العدد 228 -

السنة العشرون محرم 1427هـ – شباط 2006م

الألاعيب السياسية

الألاعيب السياسية

تسريب الأخبار قد يكون مصدره الزعيم أو المسؤول أو رأس الهرم، وفي قصة انشقاق عبد الحليم خدام يبدو أن الأمر بدأ مبكراًَ لكنه كان مجرد شكوك. مناسبة هذا الكلام ما نشرته مجلة المحرر العربي على لسان نهاد الغادري رئيس تحريرها، وهو الذي كان مقرباً حينها من النظام السوري. يقول الغادري في العدد رقم 531 الصادر في 7/1/2006م ما يلي: «في عام 1998م تم تسريب خبر في قصاصة من الورق لنشرها في المحرر العربي، وأحتفط باسم صاحبها وأذكر نصها: «أبلغ رفيق الحريري أصدقاءه في واشنطن أن لا خوف من فراغ السلطة في بلد عربي معين«سوريا»؛ لأن لديه من صداقاته هناك ما يملأ به هذا الفراغ فوراً» وكان يقصد خدام والشهابي، ونُشر الخبر في العدد رقم 129 تاريخ 23/2/1998م فمنعت الصحيفة من دخول سوريا. وأرسل لي صاحب القصاصة: «وصلت الرسالة التي سيُبنى عليها مقتضاها. شكراً».

ويضيف الغادري: «وبعد فترة كان صاحب القصاصة يوحي بشن حملة على الحريري وعبد الحليم خدام وأولاده بوصفهما تمهيداً لابد منه لما هو قادم، وكنت يومها على خلاف شخصي مع الشهيد الحريري، فكتبت مقالين، أحدهما تحت عنوان: ظاهرة عربية اسمها أولاد المسؤولين (رقم العدد 167) وكان القصد أولاد عبد الحليم خدام. وثانيهما تحت عنوان: ما قال الحريري في واشنطن عن سوريا. قلت فيه: إن الحريري ليس سياسياً، ولكنه يشتري  السياسيين… حتى قلت: وأما شريكه الإقليمي فكلاهما مستعبد حالم مستخدم، وكان واضحاً أن المقصود هو عبد الحليم خدام، فالوصف مشتق من اسمه، وكان خدام يومها نائباً للرئيس حافظ الأسد ورئيساً للمجلس الوطني للإعلام، وكان محمد سلمان وزيراً للإعلام. منع محمد سلمان الصحيفة من التوزيع. فجاءه هاتف من أبي سليم يسأله لماذا منعت توزيع المحرر العربي؟ كان الأمر واضحاً، تم توزيع الصحيفة طبعاً، وأدرك الجميع أن مرحلة جديدة بدأت، وأن أمراً ما يُبيّت لخدام، وأن المطلوب هو حذف الرجل من معادلات السلطة والمستقبل» انتهى. كلام الغادري وهو يتحدث عن أحداث بدأت عام 1998م، ونُفّذت عام 2005م. (دون تعليق).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *