العدد 295-296-297 -

العدد 295-296-297 – السنة السادسة والعشرون، شعبان ورمضان وشوال 1432هـ

قصيدة: وخبث الغرب قد صنع العميلا

قصيدة: وخبث الغرب قد صنع العميلا

 

ظلام الليل لن يبقى طويلا

نحيل الليل بالآيات نوراً

فخيل الراشدين تثير نقعاً

سيولد من صدى الثورات فجرٌ

ألا يا قدس فازداني لعرسٍ

فمن أقصاك كان النور يعلو

وقد هتفت ملايينٌ لزحفٍ

تقولُ الله أكبرُ باتّقادٍ

وقد رُشدتْ بهديٍ من رسولٍ

حديثٌ صادقُ الأقوال بُشرى

مضى عهدُ النبوةِ عهدَ نورٍ

وجاءت ردةٌ من بعد هَديٍ

وعهدٌ عضّ للملك التفافاً

وطال العهد إشراقاً وعلماً

وماج الناس في فتنٍ وجهلٍ

فهدّم صرح دولتنا بمكرٍ

وصار الحكم جبرياً سفيهاً

ومن قرنٍ ونحنُ بغيرِ أمٍ

ملأنا الأرض بالشهداء تترى

فدجلةُ والفراتُ غدت دماءً

ومن بردى إلى العاصي نزيفٌ

ولكنّ الرجال أبت إباءً

لها التكبير زمجرة الغيارى

وتُجمِعُ أمرَها لتعيدَ صرحاً

فيا أسدَ الكنانةِ حانَ وقتٌ

ويا أحفاد مختارٍ أفيقوا

ويا يمنٍ بحكمتكم أقيلوا

سباعُ القيروان أحزتِ سبقاً

ويا أبدالَ شامٍ منكِ نرجو

فمن ذكرى الخلافةِ نبتنيها

أعيدوا الصّف من شام لمصر

إذا آن الأوان ليوم نصر

تلاقوا في جِناب القدس أسداً

أيا من قد أجبتَ ببطن حوتٍ

أحلتَ النارَ برداً من سلامٍ

وموسى ألجم الفرعون حقاً

وعيسى قد رفعت بغير صلبٍ

وخير الخلق باسمك كان يدعو

أيا ألله حققها بلطفٍ

أيا رباه يا رباً رحيماً

ومكّنا نعيدُ العدلَ حُكماً

فإنّ مع الصباح غداً جليلا

ونملأ أفق من عادى صليلا

وقد مزجت بتكبيرٍ صهيلا

وحكم الله يأتِ لنا أصيلا

ففرحك حلً إشراقاً جميلا

ونجم الشرّ بدده أفولا

بساحات وما غفلت دليلا

لتسقط كلّ طاغوتٍ سليلا

ولن يشقى من اتّبعَ الرسولا

بوحي الله والمصدوقُ قيلا

أضاء الكون واستلب العقولا

وعصرٌ راشدٌ شقّ السبيلا

فمال الناس عن حقٍ قليلا

إلى أن صار عن وصفٍ جهولا

وخبثُ الغربِ قد صنعَ العميلا

أُخذنا بالردى أخذاً وبيلا

أذلّ الحرّ واقتلعَ النخيلا

ولم يبكِ الزمان لنا قتيلا

وصاحت في حواضرنا عويلا

وخير الناس قد أمسى دخيلا

وشام العزّ من ظلمٍ ذليلا

وسلّت سيف عزتها صقيلا

لتنشئ للفتوح الغُرّ جيلا

وقد دقّتْ لمن عادى الطبولا

أفيضوا في ربوع الأرضِ نيلا

فنارُ الغربِ ظُلّتُها ظَليلا

وإن يأبى البلى أن يستقيلا

وكنتِ لها الشرارةَ والفتيلا

وفيكِ ناموسٌ نُؤمّلهُ بديلا

وملكُ الجبرِ نُلجئهُ الرحيلا

إلى الأمصار نَجمعُها قبيلا

فجند الحق ما عرفت نكولا

مُهلّلةً لها شرفاً أثيلا

دُعا ذا النونِ، أنبتّ الأسيلا

بقولك كونِ، إذْ ألقوا خليلا

بعونٍ منكَ شقّ البحرَ طولا

وأُمّ الطُّهر تَحفظُها بَتولا

يفلّ الشرك من هولٍ فلولا

خلافتَنا وجللها القََبولا

فلا تبقي لنا حِملاً ثقيلا

على المنهاج راشدةً فضيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *