العدد 300 -

العدد 300 – السنة السادسة والعشرون، محرم 1433هـ، الموافق كانون الأول 2011م

دعوات الرسول ﷺ (2)

دعوات الرسول ﷺ (2)

دعوة الرسول ﷺ لعمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه

 

أخرج أحمد عن شداد بن عبد الله قال أبو أمامة: يا عمرو بن عَبَسَة بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الإِسْلاَمِ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ وَلاَ أَرَى الأَوْثَانَ شَيْئاً، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارَ مَكَّةَ وَيُحَدِّثُ أَحَادِيثَ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ ﷺ مُسْتَخْف ٍ، وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُرَآءُ، فَتَلَطَّفْتُ لَهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيُّ اللَّهِ». فَقُلْتُ: َمَا نَبِيُّ اللَّهِ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ». قَالَ: قُلْتُ: لَله ُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: ِأَيِِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «بِأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ وَلاَ يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ وَكَسْرِ الأَوْثَانِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ». فَقُلْتُ: لَهُ منْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: «حُرٌّ وَعَبْدٌ، أَوْ عَبْدٌ وَحُرٌّ». وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَبِلاَلٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ. قُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: «إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَالْحَقْ بِي». قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدْ أَسْلَمْتُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مُهَاجِراً إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكَبَةٌ مِنْ يَثْرِبَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَتَرَكْنَا النَّاسَ سِرَاعاً. قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ: َرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: «نَعَمْ، أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ؟». قَالَ: قُلْتُ بَلَى. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُ…

وأخرجه أحمدُ أيضاً فذكر الحديث وفيه: قُلْتُ : بِمَاذَا أَرْسَلَكَ ؟ فَقَالَ : بِأَنْ تُوصَلَ الأَرْحَامُ ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءُ ، وَتُؤَمَّنَ السُّبُلُ ، وَتُكَسَّرَ الأَوْثَانُ ، وَيُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ ، لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا ، قُلْتُ : نِعْمَ مَا أَرْسَلَكَ بِهِ ، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ ، وَصَدَّقْتُكَ ، أَفَأَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ مَا تَرَى ؟ فَقَالَ : قَدْ تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ ، فَامْكُثْ فِي أَهْلِكَ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِي قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجِي فَائْتِنِي». وأخرجه كذلك مسلم والطبراني وأبي نعيم في دلائل النبوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *