العدد 295-296-297 -

العدد 295-296-297 – السنة السادسة والعشرون، شعبان ورمضان وشوال 1432هـ

دور العلماء الريادي في ظل الخلافة الإسلامية في السابق ودورهم السلبي في دفع الثورات نحو المحافظة على النظم العلمانية اليوم

دور العلماء الريادي في ظل الخلافة الإسلامية في السابق ودورهم السلبي في دفع الثورات نحو المحافظة على النظم العلمانية اليوم

 

شايف صالح – صنعاء – ولاية اليمن

 لقد حفلت الخلافة الإسلامية في تاريخها الطويل بمآثر جليلة سجلها العلماء في مواقفهم الخالدة والفذة مع الحكام وتجاه قضايا أمتهم من تطبيق الشرع ومحاسبة الحكام على تقصيرهم في ذلك أو على موالاة بعضهم لأعداء الإسلام، ولقد اتسمت تلك المواقف بالصدق والجرأة والإخلاص لله ولدينه الحنيف فكانوا نجوماً وضاءة يهتدي بهم الحكام والمحكومين في ظلمات الحياة.

 لقد أظهر العلماء في تلك العصور عزة الإسلام وأبانوا فيها حقيقة الشريعة الإسلامية الغراء صافية نقية متينة في صلابة موقفها من الحكام المنحرفين عنها ولو قيد أنملة، وفي معالجتها لجميع شؤون الدولة التي يرأسها الحكام ويخضع لسلطانها المحكومين، كاشفين للعالم أجمع أثر صلابة الإيمان بالشريعة الغراء في النوازل والخطوب، متحملين بصبر وشجاعة ما ينتج عن الجهر بكلمة الحق عند سلطان جائر، غير مبالين بسلطان الحكام وقوة الدولة وصولة الجند. ولا غرابة في ذلك فهم أهل المواقف لأنهم حملة لواء الشريعة الإسلامية الحقيقيون. فلم يستطع الحكام الظلمة الذين تولوا أمر الإسلام حيناً من الدهر تسخير أمثال هؤلاء العلماء الأبرار لتنفيذ أهوائهم أو السير في ركابهم المعوج مع ما أُوتوا من قوة بأس وشدة جبروت. ولم يركنوا إلى الظلمة منهم منكرين عليهم سوء أفعالهم وقبيح تصرفاتهم وفساد أقوالهم، ساعين لمحاسبتهم على ذلك التقصير بصراحة وجرأة لا غموض فيها ولا كنايات لأنهم لا يخافون في الله لومة لائم، وترى منهم الركع السجد في سجون الحكام الظلمة يلتمسون رحمة الله وطلب رضاه، ويكتبون ويؤلفون ويهدون الناس إلى الطيب من القول خدمة للإسلام ورعاية المسلمين، وهذا ما ينفعهم في الدنيا والآخرة مستحضرين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» . (رواه مسلم) أما الجهاد ومقاتلة الأعداء فتراهم في مقدمة الجند وعلى رأس النفيضة، وهكذا أثبت العلماء من قبل أن وجودهم هو من أجل الإسلام وحده وأنهم حقاً ورثة الأنبياء.

مكانة العلماء في الأمة

الناس بلا علماء هم جهال تتخطفهم شياطين الأنس والجن من كل حدب وصوب وتعصف بهم الضلالات والأهواء من كل جانب، ومن هنا كان العلماء من نعم الله تعالى على أهل الأرض، فهم مصابيح الدجى وأئمة الهدى وحجة الله في أرضه، بهم تمحق الضلالات من الأفكار وتنقشع غيوم الشك من القلوب والنفوس، فهم ركيزة الإيمان وقوام الأمة، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بهم في ظلمات الحياة في البر والبحر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِى الأَرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِى السَّمَاءِ يُهْتَدَى بِهَا فِى ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْر، ِ فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الهُدَاةُ» رواه أحمد. وهم ورثة الأنبياء قال عليه الصلاة والسلام: «وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» . رواه أبو داود والبيهقي، وقال عليه الصلاة والسلام: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ. إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ» رواه الترمذي.

كل هذا الفضل هو للعلماء العاملين الجريئين على الحق المحبين للخير، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، المحاسبين للحكام الناصحين لهم والساهرين على مصالح المسلمين، المهتمين بأمور الأمة، المحتملين كل أذى ومشقة في سبيل ذلك. كل هذا الإكرام هو للعلماء الذين يحرسون الدين والأمناء عليه، الداعين الحكام إلى تطبيقه والحكم بشريعته في كل شؤون الحياة بلسان صادق وجنان ثابت، الذين اتصفوا بخلق المرسلين فكانت أعمالهم ترجمانًا لأحكام القرآن والسنة، الذين يقولون للظالمين ظلمتم وللمفسدين أفسدتم، الذين يصلحون ما فسد ويقوموِّن ما اعوجّ لا يخشون أحدًا من الناس ولا يخافون في الله لومة لائم. الذين لا يهابون سلطاناً جائرًا أو حاكمًا جبارًا لأنهم آمنوا بقول رسولهم ونبيهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه السبط الجليل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما: «من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله» . رواه الطبراني في التاريخ وبن الأثير في الكامل وغيرهما. هم الذين لا يسكتون عن حق وجب إذاعته، ولا يكتمون حكماً شرعياً في قضية أو مشكلة سواء تعلقت بشؤون الأمة أم بعلاقات الدولة أم بتصرفات حاكم من الحكام لأنهم آمنوا بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) وقوله تعالى: (وَإِذَ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)

صلاح الأمة

بصلاح العلماء والأمراء

إن صلاح الناس بصلاح العلماء والحكام، وفسادهم بفساد علمائهم وحكامهم، ذلك ما نطق به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هُو إلا وحيٌ يوحى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء» رواه أبو نعيم في الحلية.

وهذا ما أثبته الواقع العملي على مر العصور. فالناس فئتان: فئة تتبع العلماء متأثرة بتوجيههم، ومقتنعة بآرائهم، ومقتفية لآثارهم في الطاعة والانقياد لله ورسوله، وسائرة على نهجهم بالتقيد بأحكام الإسلام، وعاملة معهم في محاربة الكفر والمنكر وكل ما لا يمت إلى الإسلام بصلة، ومؤيدة إياهم في كل خير ونفع يعود للأمة كلها فيحصل بذلك الصلاح. وفئة تخضع لسلطان الحكام إن كانوا صالحين فتخاف عقابهم وتحسب حسابهم وتخشى بطشهم إن أساءت هذه الفئة وظلمت أو أفسدت في المجتمع، فتعمل الخير بما يأمرهم هؤلاء من طاعة ومعروف وإحسان بين الناس فيحصل بذلك الصلاح، وبعبارة أخرى الناس بين رجُلين. رجل يرى العالم قدوته لأنه يشاهده طيب القلب حسن السيرة كريم الأخلاق، يحب العدل ويكره الظلم، يقول الحق ولو على نفسه، يقارع الظالمين بسلطان فكره ويجابه المعتدين على أحكام الشرع بقوة حجته، إن رأى حاكماً جائراً أنكر عليه، وإن رأى حاكماً فاسقاً نصحه وأعانه على الخير فيحصل بذلك الصلاح ويصلح الناس. ورجل يرى حاكمه تقياً مؤمناً ساهراً ليله وقاضياً نهاره في خدمة الأمة ورعاية الخلق حارساً أميناً للإسلام، يغضب إذا انتهكت حرمات الله ويحزن إذا عطلت شعائره، يسرهُ إقامة العدل ويسوءه وقوع الظلم ولو على فرد واحد من رعيته لأنه مسؤول عنهم امتثالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه» ِ رواه البخاري. وبهذا يحصل الصلاح ويصلح الناس.

أما إذا فسد الصنفان كأن يكون الحاكم فاسداً مفسدًا يعمل بعمل الجاهلية فالظلم سجيته، والفسق رائده، وسلب الأموال وإنفاقها في شهواته وملذاته وإشباع نزوات أتباعه وجلاوزته ديدنه، وقتل النفوس عمله، يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله متقصدًا أو متأولًا، يرى نهضة بلاده وأمته في غير الإسلام، ويرى العدل بما يسن هو من قوانين وضعية جاهلية تقدماً وتحرراً، والالتزام بأحكام الإسلام رجعية وتخلفاً، وأمام هذا نراه يُسكت الألسنة ويعقل الأقلام ويأخذ بالشبهات ويفتح المعتقلات، والعلماء تجاهه بين ساكت عنه لا ينكر ولا يغير ولا ينصح ولا يصدع بكلمة أو ينبس ببنت شفة، ارتضى بالعافية والتمس لنفسه المعاذير والتشبث بالتأويل لآيات القرآن الكريم ولأحاديث سيد الأنام، ويرى الحكمة في السكوت عن جرائم الحكام ضارباً الكف على الكف آسفاً ومتألماً ومتأولاً قائلاً لا يمكن الإصلاح ولا محل للإنكار، ونشاهد بعض العلماء إذا وعظ بالمناسبة كان وعظه يميت القلوب ولا يحييها، يعافه الناس لتكراره ولبعده عن واقع حياتهم، ومنهم من يحجم عن بيان فساد الأنظمة وكشف أعمال الحكام رهبةً أو رغبة، ومنهم من استولى على المذياع وارتقى المنابر يسبح بحمد الحاكم ويقدس أمره وينسب كل خير إليه ويزين عمله ويبرر أفعاله السيئة ويؤول نصوص الإسلام لتوافق ما سن الحاكم من أنظمة فاسدة وقوانين ظالمة تزلفاً له والتماساً لرضاه مثل القول: إن الديمقراطية من الإسلام وإنها الشورى وهي في الحقيقة نظام كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، ومنهم من يسعى على قدميه لتسجيل اسمه في سجل التشريفات، صدقوا كذب الحكام وأعانوهم على الظلم واستجابوا لأهوائهم وبرروا أعمالهم ولقد حذرنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من أفعال هؤلاء فقال عليه الصلاة والسلام: «سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا لاَ يَفْعَلُونَ فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَىَّ الْحَوْضَ» رواه أحمد والنسائي والترمذي والبزار وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا وَلاَ مُشْرِكًا، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُهُ كُفْرُهُ، وَلَكِنْ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ مُنَافِقًا عَالِمُ اللِّسَانِ يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ» . رواه الطبراني والبزار. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ القيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أقْتَابُ بَطْنِهِ فَيدُورُ بِهَا كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحَى، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْه أهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأمُرُ بالمعْرُوفِ وَتنهَى عَنِ المُنْكَرِ؟ فَيقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَلا آتِيهِ، وأنْهَى عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ» . رواه البخاري ومسلم. «قيل يا رسول الله أيُّ الناس شرٌّ؟ قال: العلماء إذا فسَدوا» البيان والتبيان للجاحظ ص16.

فالعلماء هم ملح الأرض فإذا فسدوا فسد الناس قال الشاعر:

يا معشر القراء يا ملح البلد

ما يصلح الملح إذا الملح فسد

فإذا فسد العلماء والأمراء فسد الناس.

دور العلماء العاملين

في ظل الخلافة الإسلامية

لقد كان للعلماء العاملين المخلصين دور ريادي في محاسبة الحكام ومناصرة الشريعة والحث المستمر على تطبيقها وتحريك دافع الجهاد عند أبناء الأمة وغرس المفاهيم الصحيحة عندهم والدعوة إلى المحافظة على وحدة الأمة وكيانها السياسي المتمثل بالخلافة الإسلامية، وسنسلط الضوء على دورهم في الحفاظ على استمرار الخلافة وتطبيق الشريعة والسعي لإعادتها عند سقوطها:

1- دور العلماء عند انفصال الأندلس عن الخلافة العباسية: لقد كان للعلماء دور هام عندما أعلن عبد الرحمن الداخل انفصال الأندلس عن الخلافة العباسية، وذلك الدور تجلى في توضيح الحكم الشرعي في ذلك وبيان أن انفصال الأندلس عن الخلافة لا يجوز، الأمر الذي أدى إلى إرسال جيش كبير لضم الأندلس إلى جسم الخلافة وقتال عبد الرحمن الداخل وأنصاره، إلا أن الجيش الذي معه كان كبيرًا وكان موجودًا منذ زمن الخلافة الأموية، فقد أدى ذلك الأمر إلى هزيمة جيش الخلافة واستقلال الأندلس لقرون من الزمن.

2- دور العلماء في ضم مصر والشام إلى جسم الخلافة العباسية: لقد كان العلماء المخلصين في الأمة يتابعون كل ما يجري في الأمة الإسلامية من أحداث فيسعون إلى وضع العلاج الصحيح للمشكلة القائمة، فلما أصبح السلطان صلاح الدين أميرًا لولاية مصر والشام التي كانت تابعة للدولة الفاطمية الكافرة بينوا الحكم الشرعي في أن الولاية يجب أن تكون تابعة للخلافة العباسية، فقضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية وأعلن ضم مصر والشام إلى جسم الخلافة العباسية.

3- دور العلماء في ضم بلاد المغرب والأندلس إلى جسم الخلافة العباسية: لقد استطاع يوسف بن تاشفين أن يوحد بلاد المغرب التي كانت مستقلة لقرون عن الخلافة العباسية، وبجهوده العظيمة وزهده وتقواه وتأثير فقهاء وعلماء بلاد المغرب الصادقين أرسل يوسف بن تاشفين إلى الخليفة العباسي. المقتدى بأمر الله في سنة 379 هـ يعلن ضم ولاية المغرب إلى جسم الخلافة العباسية، ويطلب من الخليفة أن يقلده أمور الولاية التي بيده، فبعث إليه الخليفة الخُلع والأعلام والتقليد ولقبه بأمير المسلمين ففرح بذلك وسُر به فقهاء المغرب وعلماؤها. وبعد أن انتصر أمير المسلمين يوسف بن تاشفين على الإسبان وهزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة قام بخلع جميع ملوك الطوائف لتصبح الأندلس مع المغرب أكبر ولاية في جسم الخلافة العباسية.

4- دور العلماء بعد سقوط الخلافة العباسية: لقد كان سقوط الخلافة العباسية هزة عنيفة على المسلمين لم يكن يتخيلها المسلمون، فقد كانت فاجعة كبيرة زلزلت المسلمين وأدمت قلوبهم، وهنا برز دور العلماء المخلصين في بيان حكم الشرع فيما يجب على المسلمين فعله، ولقد كان لسلطان العلماء العز بن عبد السلام دور كبير في إقناع المسلمين باستعادة الخلافة ومحاربة التتار، فلما هرب المستنصر بالله أحمد أبو القاسم بن الظاهر بأمر الله أبي نصر محمد بن الناصر لدين الله أحمد إلى القاهرة وأثبت نسبه على يد قاضي القضاة تاج الدين ثم بُويع له بالخلافة، فأول من بايعه هو السلطان بيبرس ثم القاضي تاج الدين ثم العالم الكبير العز بن عبد السلام، ثم بايعه المسلمون، ثم جهز جيشًا وذهب هو والسلطان بيبرس لاستعادة الخلافة في بغداد، ولكن التتار قتلوه، ثم بويع الحاكم بأمر الله بعده وإن كانت خلافة اسمية وليست فعلية.

5- دور العلماء في قتال التتار ورد اعتبار المسلمين بعد سقوط الخلافة العباسية: لقد كان للعلماء دور كبير في تحريك المسلمين لجهاد التتار ورد اعتبار المسلمين بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، ولقد كان دور العالم الكبير ابن تيمية دورًا متميزًا في شحذ الهمم وتحريك الجيوش بقيادة الظاهر بيبرس الذي أنزل هزيمة كبيرة بالتتار بعد سنة ونصف من سقوط الخلافة، وبذلك رُد اعتبار المسلمين وارتفعت نفسياتهم.

6- دور العلماء في فتح القسطنطينية: لقد كان دور العلماء كبير في تحريك المسلمين لفتح القسطنطينية وإبراز حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في منزلة من يفتح القسطنطينية «وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» الذي كان له الأثر الكبير في تتابع المحاولات الكثيرة من عصر الخلافة الراشدة إلى عصر الخلافة العباسية التي كانت اسمية في مصر (عصر الدويلات) والتي كانت الدولة العثمانية مقرة بسلطانها الأسمى عليها، ولقد حاول سلاطين آل عثمان فتحها وكان آخرهم السلطان مراد الثاني الذي حاصرها (54) يوماً ولم يتم فتحها، وهنا برز دور العلماء فكان العالم الكبير آق شمس الدين (محمد حمزة) هو الفاتح المعنوي للقسطنطينية، فهو معلم السلطان محمد الفاتح، وكان يقول له وهو يعلمه قبل أن يصبح رئيس الدولة العثمانية أنت فاتح القسطنطينية حتى اقتنع أنه هو الذي سيفتحها فعلًا، وقد تم ذلك بالفعل عام 1453م.

7- دور العلماء في إعلان ميلاد الخلافة العثمانية بعد سقوط الخلافة العباسية: استمر المسلمون أكثر من قرنين في عصر الدويلات (المماليك – المغول – الدولة العثمانية) ولم تكن هناك خلافة إلا اسمية لحب المسلمين لدينهم ومكانة منصب الخلافة في نفوسهم، وبعد أن فتح السلطان سليم الأول مصر والشام برز دور العلماء في وجوب وحدة المسلمين ومبايعة خليفة واحد، فتنازل الخليفة العباسي الاسمي وتم مبايعة خليفة فعلي وحيد لجميع المسلمين هو السلطان سليم الأول، وبذلك تحقق حلم العالم الكبير جلال الدين السيوطي الذي كان يدعو دائماً إلى وحدة المسلمين وإعادة الخلافة، وبالفعل فقد رفرف علم الخلافة العثمانية في مصر التي مات فيها السيوطي قبل سنين وقبل أن يرى الخلافة التي دعا إليها ومات قبل أن يراها.

8- دور العلماء أثناء سقوط الخلافة العثمانية 1924م-1342هـ: لقد كان لسقوط الخلافة العثمانية الأثر الكبير في نفوس المسلمين جميعاً فبكى عليها العلماء ورثاها الشعراء، يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله تعالى.

ضجت عليك معالم ومآثرٌ

وبكت عليك ممالكٌ ونواحي

الهند والهة ومصر حزينةٌ

تبكي عليك بمدمع سحاحِ

والشام تسأل والعراق وفارسٌ

أمحا من الأرض الخلافَةَ ماحِ؟

وقد برز دور العلماء بشكل كبير، فها هو العالم المخلص الواعي المدرك لواقع الأحكام الشرعية إدراكًا صحيحاً سعيد بيران يحشد آلاف المسلمين لقتال مجرم العصر (أتاتورك) اللعين، واستمر عدة أشهر حتى وقع في الأسر هو ومن معه بعد قتال شديد للدولة العلمانية الكمالية والتي من ورائها الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا.

9- دور العلماء في العمل لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد: بعد النكبة الكبيرة التي مر بها المسلمون وهي سقوط الخلافة العثمانية كان للعلماء دورهم في السعي الجاد لتخليص المسلمين وإنقاذهم مما نزل بهم من التفرق والانقسام وإعادة الخلافة التي بها تُعز هذه الأمة وتعود دولتهم الدولة الأولى التي تقود العالم وتكون زمام المبادرة بيدها كما كانت من قبل، فقام مجموعة من العلماء المخلصين أصحاب الفكر المستنير بتأسيس جماعة (حزب) يعمل لإعادة الخلافة من جديد. وكان على رأس هؤلاء العلماء الأفاضل العالم المجتهد والسياسي القدير تقي الدين النبهاني (رحمه الله تعالى) ، وهذا الحزب هو حزب التحرير الذي وضع على عاتقه أمانة حمل هذا الدين وإقامة الخلافة الراشدة التي يسعى لإقامتها من أجل تطبيق شرع الله في جميع شؤون الحياة. وها هو حزب التحرير يقترب كل يوم من هدفه المنشود وهو إقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة رغم التكتيم الإعلامي المتعمد من قبل الأنظمة ووسائل الإعلام المختلفة على أعماله الكبيرة العظيمة التي سوف تؤدي بإذن الله تعالى إلى إعادة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

10- دور العلماء في الثورات القائمة اليوم: عندما اندلعت الثورات في هذا العام 2011م، وبعد هروب زين العابدين بن علي وتنحي مبارك، فإن المدقق في دور العلماء في هذه الثورات وموقفهم تجاه ما يحدث سيجد أنهم ثلاثة أقسام رئيسية:

القسم الأول: علماء يرفضون الثورات القائمة ويستميتون في الدفاع عن الأنظمة العلمانية، وهم يرون أن الحكام ولاة أمر وأن الثائرين هم من الخوارج كالذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? وهؤلاء صنفين.

الصنف الأول: علماء سلطة صنعهم النظام على عين بصيرة فهم يسبحون بحمده ليلاً ونهاراً سراً وعلانية، ويفصلون الفتاوى على المقاييس التي يريدها الحكام مثالهم في ذلك العالم الذي طلب منه أنور السادات أن يفتي بالصلح مع اليهود فقال له: أتريد أن أفتيك حلالًا أم حرامًا؟ وهؤلاء ينسبون إلى الحاكم كل خير وإلى المناوئين له كل شر، يلوون أعناق النصوص لتناسب ما يريده الحاكم، يحرمون ما أحل الله ويحلون ما حرم الله، ويحرفون الكلام عن مواضعه وإن نصح هؤلاء أمر في غاية الصعوبة لأن العلم عندهم مجرد وظيفة فقط يؤدونها كما يريد الحاكم تماماً، فالأمل في إعادتهم إلى جادة الصواب كالأمل في عودة الأموات إلى الحياة، ومع ذلك نقول لهم: اتقوا الله، فالأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو إلا المتقين.

الصنف الثاني: علماء لديهم إشكالية أن الحاكم هو ولي أمر، وقد غشوا في الإجابة غشاً، ولم يعرفوا هل تنطبق على الخلفاء الذين بايعهم المسلمون أم على حكام اليوم الذي نصبهم الكافر المستعمر بانتخابات ديمقراطية مزورة ومحرمة، أو انقلابات عسكرية دموية وهي محرمة، ولم يبحثوا هل هي صحيحة أم خاطئة، وعليه فهم يرون أن الثائرين خارجون على ولي الأمر الذي أسقطوا عليه أدلة ولي الأمر الشرعي (الخليفة) .

ونصيحتنا لهؤلاء نقول لهم اتقوا الله وأمعنوا في حل هذه الإشكالية التي نضعها بين أيديكم لأننا نلمس فيكم خيراً إن لم يخيب ظننا ويخطئ حدسنا.

إن ولاة الأمر قسمان:

1) ولي أمر شرعي تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه ويجب نصحه ومحاسبته سياسياً إن قصر أو خالف حكماً شرعياً.

2) ولي أمر غير شرعي لا تجب طاعته، ويجوز الخروج عليه سياسياً وليس بالسيف، ويجب محاسبته بشدة محاسبة سياسية. وحتى يتضح الأمر لا بد أن نعرف صفات ولي الأمر الشرعي وصيغة عقد البيعة التي لابد أن تتوفر فيها ثلاثة أمور:

1) أن يكون الحاكم رجلاً مسلماً حراً عاقلاً بالغاً عدلاً من أهل الكفاءة والقدرة.

2) أن تبايعه الأمة بيعة شرعية صحيحة على أن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

3) أن يباشر تطبيق الإسلام تطبيقاً شاملاً في جميع شؤون الحياة بدون توقف.

وعليه فإن هذه الأمور الثلاثة لا تنطبق إطلاقاً على أي حاكم من حكام المسلمين اليوم كالقذافي والبشير والأسد وبن علي ومبارك وعلي صالح وآل سعود وحكام الخليج والعراق والشام وأحمد نجاد وزردارى وأردوغان وبوتفليقة ومحمد السادس وحكام آسيا الوسطى وغيرهم، فهؤلاء جميعاً هم حكام غير شرعيين، يحكمون بالديمقراطية وهي نظام كفر وليست من الإسلام، ولا يوجد نص شرعي واحد في جميع كتب الحديث تبيح الديمقراطية ولا النظام الجمهوري أو الملكي، بل كل ذلك محرم في الإسلام، فقد حدد الإسلام شكل الحكم بأنه نظام خلافة لجميع المسلمين، ولا توجد بينهم حدود مثل الحدود التي صنعتها سايكس- بيكو والتي جعلت للمسلمين أكثر من خمسين دولة، فقد كانوا، ويجب أن يكونوا، دولة واحدة قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) . وإنني لأعجب من هذا الصنف من العلماء وأتباعهم وهم ملتزمون بالأحكام الشرعية في سلوكهم الفردي كيف يعتبرون هؤلاء الحكام ولاة أمر تجب طاعتهم ولا يجوز الخروج عليهم وهم يعلمون:

1- أن الأنظمة القائمة جمهورية أو ملكية ليست من الإسلام في شيء، وهي تستند في أغلب الأحكام إلى القوانين الوضعية والتي حرم الله تحريماً جازماً الاحتكام إليها. قال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)

وهذه الأنظمة تسير شؤون حياة الناس بالديمقراطية وهي نظام كفر يحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، فهي تجعل الإنسان هو المشرع (الإله) بينما المشرع في الإسلام هو الله وحده.

2- إن الأنظمة القائمة تمارس الانتخابات التي يكفر بها هؤلاء العلماء وأتباعهم لأنها قائمة على أساس الديمقراطية الكافرة، فعلماء لا يؤمنون بالديمقراطية والقوانين الوضعية ويكفرون بالانتخابات الديمقراطية ولم يبايعوا حاكماً مطلقاً بيعة شرعية ليكون خليفة للمسلمين، فكيف أصبح عندهم الحكام ولاة أمر شرعيين تجب طاعتهم ولا يجوز الخروج عليهم. إن هذا كذب على الله وعباد الله والله تعالى يقول: (فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) وهذه شهادة زور بأن الحكام ولاة أمر شرعيين وهم ليسوا كذلك، فاتقوا الله حق تقاته واعملوا مع المخلصين لإقامة شرع الله وتطبيق الإسلام والحكم بالقرآن والسنة في جميع شؤون الحياة والدولة والمجتمع، فيا أيها العلماء من أمثال هؤلاء: مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب غير القرآن تدرسون؟

القسم الثاني: هم العلماء الذين يؤيدون الثورات تأييدًا كاملًا من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية (علمانية) .

وهم يسعون إلى تغيير رموز النظام ويستعينون بأميركا وأوروبا من أجل إزاحة الحكام، فقادتهم يكثرون الجلسات مع سفراء هذه الدول في بلدانهم، وهم يدعون إلى دولة مدنية ديمقراطية علمانية ترضى عنها أميركا وأوروبا، وهم يحافظون على الأنظمة الوضعية القائمة ويقومون بجراحة تجميلية لهذه الأنظمة فيغيرون الشكل الخارجي فقط مع المحافظة على جوهر النظام كما هو دون تغيير، إنهم يسعون فقط لإزاحة الحاكم فقط (بن علي) أو الحاكم وعائلته (حسني مبارك) أو الحاكم وحاشيته كالقذافي والأسد وعلي صالح وغيرهم، إنهم يقومون بعملية شد للوجه القبيح للنظام العلماني وعمل ماكياج ليبدو كالمرأة التي لا زالت شابة وهي في الحقيقة عجوز شمطاء لا تستطيع السير إلا بالاستناد على العصا حتى تسلم من السقوط، ولهؤلاء نقول إنكم تريدون التغيير وهذا مطلوب وكلنا نريد التغيير، ولكن عليكم بالتغيير الحقيقي وهو تغيير النظام كاملاً: إزالة الأنظمة الملكية والجمهورية إزالة كاملة بإزالة الدستور والعلم والرموز… وإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة تحكم بشرع الله وتطبق ما أنزل الله. قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)

ونقول لهم إن الدولة المدنية التي تضللون السذج بها وكأنكم سوف تبنون لهم جنة على الأرض هي دولة لا دينية ويكون رئيسها مسلمًا أو يهوديًا أو نصرانيًا، فمن الممكن أن يصبح الرئيس القادم في مصر قبطيًا فهل يرضى بذلك الإسلاميون؟ والدولة المدنية دستورها وضعي وقوانينها يضعها البشر، إنها دولة علمانية ديمقراطية والعلمانية كفر والديمقراطية كفر يُحرم أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها، وأفكارها مستوردة من الغرب وهي تغضب الله تعالى ولا يرضى عنها إلا الغرب لنكون دوماً أتباعاً له يتحكمون في جميع شؤون حياتنا؛ ولذا فإننا نقول لدعاة الدولة المدنية وعلى رأسهم الغنوشي: لمصلحة من تحارب مفاهيم الإسلام وأفكار الخلافة الإسلامية التي كانت الدولة الأولى بلا منافس لقرون من الزمن؟! ونقول للقرضاوي الذي خطب في ميدان التحرير في ثلاثة ملايين مسلم كان يجب عليك أن تقول لهم: أنتم من يقيم الخلافة كما قال العالم الرباني آق شمس الدين لمحمد الفاتح أنت فاتح القسطنطينية ففتحها. كيف تكون دولة مدنية علمانية (أفكارها أفكار كفر) ذات مرجعية إسلامية؟! كيف نخلط الذهب بالروث؟! وكيف نجمع النور والظلام والخير والشر والحق والباطل؟! وواجب علينا أن نذكركم وأنتم تدركون ما سنقول: إن إقامة الخلافة والعمل لها فرض، بل هو تاج الفروض، وإنها الدولة التي تحل جميع مشاكل العالم كله، ولا يوجد مبدأ في الأرض يضمن حقوق غير المسلمين كما ضمنها الإسلام في ظل دولته دولة الخلافة، والتاريخ شاهد على ذلك. ودولة الخلافة ترضي الله وتغضب دول الغرب، والله خلق جنة ونار والغرب ليس لديه جنة ولا نار. نعم أيّها القرضاوي استدرك ما فاتك، وأنت في آخر عمرك، إنها فرصة لك لا تفوّت.

القسم الثالث: هم العلماء المخلصون العاملون لإقامة الخلافة الراشدة، وهم الذين يريدون أن تسير الثورات في طريقها المناسب باتجاه إقامة الخلافة وتطبيق الإسلام، لأن الذين يقومون بالثورات ويضحون بدمائهم هم المسلمون وليسو الكفار، وعليه فالتغيير الحقيقي هو أن تسير الثورات باتجاه إقامة الخلافة وتطبيق الإسلام في جميع شؤون الحياة، وأن يوجد رأي عام كاسح على الخلافة منبثق عن وعي عام، وأن يقوم أهل القوة بنصرة هذا الدين والإطاحة بالأنظمة القائمة وتسليم الحكم للمخلصين وهم على وجه التحديد أتباع هؤلاء العلماء المخلصين. إنهم حزب التحرير الذين يواصلون ليلهم بنهارهم لإقامة الخلافة. ولهؤلاء نقول: نشد على أيديكم، ضاعفوا جهودكم، وأكثروا من التضرع إلى ربكم ليعجل بالنصر والتمكين، وأعلموا أنكم منصورون بوعد الله، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) .

كما أن هناك علماء من غير حزب التحرير تكلموا عن الخلافة في أوساط الثورات كما فعل الشيخ عبدالمجيد الزنداني في ساحة التغيير في صنعاء عاصمة اليمن في 8/3/2011م وقال إن الخلافة قادمة فكبر الجميع، ونقول له ولأمثاله انضموا إلى العمل مع حزب التحرير الذي لديه منهج متكامل ومشروع دستور الخلافة جاهز عنده للتطبيق… لتعملوا معه أنتم وشبابكم وأتباعكم لنفوز جميعاً بسعادة الدارين، ولنعلم جميعاً أن المجلس الانتقالي والدولة المدنية ليسا الحل، وكذا النظام الجمهوري القائم على الدستور العلماني الحالي وبقاءه ليس الحل، وإنما الحل هو تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة لجميع المسلمين في الأرض.

فالخلافة هي فرض ربكم ومبعث عزكم وقاهرة عدوكم ومحررة أرضكم وهي منارة الخير والعدل في ربوع العالم.

قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *