العدد 232 -

الـوعــي ــ العدد 232 ــ السـنة العشرون ــ جمادى الأولى 1427هــ ــ حزيران 2006م

يداك شيطانان

يداك شيطانان

قصيدة لشاعر يقبع خلف قضبان السجون

بيديكَ سيفُ القهرِ والطغيانِ
ويداكَ يا عِرْبيدُ شيطانانِ
بيديكَ أحرقتَ الورودَ جميعَها
أيدانِ؟! أمْ نبتانِ مِنْ حقدٍ ومنْ
فيداكَ شَيْنٌ للحياةِ بأسرِها
تـُـعلي فَراعيناً وتـَـخْفِضُ مسلماً
بيديكَ بضعُ أصابعٍ مخمورةٍ
كفٌ لأمريكا ذليلٌ أسودٌ
رَفَعَتْ نواقيسَ النصارى وانحنتْ
ولديكَ كفُّ العزِّ أحمرُ باطشٌ
بل في العراقِ وفي الجزيرةِ كلِّها
بيديكَ جاسوسَ اليهودِ تركتَهُ
بيديكَ تعتقلُ الألوفَ ولا تـَـنيَ
أو ما كفى أَيْدِيكَ سَفْكُ دمائِنا
قامتْ تـُـجَرِّدُ نسْوَةً من طُهْرِها
حَاكَت بأندية الروتاري غَزْلَها
ليستْ كمثلِك في الضلالِ أجيرةً
هلا اعتبرتَ بـِـذِكْــرِ موتِــكَ قبلَـــما

وسَحَقْتَ في كَفَّيكَ خيرَ مَعَانِ
غلٍ ومنْ إثمٍ ومن كفرانِ
بنباتِها وبإنْسِها والجانِ
ويداكَ عونٌ للأثيمِ الجاني
ويزيدُها في غِيِّها كَفَّانِ
كيدُ الرقيقِ الخاضعِ الخَصْيَانِ
تـَـرجو لديهم مسحةَ الغُفْرانِ
هوَ للضعافِ بـِـمِصْرَ والسودانِ
إلا اليهودَ، فَثَمَّ كفٌّ حانِ
ودَفَعْتَ بالأخيارِ للسجّانِ
تـُـزْري بهم ويداكَ جَلاّدانِ
فَصَنَعْتَ سِكّيناً بكفِّ سوزانِ
وعَفَافِها في مجلسِ الكفرانِ
لِتَبِيعَهُنَّ بِمَعْزَفٍ وقِيانِ
لكِنَّها سَتَبيعُ بالمَجّانِ
يأتيـــــكَ بين مباهــــجٍ ومَغَـــــــــانِ

يأتيــكَ وَسْــــطَ جُموعِهم    يأتيكَ رَغْمَ دروعِهم    يأتيـــــكَ بعـــدَ ثـــــوانِ

فاذكرْ أبا لهبٍ إمامَكَ إنـَّـهُ
تـَـبَّتْ يَداهُ فَبَاءَ بالخُذْلانِ
واذكرْ يَدَيّ فرعونَ إذ يهوي فما
وَسَليفُكَ المنْعِيُّ قبلَك، خَانَهُ
معهمْ جميعاً سوفَ تـَـشْهَدُ جَلْسَةً
ويداكَ أوَّلُ شَاهِدٍ بجَرائمٍ
وبما جَنَتْهُ يداكَ تـُـمْسِي عِبْرَةً
سُــــــبْحانَ مَنْ أَمَـرَ الأَنَـــامَ بِقَطْعِهــا
مُدَّتْ لهُ في اليمِّ ثمَّ يَدَانِ
مِنْهُ اليَدَانِ فما بَكَتْ عَيْنانِ
في ساحةٍ للقاهِرِ الدّيّانِ
يَنْدَى لَهَا مِنْ إفكِها الحَدَثانِ
وبما جَنَتْهُ يداكَ سوفَ تـُـعَاني
كي لا تـَـعِيثَ الشَــــــرَّ في البُلْدَانِ .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *