العدد 153 -

السنة الرابعة عشرة _ شوال 1420 هـ_ كانون الثاني 2000م

اليهـود والمسـجد الأقصـى

        نشرت (الحياة) في 22/12/1999 ما يلي:

        أكدت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام المساعد (سعيد كمال) تقارير عن نوايا إسرائيل بمصادرة أجزاء من باحة الأقصى وقال مساعد الأمين العام: «إن الجامعة العربية تلقت فعلاً هذه التقارير من مصادر عربية موثوق فيها وإن الجامعة ستتحرك فوراً للحيلولة دون قيام إسرائيل بهذه المصادرة ومنعها من ذلك العمل الإجرامي الجديد ضد المسجد الأقصى» ويقصد بالتقارير في تصريحه هذا ما تناقلته وسائل الإعلام من تقارير صدرت عن دول عربية تحذر من نوايا إسرائيلية لمصادرة بعض أجزاء من باحة المسجد الأقصى بهدف إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم.

        وتضيف الجامعة العربية أنها اتصلت باليونسكو وبمنظمة المؤتمر الإسلامي «لمنع إسرائيل من ارتكاب هذه الجريمة الجديدة ضد المقدسـات الإسلامية خصوصاً المسجد الأقصى».

        ومن ناحية أخرى كتب اللواء الركن المتقاعد حسام سويلم (خبير استراتيجي من مصر) مقالاً في «الحياة» بتاريخ 29/12/99 تحدث فيه عن تفجيرات البحر الميت التي أجراها العدو مؤخراً والتي أحدثت هزات أرضية تتراوح بين (3.5 ، 4) درجات على مقياس ريختر. وربط سويلم بين هذه التجارب وبين محاولات اليهود هدم المسجد الأقصى واستعرض محاولات اليهود في ذلك بما نصه: «لا تُـخفي وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 13 منظمة يهودية متشددة تخطط حالياً لبناء ما يسمى بالهيكل اليهودي المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى وأن المليونير ارنينغ موسكو فيتش سيقدم لهذه المنظمات 12 مليون دولار لإعادة بناء الهيكل المزعوم ومنذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967 بدأت منظمات ودوائر الآثار الإسرائيلية بإجراء حفريات بجوار المسجد الأقصى وأسفله بحثاً عن قواعد الهيكل المزعوم، كما قامت هذه المنظمات بفتح نفق تحت أسوار المسجد وذلك بهدف تخريبه وتصديع جدرانه فإذا ما وجهت الاهتزازات نحو أساسات المسجد نتيجة تفجير تحت الأرض محسوبة قوته ومكانه بدقة فإنه سيسبب ما يشبه زلزالاً صناعياً يؤدي إلى إضعاف قواعد المسجد بهدف تقويضه نهائياً (وتجارب التفجير الأخيرة في البحر الميت هي من هذا النوع الزلزالي).

        لقد بدأت الحفريات الإسرائيلية حول المسجد الأقصى في نهاية عام 1967م ومرت حتى الآن بتسع مراحل وهي كالآتي: الأولى على امتداد 70 متراً أسفل الحائط الجنوبي وبعمق 24 متراً، والثانية في عام 1969م على امتداد 80 متراً وبدأت من حيث انتهت المرحلة الأولى واتجهت شمالاً حتى باب المغارة تحت الحرم الإسلامي المقدس فتصدعت مجموعة من الأبنية الإسلامية وعددها 14 مبنىً وأُزيلت بالجرافات في 14/6/1969م. وبوشر في حفريات المرحلة الثالثة سنة 1970م حتى 1974م ثم استؤنفت سنة 1975م حتى نهاية 1988م، وامتدت من أسفل المحكمة الشرعية القديمة متجهة شمالاً بأسفل خمسة أبواب للحرم هي: السلسة، المطهرة، القطانين، الحديد، وباب علاء الدين البصري وعلى امتداد 400م وبعمق 15 متراً. وبدأت المرحلتان الرابعة والخامسة سنة 1973 واستمرت حتى عام 1974م خلف الحائط الجنوبي وامتدتا لمسافة 80 متراً وبعمق 20 متراً، واخترقت المرحلة السادسة من الحفريات الحائط الجنوبي للحرم القدسي ودخلت منه إلى المسجد الأقصى، وتركزت المرحلة السابعة على تعميق ساحة البراق الملاصقة للحائط الغربي، كما وقعت حفريات المرحلة الثامنة خلف جدران المسجد الأقصى وجنوبها. وفي 21/8/1981م بدأت المرحلة التاسعة بفتح النفق الذي يقع ما بين بابي السلسة والقطانين أسفل موقع (المطهرة) وتوغلت الحفريات أسفل ساحة الحرم من الداخل على امتداد 25 متراً شرقاً وبعرض 6 أمتار ووصلت أسفل سبيل قايتباي الذي أغلقته دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1981م إلا أن سلطات الاحتلال أعادت فتحه في 24/9/1996 عشية عيد الغفران. واليهود في العالم كله وليس في إسرائيل فقط يسابقون عقارب الساعة الآن لهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل مكانه وتتعدد السيناريوهات المحتملة لذلك… أما آخر السيناريوهات فهو إضعاف أساسات المسجد وتفريغ الأرض من تحته ثم إحداث هزة اصطناعية يترتب عليها تقويض كل المسجد، وهنا تُعفي الحكومة الإسرائيلية نفسها وكذلك المنظـمات اليهودية المتطرفة من مسؤولية هدم المسجد…»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *