقالوا لهم تعالوا غداً، فلما رجعوا غداً قالوا بعد أربعة أيام، ثم لم يستجيبوا لهم.

3- إن أفراد دائرة السجون ذهبوا إلى أهالي السجناء في أنديجان، وقالوا لهم إن أبناءكم فروا من السجن ونحن نبحث عنهم، فإذا حضروا إليكم أرسلوهم لنا، وذلك لإيجاد ذريعة عند انكشاف قتلهم بالقول إنهم هربوا وقتلتهم المجموعات المسلحة.

4- لقد سُمعتْ لغة تخاطب بين أفراد المجموعات المسلحة بغير الأوزبكية، مما يؤكد أنهم من مجموعات كريموف الروس الذين حضروا لتنفيذ المجزرة.

وأخيراً فقد وردتنا أخبار أن السجناء المسلمين، وبخاصة شباب حزب التحرير، يتم تصفيتهم في سجون أخرى في أوزبكستان، وأن الأعداد فاقت الآلاف. وهناك أخبار يتناقلها الناس أن القتلى نتيجة هذه المجازر في أوزبكستان فاقت عشرة آلاف، وبعض الأخبار الأخرى توصل العدد إلى نحو عشرين ألفاً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *