العدد 154 -

السنة الرابعة عشرة _ ذو القعدة 1420هـــ _شباط 2000م

أخبار المسلمين في العالم

المحرقة ومجازر اليهود

  لقد جعل اليهود من يوم 27 كانون الثاني (يناير) ذكرى سنوية لما يسمونه «المحرقة» أو «الهولوكوست» ليذكروا العالم باليهود الذين قتلهم هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية وليدرّسوا ذلك لأبنائهم جيلاً بعد جيل. وهم يزعمون أن هتلر قتل منهم ستة ملايين. مع أن كثيراً من الباحثين والمؤرخين يكذّبون هذا الرقم ويقولون بأن ما حصل هو أقل من عشر هذا العدد. ولكن اليهود يبالغون للمطالبة بتعويضات مالية كبيرة من ألمانيا، وليُشْعِروا الأوروبيين بعقدة الذنب تجاه اليهود كي يعوّض الأوروبيون على اليهود، هذه الأيام، دعماً مادياً وسياسياً وعطفاً إنسانياً على حساب أهل فلسطين والعرب.

  لم تكد تمضي أربع سنوات على «المحرقة» المزعومة حتى كان اليهود إياهم يقومون بمجازر في فلسطين أكثر وحشية من المحرقة المزعومة. فقد كشف المؤرخ الإسرائيلي تيدي كاتس في 19/01/2000 في رسالة ماجستير قدمها لجامعة حيفا، كشف بأدلة موثقة عن أن قوات «لواء اسكندروني» الإسرائيلي ذبحت 200 فلسطيني في قرية طنطورة (28 كلم جنوب حيفا) في 15/5/1948 أي فور إعلان دولة إسرائيل. وقد دفنوا الجثث في مقبرة جماعية، وأخفوْها بإنشاء موقف سيارات فوقها، وأنشأوا بجانبها «منتجع دور».

  ونقلت وكالة (أ ف ب) في 01/02/2000: «هناك نحو 30 مذبحة ارتكبها الإسرائيليون الذين دمّروا أيضاً 85 بالمائة من القرى والبلدات العربية» وتضيف الوكالة: «لقد نفذت إسرائيل عند قيامها تطهيراً عرقياً لم يسبق له نظير في القرن العشرين».

  وتحقق ألمانيا الآن مع يهودييْن قاما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بتسميم الخبز الذي يقدّم إلى أكثر من 2000 سجين ألماني. وكان هذان اليهوديان أسسا في حينها جماعة سمياها جماعة الثأر. يقول أحدهما (جوزف هامارتز، 74 عاماً) بأن خطتهم الأولى كانت تسميم مياه (نورمبورغ)، وقد صودر السم منهم. أما خطتهم الثانية فكانت الهجوم بالأسلحة الآلية على المحكمة لقتل جميع من فيها (ألمان)، لكن تراجعوا عنها لأن المحكمة كانت تحت حراسة أميركية مشددة. وأما الخطة الثالثة التي تم تنفيذها فكانت نقل السم من فرنسا إلى ألمانيا، واستطاعوا دخول أحد المخابز التي تزوّد المعتقلين الألمان وسمموا أكثر من ثلاثة آلاف رغيف .

جارودي والصهيونية

  مكتب المفكر المسلم روجيه جارودي وزع رسالة على بعض الجهات، من بينها كُتّاب مسلمون، يطلب إعانتهم على كسر طوق الحصار الذي تعمل الصهيونية لفرضه عليه وعلى أفكاره. ومما جاء في رسالته:

  أخي في الإسلام/ تحية … وبعد:

  أرجو المعذرة إذ أنقل إليكم اليوم هذا الكتاب الملحّ والمستعجل مفتتحه باسم الله الذي نعمل جميعاً في سبيله. تعلمون كم عانيت من إعلان إسلامي وأخذ الدفاع عن قضايا الإسلام والعروبة على عاتقي، خاصة إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982… منذ ذلك الحين والحركة الصهيونية في فرنسا وعبر العالم، تضع كل طاقاتها وإمكاناتها لشل حركتي ومنعي من نشر أفكاري عبر الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون، لدرجة أنها أوعزت لدور النشر الفرنسية بعدم نشر كتبي.

  وبعد نشر كتابي: (الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية) الذي ترجم إلى أكثر من 30 لغة ـ متنازلاً عن كافة حقوقي كمؤلف ـ أقاموا ضدي الدعاوي… حتى استطاعوا أن يستصدروا علي حكماً بالسجن لمدة تسعة أشهر وأن يغرموني مبلغ … (ما يزيد عن 60 ألف دولار غير أتعاب المحامين) .

إقليم أتشيه والكومنولث

  حسن تيرو زعيم (حركة أتشيه الحرة) التي تطالب بانفصال إقليم أتشيه عن إندونيسيا وصفَ إندونيسيا (أ ف ب ورويترز في 01/02/2000) بـ «دولة القتلة المحترفين»، وأشار إلى أن بريطانيا كانت تعتبر أتشيه دولة مستقلة. وقال: «ما نريده هو الفوز بمكان في الكومنولث». وأوضح أن أستراليا من الممكن أن تلعب دوراً في دعم انضمام أتشيه إلى الكومنولث، وطالب الغرب بمساعدة أتشيه في ذلك.

  فهل هذا يشيـر إلى أن أصابع الإنجليز هي التي تسعى إلى فصل أتشيه وإلى تجزئة إندونيسيا. وكان الرئيس الإندونيسي عبد الرحمن وحيد، أول وصوله للرئاسة، وعد أتشيه بإجراء استفتاء فيها، ثم تراجع عن ذلك  .

الرئيس الإندونيسي والجيش

  نشرت الوكالات في 01/02/2000 أن رئيس إندونيسيا عبد الرحمن وحيد قرر تجريد الجنرال ويرانتو الرئيس السابق لأركان الجيش الإندونيسي من مناصبه كافة بعد ما حمّلته لجنة تحقيق محلية مسؤولية أعمال العنف في تيمور الشرقية. وكانت لجنة دولية قد حمّلت الجيش الإندونيسي مسؤولية العنف في تيمور الشرقية. والجنرال ويرانتو يشغل حالياً منصب وزير الأمن والشؤون السياسية، وقد حمّل تقريرُ اللجنة المحلية المسؤوليةَ لـِ 24 شخصاً بالإضافة إلى ويرانتو، وأُرفق بلائحة تضم أكثر من مائة اسم متورطين في أعمال العنف تلك.

  ولكن ويرانتو أعلن أنه لن يستقيل. وصدرت انتقادات داخل إندونيسيا للأسلوب الذي استعمله عبد الرحمن وحيد مع ويرانتو.

  وفي 03/02/2000 وجه الرئيس الإندونيسي وحيد، أثناء وجوده في هولندا، تحذيراً إلى الجنرالات في بلاده من مغبة القيام بانقلاب عسكري أثناء غيابه، وأشار إلى «لقاء» ضم العديد منهم في 02/02/2000 في جاكرتا.

  فإلى أين تتجه إندونيسيا؟ .

روسيا والشيشان

  نقلت الأخبار أن المقاتلين الشيشان انسحب القسم الأكبر منهم من غروزني. وقد دبّ الهلع في نفوس الروس، إذ إن المعركة التي كانت محصورة في غروزني ستنتقل الآن إلى حرب عصابات، وستنتشر في أنحاء مختلفة من روسيا، ولن تبقى محصورة في الشيشان. وقد بدأت الحكومة الروسية توجد مبررات لفشلها في الشيشان بإلقاء التبعات على دول عربية (لم تسمّها) وعلى دول مجاورة، فقد أكد الناطق باسم وزارة الأمن الفيدرالية الجنرال الكسندر زادانوفتش أن الوزارة تحقق في معلومات عن ضخ 1.5 بليون دولار جُمعت من بلدان عربية، وهي تُستخدَم لـِ «زعزعة الأوضاع (في روسيا)». وكانت روسيا اتهمت كازاخستان وأوكرانيا بتسهيل عبور المقاتلين إلى الشيشان .

(حزب الله) ! التركي

  أعلنت السلطات التركية في 17/01/2000 عن اكتشاف حزب يسمّى «حزب الله» ارتكب جرائم قتل كثيرة وطمر الجثث في البيوت والحدائق. وصار المسؤولون يهاجمون الإسلام والمسلمين، ويقولون بأن كل من يُدخل الدين في السياسة يقوم بمثل هذه الجرائم. ولكن الوقائع كشفت أن السلطات التركية هي التي أنشأت هذا الحزب من منتصف الثمانينيات. ومن ذلك ما ذكره رئيس هيئة التحقيق في حادثة الصوصورلوك لجريدة «العقد» التركية الصادرة في 21/01/2000، قال: «إن حزب الله منظمة أسستها الدولة وغذتها وكبرتها واستخدمتها ضد حزب العمال الكردستاني، والآن لأن وظيفتها انتهت تسعى للتخلص منها، واتخذت الإسلام هدفاً في التحقير والتقليل من قيمته، فالدولة الخفية تعتمد سياسة كسر الكلب بالكلب، فقد استخدمت هذا الأُسلوب ضد حزب العمال الكردستاني. لقد انتهت وظيفة هذه المنظمة وهي تباد الآن، فقُتِلَ رأسها في إسطانبول، وخلال هذه العملية يتهجمون على الإسلام ويظهرونه على أنه خطر وأن المسلمين غدارون، وما زالت هذه الدعاية تبث مباشرة في المجتمع». وقال أيضاً: «لقد قال أحد المعترفين من حزب الله أن حزب الله أسسه حسين ولي أوغلو مع جيم إرسيفير مؤسس الاستخبارات العسكرية لقوات المشاة» .

أميركا والناقلة الروسية

  ناقلة النفط الروسية «فولغو نفط 147» كانت ترسو في ميناء الفجيرة الإماراتي. فصدر طلب أميركي إلى الإمارات كي تخرج الناقلة من مياهها الإقليمية، فأبعدوها إلى مسافة 13 ميلاً، أي إلى المياه الدولية. فقامت سفينة أميركية في 01/02/2000 باحتجازها بحجة أنها تهرب نفطاً عراقياً. ويقول الروس بأن حمولة الناقلة هي مازوت إيراني. ولكن الأميركيين أخذوا عينات من المازوت لتحليلها ومعرفة مصدرها، وقرروا إبقاء الناقلة في الحجز حتى تصدر نتيجة التحليل بعد أسبوع من الاحتجاز.

  وأُحرِج موقف روسيا وشعرت بالإهانة والإذلال، واحتجت بشدة، ولكن دون جدوى. ودخل التجاذب الروسي ـ الأميركي منعطفاً مفاجئاً إذ نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله إن موسكو سترسل سفينة استطلاع إلى البحر المتوسط الأسبوع المقبل، مشيراً إلى معلومات لدى الجيش الروسي تفيد بأن حلف الأطلسي يستعد لشن هجوم على العراق .

فرنسا أم الحريات !

  نشرت وكالة (أ ف ب) في 04/01/2000 ما يلي:

  أضرب المدرسون في مدرسة «ليولارغيي» في لاغران كومب الثانوية في جنوب فرنسا أمس عن العمل احتجاجاً على قبول انتساب شقيقتين محجبتين.

  ومنذ بدء العام الدراسي مطلع أيلول الماضي، أمضت رومينا وديانا (12 و13 عاماً) المولودتان من أب وأم يحملان الجنسية الفرنسية، أوقات الدراسة في صالة تكتبان فيها فروضهما بعد ما رفض المدرسون حضورهما الحصص الدراسية.

  وكانت والدة الفتاتين المنفصلة عن زوجها أشهرت إسلامها أخيراً ورفضت أن تخلع ابنتاها الحجاب أثناء الحصص الدراسية، وتقدمت في أيلول بطعن أمام المحكمة الإدارية لـ «عدم التطابق مع الموجبات المدرسية».

  وفي عام 1999 حرمت الفتاتان من حضور الحصص الدراسية وبادر الأساتذة بدعم من أهالي الطلاب الباقين، إلى تنفيذ إضراب من أجل «الدفاع عن القيم العلمانية».

  وحرمت طالبتان مسلمتان أخريان من التوجه إلى مدرسة في منطقة النورماندي وهما تتابعان منذ ذلك الوقت دروساً بالمراسلة.

  ويذكر أن مجلس شورى الدولة الذي يعتبر أعلى هيئة قضائية فرنسية قرر في تشرين الأول الماضي، أن لا مجال للتذرع بحجج دينية لتبرير ارتداء الفتيات الحجاب .

تنظيم يلد تنظيماً

  نشرت جريدة «المستقبل» البيروتية في 05/01/2000 ما يلي:

  تبدو الأحداث التي شهدها شمال لبنان أخيراً مشابهة لدرجة مثيرة لقصة بدء تنظيمات العنف الأصولية نشاطها في مصر قبل ربع قرن. ففترة أوائل الثمانينيات شهدت محاولة لاغتيال السادات نفذها تنظيم متشدد تبين لاحقاً أنه أحد فروع «حزب التحرير الإسلامي». وقد عُرفت هذه العملية في الأدبيات المصرية باسم حادثة «الكلية الفنية العسكرية».

  وتوالت بعدها حوادث العنف من ظهور تنظيم «التكفير والهجرة» الذي اختطف وزير الأوقاف الشيخ الذهبي وقتله بدم بارد وصولاً إلى اغتيال الرئيس السادات نفسه.

  ولم تنجح الجهود الأمنية في القضاء على هذه الجماعات أو حتى في وقف مسلسل العنف، إذ كانت الأمور تهدأ لسنوات ثم تعود للاشتعال مجدداً. تنظيم يلد تنظيماً وجماعة تفقس أخرى، فيما «الاستئصال» لا يمكن تنفيذه في بلد يملك تقاليد قانونية ودستورية فضلاً عن أنه غير عملي.. يكفي أن يفلت عنصر واحد من قبضة الأمن وينتقل للإقامة في منطقة فقيرة تفتقد الخدمات والمرافق، ليفاجأ الجميع بظهور تنظيم يتكاثر ويتمدد بسرعة سرطانية وسط المهمشين على أطراف مدن الترف.

  أما السجن فقد تحول مكاناً لتدريب العناصر وتثقيفها ووضع بذرة التنظيمات الجديدة.

  واكتشف المسؤولون الأمنيون في مصر أن تنظيمات العنف لا تنتهي بالمواجهة الأمنية، فكان القرار بالتحول إلى مواجهة سياسية شاملة، والانتقال من أسلوب العمليات الأمنية إلى أفكار الاختراق والتدمير من الداخل وبث الخلاف وإلقاء بذور الانشقاقات .

موقوفو الضنية

  نشرت جريدة «الحياة» في 03/02/2000 نقلاً عن مصدر أمني رفيع المستوى أن «التحقيقات مع الموقوفين في حوادث الضنية (17 موقوفاً، وهي الحوادث التي جرت في شمال لبنان مع مطلع هذا العام) لم تصل بعد إلى معلومات دقيقة عن هوية المجموعات المتطرفة التي كانوا ينضوون تحت لوائها، أو صلاتها الخارجية، بوضوح». وزاد المصدر أن «لا اسم للتنظيم الذي تشكلت منه هذه المجموعات، لكن الأرجح أنه كان تنظيماً في طور البناء» .

أموال أميركية لصحف إيرانية

  نشرت الصحف والوكالات في 31/01/2000 اتهامات أطلقها رجل الدين البارز محمد تقي مصباح يزدي في شأن تلقي بعض الصحف «الإصلاحية» أموالا من الرئيس السابق للاستخبارات الأميركية (CIA). وكان مصباح يزدي أكّد أن الأخير يزور طهران متنكراً بشخصية سائح، ويلتقي رؤساء تحرير بعض الصحف «الإصلاحية» ومسؤوليها، ويقدم لهم مبالغ كبيرة من الدولارات. وبدأت هذه الصحف «الإصلاحية» بمهاجمة يزدي، ونشرت له صوراً كاريكاتورية مهينة، ما دفع عدداً من العلماء والطلبة في قم ثم في طهران إلى التظاهر ضد وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني الذي يسمح لهذه الصحف بإهانة العلماء، مطالبين بإقالته من الوزارة .

إسرائيل والبحرين

  حصل اجتماع مطوّل في دافوس في 29/01/2000 بين ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة وشمعون بيريز الوزير الإسرائيلي. وكانت حصلت قبل ذلك بيوم ندوة في دافوس شاركت فيها تسع دول عربية مع إسرائيل.

  وهكذا نرى أن اجتماعات (باراك ـ الشرع) استغلها المهرولون ليعلنوا أن آخر العقبات قد زالت من طريق التطبيع مع إسرائيل. فقد قال ولي عهد البحرين في مقابلة نشرتها «الحياة» في 01/02/2000: «فما رأيناه من رئيس الوزراء الإسرائيلي (باراك) هو أنه اتخذ الخطوة الأولى، وهذا دوره الصحيح». وأضاف: «نحن مقدمون على السلام… إذا أقدموا خطوة فسنسير نحن خطوتين». وقد عبّر عن إعجابه ببيريز: «هو وزير لديه صلاحية فتح العلاقات، وهو كان يتكلم عن النظرة البعيدة وعلى المدى البعيد… معبّراً عن اهتمامه بالتربية والتعليم». ووصفت الحياة اللقاء في 30/01/2000 بقولها: «وأكدت مصادر الوفد البحريني أن اللقاء الذي أعد له مسبقاً لم يكن سياسياً بمقدار ما اقتصر على بحث أوجه التعاون الإقليمي في مجال التربية والتعليم».

« الوعي»: ماذا يرجو بلد مسلم مثل البحرين من اليهود في مجال التربية والتعليم غير الطلب بأن يحذفوا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من مناهج التعليم ومن وسائل الإعلام، تلك الآيات والأحاديث والحوادث التاريخية التي تكشف حقيقة اليهود للمسلمين، من مثل قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود…) وقوله تعالى: (إن تصبكم حسنة تَسُؤْهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها).

الحكومة الأردنية تضلل البرلمان

  كتبت جريدة «الحياة» في 26/01/2000 ما يلي:

  وجهت اللجنة المالية في مجلس الأعيان الأردني أمس اتهامات للحكومة بتضليل البرلمان والرأي العام من خلال التلاعب بأرقام الموازنة العامة للدولة في ما يخص الإيرادات المحلية وأرقام ونسب العجز والنمو الاقتصادي، في ما اعتبر سابقة في تاريخ العلاقة بين الحكومة والمجلس الذي يعينه الملك.

  وجاء في تقرير اللجنة أنها «تأسف أن تجد نفسها عاجزة عن إجراء أي تقويم إضافي للأداء المالي للعام 1999، علماً أنه كان حتماً أداءً سلبياً وفقاً للمؤشرات المتوافرة لدى اللجنة». وجاء فيه أيضاً أنه «من المؤسف أن الأداء في إدارة المالية العامة للعام 1999 عاد ليظهر استمرار الخلل الهيكلي الخطير الذي يعاني منه الأردن، وهو عجز الإيرادات المحلية عن تغطية النفقات الجارية، مما يعني أن الحكومة تجد نفسها مضطرة للبحث عن المنح والمساعدات والقروض ليس فقط لتغطية النفقات الرأسمالية، بل لتغطية هذا العجز أيضاً» .

يحذّر من انقلاب عسكري

  الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني اجتمع في القاهرة بمساعد وزير الخارجية البريطاني في 30/01/2000، ثم عقد اجتماعاً للمكتب التنفيذي للحزب في القاهرة، وأصدر بياناً نشرته الصحف حذر فيه من «فرض حلول خارجية من فوق رؤوس السودانيين، وخطر الشمولية بكل أشكالها، وخطر تبعات المواجهة المحتملة بين أطراف النظام، وخطر قيام انقلاب عسكري هو المرفوض تماماً مهما كانت المبررات والذرائع لأنه يعيد الأزمة إلى مربعها الأول».

  مع العلم أن مساعد وزير الخارجية البريطاني مدير إدارة الشرق وشمال إفريقيا ديرك بلمبلي زار الخرطوم وأجرى محادثات مع عدد من المسؤولين السودانيين ثم انتقل إلى القاهرة حيث أطلع المهدي على انطباعاته.

« الوعي»: المفروض أن الانقلاب الذي يشير إليه المهدي ليس لمصلحة الإنجليز وإلا لما كان نبّه إليه وحذر منه .

«المؤتمر» و«الإصلاح» في اليمن

  يبدو أن الخلاف بين حزب «المؤتمر» الحاكم وحزب «الإصلاح» هو حقيقي. ولكن أساس الخلاف ليس عميقاً. ونتوقع أن يعود الحزبان للاتفاق. ذلك أن الحكومة تتهم أفراداً في شركة «المنقذ» بخطف شخص أميركي، وتقول بأن شركة «المنقذ» تابعة لحزب «الإصلاح». و«الإصلاح» ينفي أن تكون الشركة له وينفي أن يكون له دور في الخطف. وأكد محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية في «الإصلاح» في 02/02/2000 أن اتهامات الحكومة لحزبه هي «محاولة لتغطية عجزها وفشلها في مسؤولية حفظ الأمن والاستقرار في البلد». وقال بأن بعض الذين نفذوا عمليات الخطف في السنوات الماضية «ينتمون إلى الجيش وكانوا ضباطاً، وبعضهم كوفئ بمناصب أمنية ورتب عسكرية وأموال، حتى فتحت السلطة شهية الآخرين لارتكاب مثل هذه الجرائم» .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *