العدد 152 -

السنة الرابعة عشرة _رمضان1420هــ _ كانون الثاني 2000م

يا فتى الشـيشـان

   تتواصل حرب الروس ضد المسلمين الشيشان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ومع بداية شهر رمضان المبارك صارت غروزني محاصرة، ومهدّدة بالاجتياح الروسي الحاقد، الذي يتوعد كل من يبقى فيها بعد يوم السبت 11/12/99، كل ذلك يجري تحت سمع العالم وبصره، وربما يتواطؤ بعضه أو جلّه، والأنكى من ذلك أن حكام المسلمين لم يتحركوا، ولو حركة مسرحية، لنجدة الشيشان أو تقديم العون لهم، بل يتسابق الحكام في التنصل من مساعدة الشيشان، ويعلنون على الملأ، وأمام الروس أنفسهم، أن حرب الروس على الشيشان هي شأن داخلي، وأنهم يؤيدون الاتحاد الروسي. هذه المأساة أرّقت المسلمين المخلصين، وحرّكت مشاعرهم النبيلة، فكانت هذه الصرخة من شاعرنا المخلص، لعلها توقظ الغافلين، وترشد الحيارى، وتشد أزر المجاهدين.

يا فتى الشـيشـان

إِنتَصِبْ في وَجْهِ لِينِينَ وَقَيْصَرْ
إِتَّقِدْ شُعْلَةَ حقٍّ ترتوِي
مَزِّقِ الأكفانَ واخرُجْ واعداً
أَلْقِ أوراقَ ليالٍ سَلَفَتْ
جَدِّدِ التاريخَ أبهى صُوَرٍ
واكتُبِ المجدَ بأسْنى أحرُفٍ
وَالْتَحفْ بُرْدةَ سعدٍ زاحفاً
واطرُدِ الروسَ وشَتِّتْ شَـمْلَهُمْ

إصفَعِ البغْيَ بكفٍّ حرّةٍ
إنتقِمْ، لا تنسَ عِرْضاً هَتَكوا
إنتقِمْ، لا تنسَ شكوى مسجدٍ
إنتقِمْ ما أجهشَتْ أرملةٌ
إنـتـقِـمْ مـا أرسـلَ الآهَ فـتىً

يا فتى الشيشانِ بدِّدْ حُلْمَهُمْ
نامَ في لحَدِ الثَرى إِلحادُهُمْ
تلكَ أفعى بدّلَتْ في جِلْدِها:
لا صليبُ القهرِ موفورٌ، ولا
أممُ الكفرِ سواءٌ في الأذَى

لا تصدِّقْ أننا لم ننتفِضْ
لا تصدِّقْ صَمْتَ حكّامي فقدْ
أَوَ لم تأْتِكَ إمداداتهُمْ
أَوَ ما ضاقتْ بدبّاباتهِمْ
أَوَ ما ضَجَّتْ بطيّاراتهِمْ
أَوَ لم تَدْرِ بأنْ قدْ طَرَدُوا
لا ارتيابٌ! فهمُ قدْ حرّروا
وعلى أبوابِ «أُوسلو» مزّقُوا
هذه أندلسٌ في كفِّهِمْ
لا تصدِّقْ أنهمْ قد بَرّروا
لا تصدِّقْ، فالذي قاموا بهِ
يا فتى الشيشانِ سِرْ لا تلتفِتْ
أَعْلِ صوت الجُنْدِ: «إني مسلمٌ
حَطِّمِ اليأسَ الذي راوَدَني
إرفــعِ الرأسَ لِتَـحْـيـا أمّتـي

@@@

@@@

@@@

وَاقْتَلِعْ خَوْفَكَ: وَجْهُ الكُفْرِ أَسْفَرْ
مِن دمِ الأبرارِ، وازْأرْ يا غَضَنْفَرْ
كلَّ مَنْ ألقاكَ في اللحْدِ: «سَتُقْبَرْ»!
في النُفاياتِ، لتَفْنَى وتُحَقَّرْ
تَستقِي مِنْ وحيِ حِطّينَ وخَيبَرْ
وَلْيَكُ العنوانُ: «عهدُ الذلِّ أدبَرْ»
وامْتشِقْ في عُنفُوانٍ، سيفَ جعفَرْ
ولْتُكَفِّنْهُمْ ثُلُوجٌ … ليسَ أكثَرْ

إنَّها الحربُ، فَشُدَّ العَزْمَ واثأَرْ
أوْ جريحاً بقرُوا البَطْنَ بخِنجَرْ
رجموهُ، فتلوَّى، وتدمَّرْ
فوقَ زوجٍ بدمِ العزِّ تدثَّرْ
أبصـرَ الأمَّ بسـيفِ الروسِ تُنْحَـرْ

قلْ لأهلِ الكُفْرِ: «بطشُ الله أكبَرْ»
فاستفاقَ الشِرْكُ مسعوراً وزمجَرْ
منجلُ الأمسِ صليبُ اليومِ، فاجهَرْ
رايةُ الحقدِ عَلَتْ، واللونُ أحـمَـرْ
أظهَرُوا البغضاءَ في فكرٍ وعسكَرْ

لا تصدِّقْ أنَّنا لم نتأثَّرْ
جهَّزُوا العُدَّةَ للنصْرِ المؤَزَّرْ
عَرَبٌ فيها وأتراكٌ وبربَرْ؟
أرضُ «شيشانَ» وصارَ الجوُّ أغبَرْ؟
جارِحاتُ الطيرِ، والغيمُ تذمَّرْ
سفراءَ الروسِ، فالصلحُ تعذَّرْ؟
مسجدِي الأقصَى بجهدٍ ليس يُذْكَرْ
اتِّفاقَ الخزيِ، والغَرْبُ تحيَّرْ
تُنذِرُ الإفرنْجَ أنَّ الصبْرَ أثـمَـرْ
إِفْكَ رُوسِيّا .. أيرضَوْنَ بِمُنْكَرْ؟
«فوقَ» أنْ يُجْعَلَ صِدْقاً ويُفَسَّرْ
فالشهيدُ الحَقُّ في الجَنَّاتِ يُحْبَرْ
ولِغيرِ الله وجهِي لا يُعَفَّرْ»
واقذِفِ البهجةَ في قلبٍ تكدَّرْ
إِنْتَصِـبْ في وَجْـهِ لِينِينَ وَقَيْصَـرْ.
الشاعر: أيمن القادري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *