العدد 233 -

الـوعــي ــ العدد 233 ــ السـنة العشرون ــ جمادى الآخرة 1427هــ ــ تموز 2006م

الحرية لـ«حزب التحرير»

الحرية لـ«حزب التحرير»

 

نشرت صحيفة ألوان السودانية في عددها الصادر في 24/5/2006م تعليقاً على اعتقال الناطق الرسمي لحزب التحرير في السودان الأخ إبراهيم عثمان (أبو خليل) وقد جاء في المقال الذي نشر تحت عنوان: (الحرية لحزب التحرير!) بقلم عبد الماجد عبد الحميد:

l أدخل حزب التحرير -ولاية السودان- القوى الإسلامية والتيارات السياسية، وفي مقدمتها الحزب الحاكم، في زاوية ضيقة وحرج بالغ وهو يضخ بياناته وأفكاره في الشأن الوطني والإسلامي بصورة يومية وراتبة تكشف عن متابعة دقيقة وراصدة لمجريات الأحداث، وملاحقة ومصابرة تعكس همةً ونشاطاً لا يتوفر للقوى التي أشرنا إليها، رغم ما يتوفر لها من إمكانات ومقدرات تفوق ما يملكه حزب التحرير عشرات المرات… لكنها إرادة وقناعة والتزام شباب الحزب وشيوخه بقضايا الأمة… إنه لا يسعنا إلا أن نحترمهم ونقدر سعيهم… ونوكل نواياهم إلى الله عز وجل… سائلين إياه أن يجزيهم خيراً عن أمتهم.

l قلت إن التحرير قد أدخل الأحزاب في حرج بالغ وهو يسبقها برأيه إلى أجهزة الإعلام محلياً وعالمياً… وأحدث إزعاجاً للأجهزة الأمنية وصداعاً مستمراً في الآونة الأخيرة، كان من إفرازاته حملة الاستدعاء المنظمة لكوادر الحزب إلى مباني الإدارة السياسية بقصد التخويف أو الاحتواء، كما جرى ويجري مع جماعات إسلامية ويسارية صمتت أخيراً بعد أن كان صوتها عالياً وصاخباً!!

l ما يجب أن تدركه وتعلمه قيادات وقواعد حزب التحرير بالسودان أنها ستبقى مطاردة ومحاصرة وعرضة للاعتقال والضرب والتشريد، في ظل دولة وحكومة تتقاطع فيها المصالح وتتكاثف فيها وعليها الضغوط من كل ناحية… حزب التحرير بما يطرحه الآن من معارضة صارخة وحارقة لجملة التنازلات التي تمت وتتم في مسارات التفاوض واتفاقيات السلام في كل من نيفاشا وأبوجا… سيكون محل نظر وتدقيق من قوى محلية وإقليمية لا يسرها ما يقول به هذا الحزب، والذي يحتل موقعه في مقدمة القائمة السوداء المتهمة بدعم وموالاة عناصر الإرهاب العالمي كما تقول أميركا وصويحباتها!!.. وعليه يجب أن ينتبه شباب الحزب وشيوخه لعاصفة المؤامرة العالمية، وأن يتخذوا من التدابير والاحتياطات ما يقيهم شر الحاسدين والغاضبين… لا أطلب منهم التنازل عن مواقفهم وأطروحاتهم… لكن عليهم بالحيطة والحذر واللبيب بالإشارة يفهم.

l ما دعاني لهذا خبر اعتقال الأخ الأستاذ إبراهيم عثمان “أبو خليل” الناطق الرسمي لحزب التحرير، وإحالته إلى نيابة أمن الدولة تحت المواد (51) إثارة الحرب ضد الدولة، والمادة (63) الدعوة لمعارضة السلطة بالعنف أو القوة الجنائية، والمادة (64) إثارة الكراهية ضد الطوائف أو بينها، والمادة (66) نشر الأخبار الكاذبة، والمادة (69) الإخلال بالسلام العام… ما يدهش حقاً في هذا الاعتقال ومواد التهم الموجهة للأخ أبو خليل هو أن الحزب ظل يعمل بذات الطريقة و«النفس» منذ أربع سنوات، وتذهب منشوراته وأفكاره إلى مكاتب الأجهزة والسلطات المختصة، فهل اكتشف هؤلاء فجأة أن حزب التحرير الذي يُقاوم بالكلمة والبيان السياسي أنه يدعو لمعارضة السلطة بالعنف أو القوة الجنائية؟!

l على السلطات أن تطلق سراح الأخ أبو خليل فوراً، أو تقدمه لمحاكمة عاجلة وعادلة؛ لأن الطريق الثالث هو استمرار اعتقاله وحبسه كما هي الحال مع كثيرين غيره يعتقلون ويحبسون لتقديرات خاصة بالأجهزة الأمنية، حتى لو أدى ذلك إلى تجاوز القانون والدستور الذي يقول البعض عملياً إنه لا يساوي ثمن الحبر الذي كُتبت به وثيقته في نيفاشا!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *