العدد 225 -

السنة العشرون شوال 1426هـ – تشرين الثاني 2005م

أيـّها المسلمون في فلسطين: أي دولة تريدون؟

أيـّها المسلمون في فلسطين: أي دولة تريدون؟

البعض من الناس يتطلعون بشوق ولهفة إلى قيام دولة فلسطينية، البعض يدعون الله أن يكرمهم بقيام دولة فلسطينية لها دستورها وقوانينها وجيشها وعلمها الخاص بها، كذلك نرى بعض المجاهدين يجاهدون في سبيل الوطن وفي سبيل تحرير الوطن وقيام دولة فلسطينية.

=================================================================

إن أميركا، أيها المسلمون، لا تنظر إلا لمصالحها. فمقياس الأعمال في مبدئها الرأسمالي هو النفعية، ولا تقوم بالأعمال إلا إذا حققت لها منفعة ومصلحة، فهي تعمل لأن تكون الدولة الأولى بلا منازع, وتعرض مشروع الشرق الأوسط للعمل به، فلا يبقى عزيز ولا ذليل إلا وخاضع لذلها, وهي وإن أقامت للفلسطينيين دولة فإنها لن تقيمها من أجلهم بل من أجل مصلحتها. وهذه الدولة لن تكون إلا دولة ضعيفة تحكم بغير ما أنزل الله؛ لأن القائم على إقامتها دول الكفر.

ومن المستحيل أن تحكم بشرع الله وتطبق المبدأ الإسلامي وأن تكون دولة إسلامية؛ لأن أميركا ودول الكفر ستحرك (إسرائيل) لتحول دون ذلك, فلا يمكن قيام دولة إسلامية في بلد محتل عسكرياً.

 ومن جهة أخرى، فإن قيام دولة فلسطينية، لها دستورها وقوانينها وعلمها الخاص وكيانها المستقل، يخالف أمر الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالوحدة وعدم التفرق والتجزئة. فالاستقلال هو أن يكون للبلد حاكم وعلم وقوانين خاصة به، وأن يكون له كيان منفصل عن باقي الدول. فلماذا لا يكون لنا حاكم واحد, وعلم واحد هو راية العقاب, راية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ لماذا لا يكون لنا دستور وقوانين واحدة مأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه، ويحكمنا بها خليفة عادل, فالله سبحانه وتعالى يقول : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) [الحجرات 10] وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه» رواه مسلم.

ولكننا للأسف نحتفل بعيد الاستقلال ونحن نقرأ ليل نهار قوله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) [آل عمران 103].

فأي دولة تريدون أيها المسلمون؟ تريدون دولة لا تحكم بما أنزل الله؟ تريدون دولة تطبق أحكام الكفر؟ دولة لا تملك قوة مادية ترهب بها عدوها؟

إنكم إن أردتم المطالبة بقيام دولة فعليكم أن تطالبوا بقيام دولة إسلامية تحكم بما أنزل الله، وتوحد البلاد الإسلامية تحت راية الإسلام, لتكون بإذن الله الدولة الأولى في العالم فقد صدق الله العظيم القائل: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) [الفتح] وعندئذ يصبح لنا وجودنا المعترف به، ولكن تحت ظل دولة الخلافة الراشدة بإذن الله.

إن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فحسب، وكذلك قضية العراق ليست خاصة به، أو قضية كشمير، أو قضية السودان, بل هي قضايا إسلامية, وهذه القضايا لا تحل إلا إذا حلت القضية الأساسية، وهي قيام دولة الإسلام. فقيام دولة الإسلام يحل باقي قضايا المسلمين التي نتجت عن غياب أحكام الإسلام عن الحياة, وهذا ليس مستحيلاً لأنه فرض فرضه الله سبحانه وتعالى علينا حيث قال عز وجل: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ) [المائدة 49]. كما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشرنا بقيام دولة الخلافة الراشدة التي تكون على منهاج النبوة فقال: «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». رواه أحمد في مسنده.

إحدى الأخوات ـ فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *