العدد 233 -

الـوعــي ــ العدد 233 ــ السـنة العشرون ــ جمادى الآخرة 1427هــ ــ تموز 2006م

فتى المجـد

فتى المجـد

د. أيمن أحمد رؤوف القادري

مهداة إلى الشهيد سامي سليم حمد (16 عاماً)، من قرية جنين بطل العملية الاستشهادية في تل أبيب 17/4/2006

فتى المجدِ، ها أنتَ نورُ الصباحِ
نسجتَ بأزكى دمٍ، حلّةً
وأقسمتَ: «لا أرتوي من ندىً
«فلي ظمأٌ، لا شفاءَ لهُ
أيا ربُّ، ها عبدُكَ المجتبى
أتاك، الشهادةُ في قلبِهِ
فلا تخذلنَّ الفتى، إنّـه
 

هنا واحةُ العصْرِ، فلتشربوا
فصحراؤُنا صاغَها قادةٌ
أباحوا الفضاءَ، أباحوا الثرى
وقالوا: اعترفْ باليهودِ، اعترفْ
ودعْ خنجرَ الثأْرِ، وارضَ الردى
عدوُّكَ مُلْتَمَسٌ عذرُهُ

 

ألا فجِّرِ الغضبَ المُشتهى
فقافلةُ النصرِ ماضيةٌ
وكأسُ المرارةِ، فلْيرتفعْ

 

ألا دمِّرِ الحُلُمَ المُدَّعى
فعاصفةُ الحقِّ قادمةٌ
وشوكُ الهزيمةِ، فلْيخترقْ

 

ألا فانبشِ العِزَّ من قبْرِهِ
فإنّ الجهادَ سبيلُ العُلى
ووهْمُ التفاوُضِ، فليُقْتَلَعْ

 

فِلَسْطينُ، هذا شعاعُ الضُّحى
فقولي لكلِّ حقيرٍ: «أفِقْ
مِنَ الحُرِّ، من صولةِ الفتى
فيا أمّةَ الحقِّ، هيّا انهضي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

وفي مقلتيكَ وميضُ الكفاحِ
تهادى بها النّصرُ بينَ الأقاحي
ولا أُثلجَنْ، رغمَ ماءٍ قراحِ»
سوى كوثرٍ، في جنانٍ فِساحِ1»
أتاكَ، وفي القلبِ أبهى انشراحِ
وفي الجسدِ الحُرِّ، رمزُ النجاحِ
تضمَّخَ للملتقى… بالجراحِ
 

هنا فاستظلُّوا بغيرِ نُواحِ
رأوا خِرَقَ الذلِّ خيرَ وشاحِ!
لأحفادِ صهيونَ، في كلِّ ساحِ
فـ«إرهابُ» مثلِكَ غيرُ مباحِ
بدبّابةِ القهْرِ، لا بالرماحِ
وأنتَ «حقيرٌ»، فكُنْ في الأضاحي!

 

وحطِّمْ عروشَ هُواةِ النُّـباحِ
على جثثٍ جُندِلَتْ في البِطاحِ
إلى فمِ صهيونَ، وسْطَ الصياحِ

 

وضعضِعْ كِيانَ عدوٍّ صراحِ
ولا مُتَّقًى من نـَـكَالِ الرياحِ
عِظامَ الطغاةِ، بأنكى اجتياحِ

 

وأرجِعْ نشيداً علِيَّ الصُّداحِ
ولا أُفْقَ للنَّسْرِ دونَ جناحِ
لتبقى الحقيقةُ ذاتَ اتّـضاحِ

 

على دربِ طهَ، ونهجِ «صلاحِ»
وإلاّ تُدسْ تحتَ زحفِ الأُحاحِ2
تضِجُّ مشاعِرُ أهْلِ الفلاحِ
لكسْرِ القيودِ، وفكِّ السّراحِ

 

 

1- الفِساح: جمع فسيح. 2- الأحاح: الغيظ

 

 

مع التحرير قم نبني نظاماً

 

جـاءت لـ«الوعـي» من الأخ ناجـي عـبد الله قاســــم قصـــــيدة بعـنــــوان (مع التحـرير قم نبني نظاماً)، وهي غير منتظمة حسب أصول الشعر ولغته، وإن كان معناها جيداً، وقد لاحظنا أمنية الأخ صاحب الأبيات لنشرها؛ لذلك عدَّلنا ما يمكن تعديله فكانت هذه الأبيات ننشرها تحقيقاً لأمنيته:

مع التحريرِ قُمْ نـَـبْنِي نِظاماً
وقُلْ لبيّكَ يا تحريرُ سَمْعاً
ووَحِّدْ صفَّ أمَّتنا سَريعاً
ودَاوِ الجرْحَ بالإسلامِ يَعلُو
وأَخْتِمُ بالصَّلاةِ على نـَـبِـيْـنَـا

 

 

يُشِعُّ النورَ لا يُبقِي ظَلاما
فَسِرْ بالرَّكْبِ كُنْ لهُمُ إِماما
فَقَدْ مُزِقَتْ ويَكفِيها انـْـقِسَـاما
برايَتِهِ تُرفْرِفُ في حِمَانَا
ونِعمَ المسكُ إنْ يكنِ الخِتَامَا

 

و«الوعـي» تنصح الشاعر ناجي أن يزداد من علم العربية وأوزان الشعر إن كان يحب هذا الفن من القول، ولا يكفي أن تكون المعاني جيدة ليكون القول شعراً، فإن ما أرسله له معنى جيد ولكنه بعيد عن نظم الشعر الذي يناسب هذه المجلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *