العدد 225 -

السنة العشرون شوال 1426هـ – تشرين الثاني 2005م

صرخة من أرض الرباط (فلسطين)

صرخة من أرض الرباط (فلسطين)

إلى الرجال الرجال، إلى من لا يخافون في الله لومة لائم، إننا نستصرخ فيكم إسلامكم وغيرتكم على دينكم، وغيرتكم على مقدساتكم.

=================================================================

نحن أهل فلسطين المرابطين الغيورين على ديننا وعرضنا ومقدساتنا، مرت بنا مصائب تنوء بها الجبال الراسيات من قتل وتشريد وهدم للبيوت وقطع لمصادر الرزق، من بطالة وإغلاق للمدن والمحال التجارية والأسواق، سنين عجاف خرجنا منها محطمين لنصحو على مصيبة هي أكبر من سابقاتها، إنه أمل كاذب برغيد العيش والأمن والأمان.

فأوروبا وأميركا تعدان بدولة مؤقتة للفلسطينيين، أو كما يصطلحون (دولة قابلة للحياة)، مصطلح  جديد يضاف إلى قائمة المصطلحات الكثيرة التي اعتدنا بأن لا تزيدنا كثرتها إلا شقاء وعذاباً، وذلك حين يتلقف أصحاب المصالح هذا الخبر بالتصفيق والتحميد بحمد أميركا وأوروبا والدول المانحة.

نعم، إنهم يعدوننا بدولة، لإلهاء الناس وتمرير مؤامرات الكفر بتثبيت كيان يهود وجعله أمراً واقعاً، وقتل ما تبقى من أمل عند الناس بعودة فلسطين لأهلها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإسلام؟

لكن أصحاب المصالح من الرويبضات الطامعين بكراسي الحكم في الدولة الموعودة تراهم يتآمرون على إخوانهم المسلمين في فلسطين. فمنهم من يريد أن ينهي عذابات يهود الذين يسرحون ويتمتعون بأرض مسروقة، وذلك بكم الأفواه، وتكبيل أصحاب الأرض، ومنعهم حتى من الصراخ بأننا أصحاب حق، ويتعهد لولي نعمته بالسيطرة على أبناء جلدته وقهرهم، ويتوسل إلى جيرانه من الدول العربية  كي يدربوا رجاله تدريباً يجعلهم سيوفاً على رقاب إخوانهم.

وترى هذه الدول شديدة الحرص على يهود، فجيوشها على أهبة الاستعداد لإحباط أية مؤامرة للقضاء على جارتهم (إسرائيل) أو النيل منها، وهي أيضا تتعهد بتجنيس فلسطينيي الشتات والمخيمات فيها، وتوفير فرص عمل حرموا منها خمسين عاماً إنصافاً لهم كما يدعون، وليس لإسكاتهم حتى تستريح صديقتهم (إسرائيل) من أرق مطالبتهم ببيوتهم وأراضيهم المغتصبة وحق العودة.

أما عن آخر المفارقات العجيبة التي تفتق عنها ذهن هؤلاء أنهم عمدوا إلى إقامة المهرجانات والمسارح وأماكن اللهو، فجاء إلى أرض الرباط الفنانون والراقصون والمطربون من جميع أصقاع العالم متطوعين بوقتهم وجهدهم في سبيل نشر الإباحية والرذيلة باسم الحضارة، لقد أتوا بحجة الترويح عن أهل فلسطين وإخراجهم من أجواء الكبت والحزن إلى أجواء الفرح.

سبحان الله، وهل اشتكى أهل فلسطين من الحزن والكبت وطلبوا الترويح عنهم بهذه المنكرات؟ ليت هؤلاء يعلمون أننا بصبرنا وثباتنا ورباطنا على أرضنا ودفاعنا عن عرضنا وعن مقدساتنا نطمع أن يكون هذا في سبيل الله تعالى وخالصاً لوجهه الكريم؛ لأن سعادتنا الحقيقية في نيل رضوان الله بالثبات على أرض فلسطين، والجهاد خلف خليفة مسلم كعمر بن الخطاب؛ لتحرير القدس والأقصى من براثن يهود؛ لتعود جزءاً من دولة الإسلام.

اللهم عجل لنا بفرجك، وأيّـد العاملين لإقامة دولة الإسلام، واجعل بلادنا حاضرة الخلافة، والقدس محجاً لمن أراد أن يشد الرحال، اللهم اجعل لنا البشرى بالمغفرة، والظفر على الأعداء، والتمتع بأمان الإسلام وعزه.

والسلام على من اتبع الهدى وخشي الرحمن بالغيب.

أم عرابي – فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *