مجزرة الحرم الإبراهيمي وقرار مجلس الأمن

كلمة أخيرة:

مجزرة الحرم الإبراهيمي وقرار مجلس الأمن

لم يسبق أن نفّذت إسرائيل أي قرار صدر ضدها من مجلس الأمن.. إذاً فما قيمة هذه القرارات، بل ما قيمة هؤلاء الذين يشْكون إسرائيل إلى مجلس الأمن (أي إلى أميركا)؛ لو كان القرار ضد المسلمين (مثل العراق) لكانت أميركا تسارع في اتخاذه وتنفيذه.

لقد ظلت أميركا ثلاثة أسابيع تماطل وتبتز حتى حولت القرار من إدانة لليهود إلى مصلحة اليهود:

1- القرار يدين المذبحة ولا يدين إسرائيل فيقول: «المذبحة الرهيبة التي ارتُكبتْ ضد المصلين» فيبنى الفعل للمجهول.

2- رفضت أميركا الفقرة التي تطالب بتوفير الحماية والأمن للشعب الفلسطيني.

3- رفضت أميركا الفقرة التي تعتبر أن القدس أرض محتلة. وبذلك تكون أميركا قد استغلّت هذا القرار لتعلن من خلاله تراجعها عن موقفها السابق بشأن القدس.

4- استغلّت أميركا هذا القرار لتدس فيه البند الخامس لتغلي بواسطته جميع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة السابقة ولتحل محلها إعلان المبادئ الموقف بين إسرائيل والمنظمة في 13 أيلول 93.

5- جعلت القرار منصبّاً على متابعة المفاوضات لمصالحة إسرائيل وليس على إدانة إسرائيل.

جادين آري الناطق باسم رئيس وزراء إسرائيل رابين وصف القرار بقوله: «نحن مرتاحون جداً لقرار الدول العربية والفلسطيني استئناف المفاوضات». بيريز وزير خارجية إسرائيل قال: «في الماضي صوتت الولايات المتحدة على قرارات اعتبرت القدس أرضاً محتلة. إن موقفها الحالي يشكل تغييراً إيجابياً».

كان المفروض أن يدين القرارُ العقلية اليهودية التي تستبيح قتل غير اليهود وخاصة المسلمين لا لشيء إلا للاستيلاء على أرضهم. وكان المفروض أن يدين العقيدة اليهودية التي عبّر عنها الحاخام حين قال: (مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي واحد). اليهود جعلوا من القاتل باروخ غولدشتاين بطلاً مقدساً، وصار قبره مزاراً ومحجاً. وقال قال جاره ديفيد راماتي: «أتوقع أن هناك كثيرين مثل غولدشتاين سيدخلون مسجداً ويقتلون 50 عربياً آخر».

كون اليهود عدواً عدوانياً مغتصباً أمر معروف.

وكون أميركا عدواً لنا منحازاً إلى اليهود وتكيل بمكيالين أمر معروف.

وكون حكام المسلمين عملاء لأميركا ودول الغرب أمر معروف.

وعلى ضوء ذلك ألم يصبح المسلك الصحيح الذي يجب أن تسلكه الأمة معروفاً؟  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *