العدد 291 -

العدد 291 – السنة الخامسة والعشرون، ربيع الآخر 1432 هـ، الموافق آذار 2011م

العلاقة بين أحداث 11 سبتمبر وميدان التحرير!

العلاقة بين أحداث 11 سبتمبر وميدان التحرير!

 

كتب روجر كوهين صاحب العمود المعروف بالنيويورك تايمز مقالاً لافتاً عقب سقوط طاغية مصر حسني مبارك ذكر فيه مجموعة من الأمور التي تعبر عما يدور في ذهن المتابعين لشؤون الشرق الأوسط في أميركا، والتي يساعد سردها على فهم الموقف الأميركي حيال ما يجري في منطقة الشرق الأوسط حالياً. ونلخص هنا أبرز ما ذكره الكاتب من نقاط.

  1. إن الترياق الأكثر فعالية لمعالجة ما وقع في 11/9 هو ما حدث في 11/2، اليوم الذي اعترف فيه حسني مبارك بأن الأمر قد انتهى، فتنحى بعد 30 عاماً من الحكم الشمولي.

  2. لقد جربنا غزو أراضي المسلمين، وجربنا فرض نظم جديدة للحكم عليهم، وجربنا حروباً على الإرهاب، وجربنا إنفاق المليارات من الدولارات، ولكن لم نجرب التعامل مع ما تعفن داخل العالم العربي بتقديم العون لحركة تغيير محلية تشق طريقها من القاع إلى القمة من أجل تحويل دولة «بوليسية» تحصل على دعم من الولايات المتحدة إلى دولة ديمقراطية مستقرة.

  3. تعد هذه فرصة مهمة تطرحها أمامنا مصر في الوقت الحالي، فقد نمت الراديكالية الإسلامية بسبب المعايير الأميركية المزدوجة التي ظهرت في دعم قوي للنظم الشبيهة بنظام مبارك. وقد نمت الراديكالية بسبب قمع وحشي كان يفترض أنه ضروري لوقف الجهاديين، واستفادت من تحويل عشرات الملايين من المواطنين العرب إلى مجرد أشخاص تابعين، سلبت منهم الكرامة، يبحثون عن شيء ذي معنى داخل حركات مستبدة تنتهج العنف.

  4. إذا كان المصريون الغربيون والإخوان المسلمون قادرين على التعايش في الجمهورية الثانية الناشئة داخل مصر، وإذا كان شعب عربي تعرض للقمع لفترة طويلة في مقدوره أن يظهر أنه لاعب في التاريخ وليس مجرد بيدق عاجز، ستقل احتمالية ظهور شخص مثل محمد عطا في شوارع القاهرة.

  5. خلال 18 يوماً أسرت اهتمام الجميع، أصبحت مصر مفتاحاً لحل أحجية 11/9 التي لم يتم حلها، تلك الأحجية التي تعهد الرئيس أوباما بأن يتعامل معها من خلال بناء الجسور مع العالم الإسلامي، قبل أن تشتته أفغانستان.

  6. إذا ما تعاملنا مع مصر بالصورة الصحيحة، ربما يكون ذلك الدواء المثالي للتخلص من الراديكالية.

  7. نتوقع الأسوأ داخل الشرق الأوسط.. ولكن بعد النظر إلى الإنجاز المدني الاستثنائي داخل مصر في تكوين الائتلاف الذي أطاح بمبارك، وبعد مشاهدة ميدان التحرير يتحول إلى مركز تعاون، وبعد مشاهدة حرفية الجيش المصري، أعتقد أن الدولة فيها ما تحتاج إليه لبناء مجتمع نيابي مناسب، يكذب الأفكار النمطية المرتبطة بـالشارع العربي.

  8. ما يريده هؤلاء المحتجون هو دولة قانون وحقوق. ولهذا فإن حل أحجية 11 سبتمبر يجب أن يمر عبر 11 فبراير لا عبر بغداد أو كابل، أي عبر «ميدان التحرير».

الوعي: يلاحظ أن الكاتب تسيطر عليه كأسياده فكرة الاستعمار، وإذا كانت أحداث 11/9 و11/2 قد فاجأته، فسيفاجئه أكثر القادم الحقيقي، ألا وهو التغيير الإسلامي الجذري إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *