نداء إلى أهلنا في سوريا، وإلى أبنائهم من أهل القوة: انصروا الإسلام ينصركم رب الإسلام
2011/05/05م
المقالات
1,853 زيارة
نداء إلى أهلنا في سوريا، وإلى أبنائهم من أهل القوة:
انصروا الإسلام ينصركم رب الإسلام
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين. نحمد الله أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس أكرمها الله وجعلها أمة واحدة لا فضل فيها لأحد على أحد إلا بالتقوى قال تعالى:( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [المؤمنون]، وقال النبي: «مَثَلُ الْمؤْمِنِينَ تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ َْالجسَدِ إِذَا اْشتَكَى مِنْهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجسَدِ بِال الَّسهَرِ والحمى» (رواه مسلم). فما ثورة المسلمين في سوريا إلا جزء لا يتجزأ من ثورة إخوانهم في مصر وتونس وليبيا واليمن وبقية البلاد الإسلامية, فلقد قاموا لرفع الظلم عن أنفسهم ورد الظالم عن ظلمه واستعادة سلطانهم المسلوب الذي ضمنه لهم الإسلام وجعله أساساً من أساسيات أنظمة الحكم فيه, فحرمهم إياه حكام الضرار وجعلوه محصوراً في يد فئة باغية هي ليست من الأمة والأمة منها براء؛ ليمكنوا أعداء الإسلام من رقاب شعوب المنطقة كلها ويحولوا دون هذه الأمة ودورها الريادي بين أمم الأرض الذي بينه الله عز وجل في كتابه العزيز: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة 143].
لقد طال الذل والهوان على هذه الأمة الكريمة، وزاد الحكام في ظلمها وقهرها واستعبادها حتى وصل بهم الأمر أن يستخفّوا بها إلى حد كبير لا يمكن تصوره… ولكن هؤلاء الرويبضات قد غفلوا عن حقيقة هذه الأمة ومكانتها وعظمتها, غفلوا عن مكنونها وما يدور في خلدها، فهي أمة مسلمة مؤمنة رغم كل محاولات التغريب والإبعاد عن الإسلام التي مارسوها ضدها، فأثبتت للناس تؤمن بالله سبحانه وتعالى وتعتز بدينها وتعمل بكتاب ربها قال تعالى:(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران 110].
فإليكم يا أهلنا أهل سوريا في أرض الشام الأبية نتوجه بالنداء:
كنتم ولا زلتم تعانون ألواناً من الظلم والقهر والاستبداد مارسه عليكم حكام هذه البلاد سنين عديدة وأعواماً مديدة، فمنذ أن تم سلخ أرض الشام كغيرها من أراضي المسلمين عن جسد الدولة الإسلامية الواحدة وأهلها يعانون كإخوانهم في بقية البلاد, فمن احتلال أجنبي مارس أبشع ألوان القهر والتعذيب والاستبداد إلى طغيان محلي استكمل مسيرة الاحتلال في تغريب أهل سورية عن دينهم وفصلهم عن محيطهم الإسلامي بل وحتى عزلهم عن العالم الخارجي.
فمنذ أن استلم حافظ أسد وزارة الدفاع في سورية ثم رئاسة الجمهورية راح يسير بالبلاد في مخطط تخريبي ضمن أجندة غربية تهدف إلى القضاء على الإسلام وأهله في هذه البلاد لتكون لهم نقطة ارتكاز تتدخل في شؤون دول المنطقة وتحمي كيان يهود, فمن تآمر مع الصهاينة وبيع للجولان وتسليم للقنيطرة إلى مجازر محلية استهدفت الشعب السوري بكافة أطيافه ودياناته، بل تعداه الأمر ليصل به إلى ارتكاب مجازر بحق أهل لبنان وفلسطين منطلقاً من مبادئه القومية الداعمة للقضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، ولا يسعنا في هذا المقام استذكار كل ما حصل فالذاكرة ملأى ومثخنة بالجراح التي لا تندمل.
ثم أحكم هذا الأسد على شعبه قبضته الأمنية على البلاد وشدد الطوق والحصار على أهل سورية الأحرار ونكل بهم شر تنكيل وسلط كلابه الأمنية والمخابراتية على خيرة شباب هذا البلد حتى انتهى بهم المطاف إلى القتل والسجن والتشريد… وها هو ابنه الدكتور طبيب العيون (كما يحلو للبعض أن يناديه) بشار يكمل مسيرة أبيه الدموية على نفس النهج القمعي الدموي، فما أحداث مجزرة سجن صيدنايا عنكم ببعيد عندما تحولت الوعود والضمانات التي أعطاها طبيب العيون للمعتقلين فيه إلى بنادق وجهت إلى صدور عارية ورصاص حي يكتم الأنفاس الطاهرة دون أية هوادة أو رحمة، ثم تبعتها تصفية جسدية لمن بقي حياً، وها هو اليوم يعيد نفس السيناريو ولكن على نطاق أوسع وأشمل، فهو ينظر إلى سوريا على أنها سجن كبير، وأن الشعب السوري الأعزل خارجون عن القانون لا يستحقون العيش بكرامة بل يستحقون القتل بلا رحمة، فهم متهمون عنده بأنهم عملاء للصهيونية والإمبريالية تارة، وعصابات إجرامية تارة أخرى، ولكنه نسي أو تناسى بأن المجرم الحقيقي هو من يخون أمانته ويقتل أهله وشعبه وأبناء بلده، فهو يدرك تمام الإدراك بأنه وزمرته مغتصبون للسلطة فاقدون للشرعية؛ لذا جاءت تصرفاتهم على الشاكلة التي رأيتم وترون.
إن ما خرجتم لأجله يا أهل الشام كان لابد أن تعطوه منذ زمن طويل، فأنتم أهل النخوة والكرامة وأهل العزة والشرف والإباء ولا أحد يزاود عليكم في ذلك، فالخير فيكم ميزان الصلاح في هذه الأمة الكريمة كما أخبر عنه النبي ومن أصدق من رسولكم الكريم: «إِذَا فَسَدَ أهْلُ الَّشامِ فَلا خَير فِيكُمْ» (أحمد والترمذي).
فكونوا كما أرادكم رسول الله ﷺ فما أنتم إلا أحفاد دعوته وأحفاد دعوة صحابته الكرام، ولنعمة من الله كبرى قد منَّ بها عليكم أن جعل داركم عقر دار المؤمنين، قال رسول الله :ﷺ «أَلاِ أن َّعُقْرَ دَارِ ْالمُؤْمِنِينَ الَّشامُ وَالخيل مَعْقُودٌ نَوَاصيهَا إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (أخرجه أحمد). فليس من الحرام ولا العيب أن تخرجوا لتطالبوا بحقوقكم المغصوبة، بل واجب عليكم أن تأخذوها بحقها حتى يستقيم ميزان العدل في هذه الأمة الكريمة، فردّ الظالم عن ظلمه رحمة من الله وتركه موجب للعذاب يقول النبي» :إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْ شَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابٍ مِنْهُ» (الترمذي وأحمد).
يا أهلنا ألأحرار في سوريا الأبية:
لقد عمد هذا النظام خلال خمسة عقود ماضية على إذلالكم وإفقاركم وقهركم حتى وصل به الأمر أن جعل همكم في الدنيا لقمة عيش وكسرة خبز، وأصبح امتلاك بيت متواضع أشبه بالحلم الذي يستحيل تحقيقه، ونحن نعلم تمام العلم بأن سورية بلد الخيرات، وفيها من الخير ما إن وزع على أهلها كفاهم وفاض عن حاجتهم. فالإسلام قد ضمن لكم هذه الحاجات الأساسية، وجعل الدولة هي الراعي والمؤمن لهذه الحاجات، فكانت الدولة في الإسلام دولة رعاية وحماية لا دولة قمع وجباية، ولكن هذا النظام البعثي الكافر قد تجاوز حدود الظلم إلى أكبر من ذلك، فنظامه القمعي نظام كفر وتقتيل، نظام خيانة وعمالة، يقوم على حماية كيان يهود والسهر لتأمين حدودهم وأنتم أدرى بذلك، وما العصابات الأمنية الإجرامية وأفراد الشبيحة إلا سيف مسلط على رقابكم حتى ينكصوكم على أعقابكم، فأنتم والله لم تخلقوا لمثل هذا، ولقد أشغلكم النظام بما تكفل الله لكم به وضمنه لكم الإسلام ضمن نظام دولته، فأنتم وبقية المسلمين حماة هذا الدين والداعون إليه لتحملوه رسالة إلى العالمين، فتكون لكم الصدارة بين الأمم، وتعود لكم الريادة في قيادة هذا العالم نحو حياة آمنة مطمئنة.
يا أهلنا في سوريا الحبيبة:
لقد ألفتم كذب ودجل وسائل إعلام هذا النظام الأشر، ولكنكم فوجئتم كما تفاجأ معكم كثير من المسلمين في بقية أنحاء العالم وأدركتم كما أدركوا أن هناك مؤامرة حقيقية تحاك ضدكم وثورتكم النيرة، لقد لمستم لمس اليد تآمر وسائل الإعلام العربية والعالمية عليكم مع هذا النظام السفاح، لقد أدركتم بفطرتكم السليمة ارتباط وعمالة هذا النظام الفاشي مع دول الكفر العالمية وحمايته لحدود كيان يهود، فعندما يتعلق الأمر بأمن (إسرائيل) فإن هامش الخلاف بين أميركا وأوروبا يضيق حفاظاً على أمن يهود وعلى المصالح المشتركة بينهم، وقد علموا بأنكم أهل الشام لازلتم على فطرتكم السليمة لم تلوثكم أفكارهم الكفرية الخبيثة، فأنتم أهل الخير والصلاح، أنتم أهل تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم من ربكم.
إن كانت بعض الثورات في بعض البلدان الإسلامية قد دعمتها وسائل إعلام عربية وغربية، وكان لهم شيء من يد في سقوط أنظمتهم، فنحن في أرض الشام لا نعول ولا نعتمد إلا على الله الذي بيده النصر والتمكين، لا نعتمد إلا على الله مالك الملك قاهر الجبابرة الذي بيده مقاليد كل شيء، قال تعالى:( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران].
لقد لمستم يا أهل الشام ورأيتم تآمر المجتمع الدولي عليكم وسط غطاء سياسي لحماية هذا النظام وما يقوم به ضدكم وصمت عربي مطبق لا يعفيه من المسؤولية أمام الله عنكم، فأنتم جزء لا يتجزأ من هذه الأمة الكريمة وما يحيق بكم يا أهل الشام يحيق بكل مسلم على وجه الأرض، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، فافهموا عن ربكم رحمكم الله.
يا أهلنا في سورية الإباء:
إن ما طالبتم به من حقوق مشروعة تمت مقابلته بيد من حديد، فالقتل والاعتقال هما اللغة الوحيدة التي يجيدها هذا النظام البائد، فلا تجعلوا سقف مطالبكم دون إحقاق نصر الله لكم، فتحكيم شرع الله وإحقاق العدل في الأرض هو المطلب الأساسي لكم، ولا تنازل عنه أبداً والله ناصركم وهو مولاكم ولا مولى لهم, الله وحده قادر على أن يقصم ظهر هذا الظالم وأمثاله لا الغرب وأذنابه, الله وحده هو المعول عليه أولاً وأخيراً ولن يتركم أعمالكم، فلا تقبلوا بإصلاحات بالية و وعود كاذبة أو حلول جزئية هنا وهناك وقد خبرتم عدم صدق وعود هذا النظام العفن الفاقد للشرعية، فهو لا يقدر على الإصلاح أبداً لأنه قائم على الكفر والفساد، فمثله كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
يا أهلنا في كل سوريا:
لا يُعفيكم من هذا المطلب الشرعي، تحكيم شرع الله، خوفكم من مجتمع دولي متآمر عليكم بداية، وتجاهل إعلامي لما يحيق بكم ثانياً، وصمت عربي متخاذل عن نصرتكم ثالثاً، فأنتم أنتم أحفاد ابن الوليد وربعي بن عامر وعمرو بن العاص، أحفاد بني أمية والعباس، أعلنوها لله عز وجل، وليكن شعاركم بعد اليوم (خلافة على منهاج النبوة) ولتكن لكم مكرمة لم يسبقكم إليها أحد من العالمين بتحقيق وعد ربكم وبشرى نبيكم على أيديكم وأنتم أهل لها بإذن الله، فيا أهل سوريا، كونوا أهل هذه الآية: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون) َ[النور]. وأهل هذا الحديث: «تكَُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ أنَْ تكَُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذَِا شَاءَ أنَْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تكَُونُ خ فَالَِةٌ عَلىَ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ أنَْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إذَِا شَاءَ أنَْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاء أنَْ يكَُونَ، ثُمَّ يرَْفَعُهَا إذِاَ شَاء أنَْ يرَْفَعهََا، ثُمَّ تكَُونُ مُلكْاً جَيِْربةًَّ، فَتكَُونُ مَا شَاء أنَْ تكَُونَ، ثُمَّ يرَْفَعُهَا إذِاَ شَاءَ َأنْ يرَْفَعَهَا، ثُمَّ تكَُونُ خلافَةً عَلىَ مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ» (رواه أحمد).
أيها الضباط والجنود ألأحرار في الجيش السوري ألأبي:
أنتم أهل القوة والمنعة، وأنتم أصحاب كلمة الفصل في هذا الموقف، وأنتم الذين يخشاكم النظام ويخشى كلمتكم الحق؛ لذلك عمل على تحييدكم وإضعافكم وإذلالكم بل وحتى إفقاركم، حتى بات معظم ضباط الجيش السوري من الفئات الفقيرة في البلد، ورضي لكم ما أنتم به أعلم.
يا كل أهلنا في الجيش، أولا تشتاقون لتنشق نسائم الحرية تهب عليكم معبقة بريح ياسمين بلاد الشام الأبية؟ أولا تشتاقون لعزة وكرامة حرمكم إياها هذا النظام العفن؟ أولا تشتاقون أن تكونوا في مكانكم الصحيح على أرض هذه البلاد الطيبة؟ أولا تشتاقون لإحدى الحسنيين نصر من الله وفتح قريب أو شهادة في سبيل الله وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين؟ أولا ترون كيف أن هذا النظام الغادر يعبث بأمنكم وأمانكم حتى وصل به الأمر أن تطالكم أيدي أجهزته الغدرية فتقتل منكم من تقتل حتى تحرضكم على أهلكم وتزرع بينكم العداوة و البغضاء، وهم يريدون بذلك شق صفوفكم وإيغال صدوركم على أهلكم وزجكم في المعمعة لتذبحوا أهلكم وتكونوا شركاء معهم في هذه الجريمة البشعة المستجلبة لغضب الله عليهم لعنهم الله أنى يؤفكون؟ ولتعلموا يا أهلنا في الجيش أنهم يستخدمون لباسكم لعناصرهم الأمنية لعلمهم المسبق بما تحظونه من احترام وتقدير لدى كافة أبناء الشعب السوري… لتطالهم أيدي الغدر باسمكم ويوغلوا صدور أبنائكم عليكم، ولقد كشف الله ألعوبتهم القذرة وبات الجيش والناس على علم وإدراك تام لهذه المسرحية القذرة.
يا ضباط الجيش السوري نحن نعلم وندرك تمام الإدراك بأن ما يحصل اليوم من قتل وتنكيل بحق أهلكم أبناء سورية الحبيبة ليفيض في قلوبكم غضباً وألماً، فهو لا يرضيكم و لا يرضي الجنود البواسل، وإنكم تتحرقون لنصرتهم ورفع الظلم عنهم، فأنتم تعلمون علم اليقين كذب ودجل إعلام هذا النظام البائد، وتعلمون أن أكاذيبه وألاعيبه قد أصبحت بالية مثله ولا تنطلي على أحد.
فما يحصل اليوم من مجازر ترتكبها الأجهزة الأمنية وعصابات النظام بحق المدنيين والعسكريين الشرفاء لا ترضي رب الأرض والسماء فاستنقذوا أنفسكم من غضب الله قال تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال]. إنكم ترون ما يحصل اليوم من مجازر بحق أبنائكم وإخوانكم، فما أنتم إلا منا وما نحن إلا منكم، ونحن نعلم أنه لا يرضيكم ما حصل ويحصل، وأنكم تتوقون لنصرة إخوانكم ورفع الظلم عنكم وعنهم.
يا ضباط الجيش السوري أيسبقكم أبناؤكم من جنود وصف ضباط إلى خيري الدنيا والآخرة وأنتم بيدكم القرار فلم لا تكونون جميعاً بحق أحفاد ابن الوليد وصلاح الدين قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم) ِ[الحديد]؟
يا أهلنا في الجيش السوري الأبي:
إننا لننتظر كلمتكم اليوم اليوم وليس غداً، كلمتكم الأولى والأخيرة، وهي التي ستفصل بإذن الله بين الحق والباطل، فتعلنوها صراحة مدوية وعالية: إننا لن نسكت على الظلم أبداً، ولن نقف بعد اليوم مكتوفي الأيدي تجاه المجازر التي يرتكبها النظام بحق أهلنا في كل يوم, لن نسمح لأي أجهزة أمنية أو استخباراتية باستباحة دماء وأعراض أهلنا في سورية الحبيبة، فدماؤهم دماؤنا وأعراضهم أعراضنا، ولتكن كلمتكم نصرة للحق لأن الله ناصركم ومؤيدكم وهو الذي سيمدكم بمدد من عنده، فأعلنوها لله وحده أنكم لن تسمحوا بعد اليوم أن تحكُم سوريا بغير ما أنزل الله وأروا ربكم من أنفسكم خيراً، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران].
أيها الشعب السوري ألأبي:
إن هذا النظام زائل بإذن الله، وها هو قد بدأ يضعف و يتهاوى أمام صبركم وثباتكم وصلابة إرادتكم، وهو الآن يفقد السيطرة على بعض أجهزته الأمنية والعسكرية بل حتى السياسية , فعصيان وهروب لبعض الجنود هناك، واستقالات لبعض النواب، وامتناع من بعض الشرفاء من أجهزة الأمن عن إطلاق النار باتجاه صدور إخوانهم العارية… فما هي إلا أيام معدودة وسترون الجيش بإذن الله قد أعلن تأييده وانضمامه إليكم ووقوفه إلى جانبكم ليطيح بهذا النظام الكافر، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، قال جل من قائل: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [محمد].
2011-05-05