العدد 354-355 -

رجب وشعبان 1437هـ – نيسان / أيار 2016م

الملحمة الشامية

الملحمة الشامية

مصعب الحاج

وَالفَخْرُ  يَرْوِي لَنَا عَنْ آيِهَا العَجَبَا

شَامَاً لِيُفْنُوا بَنِي الإِسْلَامِ وَالعَرَبَا

وَالشَّرُّ لَمْ يُثْنِهَا بَلْ زَالَ مَنْ كَذَبَا

وَالكُفْرُ مِن فِعْلِهِم قَدْ مَادَ وَاضْطَرَبَا

عَنْ طُولِ دَمْعٍ مَتَى تَسْتَوْقِفُ الصَّبَبَا

والعُودُ مِنهَا هَزِيلٌ  أَثْمَرَ الحَطَبَا

وَاحْذَرْ تَجَبُّرَهُ إِنْ بَالَغَ الصَّخَبَا

وَالحِبْرُ قَانٍ بِلَوْنِ الجَّرْحِ إِذْ كَتَبَا

أَبْنَاءِ دِينٍ يَغُذُّ السَّيْرَ إِنْ غَضِبَا

صَارَتْ وَحَقٌّ عَمُودَ الدِّينِ وَ الطُّنُبَا

سِرْبُ المَلَائِكِ تَدْنُو نَحْوَهَا الخَبَبَا

وَلَا زَمَانٌ لِمَكرٍ سَادَ أَوْ غَلَبَا

وَعْداً عَلَيْهَا فَمَنْ يَبْغِي بِهَا عَطِبَا

دَلَّالُ مَوْتٍ عَنِ الأَعْدَاءِ مَا رَغِبَا

جُنْدُ الخِلَافَةِ صَالَتْ تَرْتَجِي الطَّلَبَا

فَوْقَ النَّوَاصِي صَفِيحٌ يُنْكِسُ النُّصُبَا

أَعْيَا الفِرِنْجَ وَفَرَّتْ تُؤْثِرُ الهَرَبَا

يَأْتِيهِ فَذٌّ عَبُوسٌ يَعْقِدُ الشَّنَبَا

مُذْ غَيَّبُوا حَانِيَاً أُمَّاً لَنَا وَأَبَاً

وَاسْتُبدِلَتْ بِالأُنُوفِ الشُّمِّ ذَا الذَّنَبَا

مِنْهَا نُفُوسٌ كُسِينَ الحِلْيَةَ الذَّهَبَا

فَالعَلْقَمِيُّ لَهُمْ جَدٌّ إِذَا انْتَسَبَا

ذَرْعُ الفَضِيلَةِ بَشَّاراً وَمَا رَحُبَا

أَلوَتْ رِيَاحٌ بِهَا حَتَّى الرَّمَادُ هَبَا

قَلَّدْتُ فِتْيانَهَا الأَنْوَاطَ والرُّتَبَا

وَالمَجْدُ أَنْتُم لَهُ لَسْتُم كَمَنْ لَعِبَا

وَقَيلَ طُوبَى لِمَنْ حَوْرَاءَهَا خَطَبَا

وَفِي حَمَاةِ الفِدَى ثَارُوا كَرِيحِ صَبَا

شَهْبَاءُ شَأْنَ ابْنِ حَمْدَانٍ إِذَا رَكِبَا

صَبْرٌ وَعَزْمٌ إِذَا مَا عُسْرُهَا اغْتَرَبَا

أَنْ يَسْتَعِيدُوا زَمَاناً طَاوَلَ الشُّهُبَا

إِلَّا سَبِيلٌ لَهُ الرَّحمَنُ قَدْ نَدَبَا

إِسْفِينُ نَعشِكُمُ إِنْ دُقَّ مَا احْتَدَبَا

وَمَا يُفِيدُ لَدَى الأَهْوَالِ مَا جَلَبَا

أمَّلْتُهُمْ طُهُراً أَلْفَيْتَهُمْ جُنُباً

وَالله مُرْجِعُ أَمْرِ النَّاسِ إنْ طُلِبَا

مَالٌ وَمَكرٌ يَزِيدُ النَّارَ قَدْ سُكِبَا

جَافَى صِرَاطاً لِآلِ البَيْتِ مَنْ نَكَبَا

جُوعٌ حِصَارٌ فَذَاكَ يَصْنَعُ النُّجُبَا

إِلَّا ذَرَاهُ نُهَى الأَلْبَابِ مَا رَضَبَا

أَخْفَى الفِعَال وَظَنَّ السُّوءَ قَدْ حُجِبَا

كَالحُوتِ أَفْنَاهُ ضَبُّ اليَمِّ إذْ نَضَبَا

يُدْنِي المَصَالِحَ دُونَ الغَرْبِ وَالحَرَبَا

عَرْشٌ ذَلِيلٌ وشَرُّ الأَمْرِ مَا وَرِبَا

حَسْبُ التَّمَاهِي يُضِيعُ الحَبْلَ وَالسَّبَبَا

خَلْفَ الجَّيَائِلِ مَفْتُوناً بِمَا وُهِبَا

مَا لَمْ تُقِمْهُ وُجُوهُ  الحِّلِّ فَانْتَصَبَا

إِنْ لَمْ يَقُدْهُ بَصِيرٌ حَادَ وَانْجَذَبَا

تُرْمَى الدُّهُورُ وَضَاعَ الحَقُّ مَا شَعَبَا

وَاحْذَرْ مَوَالَاةَ بَعْدَ العَدْلِ مَنْ رَغِبَا

عَقْدٌ لِذِي الطَّاعِ دُونَ الغَيِّ قَدْ وَجَبَا

تَارِيخُهُمْ إِثْرَهَا لَا يَعْرِفُ الوَصَبَا

وَالآخِذُونَ زِمَامَ الحَقِّ لَا رِيَبَاً

وَالوَاثِقُينَ بِنَصْرِ اللَّهِ مَا احْتَجَبَا

قُومُوا لِبَيْعَتِهِ يَا سَعْدَ مَنْ نَقُبَا

رَاياتُ نَصْرٍ كَسَتْ عِقْبَانَهَا القَصَبَا

إِنْ غَارَ مِصْبَاحُهَا فَالصُّبْحُ قَدْ وَكَبَا

أَعْيَتْ مَلَاحِمُهَا مَأْثُورَ مَنْ كَتَبَا

كَيْفَ  اسْتَبَاحَ البُغَاةُ الخَوْفَ يَقْتُلُهُم

قَدْ سَاءَهُم كَيْفَ قَدْ دَانَ الزَّمَانُ لَهَا

فِي الشَّامِ قَوْمٌ سَعَوْا لِلدِّينِ أَيْقَظَهُم

يِبْكِي الخَرِيرٍ فَسَلْ  بَرْدِيَّ غُوطَتِهَا

وَالكَرْمُ قَدْ أُثْقِلَتْ أَشْجَارُهَا كَمَداً

وَاسْمَعْ عُبَاباً لِذِي أَمْوَاجِ سَاحِلِهَا

يَا كَاتِبَ المَتْنِ جَلَّ الخَطْبُ تُنْبِؤُهُمْ

عَلَّ انْهِرَاقَ الدِّمَا يَا لَيْتَ تُنْهِضُ مِنْ

مِنْ يَومِ لَبَّتْ شَآمٌ أَمْرَ خَالِقِهَا

تُؤْوِي سَمَاهَا حِيَاضَ القَوْمِ يَحْرُسُهَا

فَلَا حِمَاهَا غَدَاةَ النَّقْعِ مُنْخَفِرٌ

كَمْ مِنْ عُرُوشٍ فَنَتْ وَالظُّلْمُ مُهْلِكُهَا

يَلْقَى الدِّمَشقِيَّ والأَسْيَافُ تَرْهَبُهُ

سَرَتْ جُيُوشٌ لَهَا مِنْ أَرْضِ بِعْثَتِهَا

يَا يَوْمَ يَرْمُوكَ والصُّلبَانُ يكْسِرُهَا

وذَا صَلَاحُ الَّذِي بِالأَمْسِ طَهَّرَهَا

وَالشَّامُ حُبْلَى مَتَى يَغْتَرُّ جَائِسُهَا

وَهَلْ أَقَلَّتْ بَنِي العِلْمَانِ عَثْرَتَنَا

بَلْ لَازَمُوا البَغْيَ وَالْعُدْوَانُ مَذْهَبْهُم

سَامَ العِبَادَ أَوَارَ النَّارِ فَانْصَقَلَتْ

وَاستَمرَأَ الذُّلَ والجُولَانُ ضَاعَ بِهِم

وَاسْتَكْمَلَ العَهْدَ مَأْفُونٌ فَضَاقَ بَهِ

لَكِنَّ نَاراً بِأَرْضِي آنَ  مَخْمَدُهَا

يَا لَيْتَ شِعرِي مَتَى حَوْرَانُ تُطْلِقُهَا

تَسْتَنْهِضُ الرَّبْعَ أَنْ قُومُوا لِعِزِّكُمُ

فَادَّافَعُوا يَطْلُبُونَ المَوْتَ مَا وَسِعُوا

حِمْصٌ وَإدْلِبُ وَالفَيْحَا وَغُوطَتُهَا

وَلَم تُطِلْ عَنْ وِصَالِ الرَّحمِ أُخْتُهُمُ

تَقْوَىً وَوَعْيٌ كَذَا عُنْوانُ ثَوْرَتِنَا

قَدْ أَوْثَقُوا العَهْدَ والأقْدَارُ شَاهِدَةٌ

وَيَقْطَعُوا كُلَّ حَبْلٍ ظَلَّ مُنْعَقِداً

فَاسْتَنفَرَ الكُفْرُ والتَّارِيخُ يُنْذِرُهُم

ثُمَّ اسْتَهَمُّوا وَذَا الأَمْرِيكُ قَائِدُهُم

حُكَّامُ نَجْدَتِنَا تُجَّارُ مِحْنَتِنَا

هُمْ آيَسُوا العَوْدَ والسُّلْطَانُ شَانِؤُهُم

فاسْتَقْسَمُوا الأَمْرَ وَالأَدوَارُ جَاهِزَةٌ

رُوْسٌ وَطَوْقٌ مِنَ الأَذنَابِ جَمَّعَهُم

فَتْكُ البَرَامِيلِ أَو بَرْدٌ يُقَرِّصُنَا

مَا يَزْجِرُونَ غَمَامَاً مِنْ مَكَائِدِهِم

لَمْ تُبْقِ ثَوْرَتُنَا سِتْراً عَلَى أَحَدٍ

أَمَّا الشَّقِيُّ فَمُسْتَعْدٍ لِأُمَّتِهِ

قَدْ ضَلَّ مُخْتَطِفٌ لِلدِّينِ مُخْتَرَقٌ

بِئْسَ الوُصُولُ عُرَى الإِسلَامِ تُنْقُضُهَا

هُمْ دَلَّسُوا الهَدْيَ عَنْ إِدْرَاكِ فِكرَتِهِ

بِئْسَ الرُّكُونُ وِجَارٌ أَنْتَ دَاخِلُهُ

إِسْقَاطُ جَبْرٍ كَذَا مَا شَادَ مُنْهَدِماً

وَالسَّيفُ أَعمَى فَمَنْ يَأْمَنْ لِزَلَّتِهِ

خَلُّوا التَّنَافُسَ أَيْ قَوْمِي فَدُونَكُمُ

مِنْهَاجُ أَحْمَدَ يَهْدِي الخَيْرَ حَيَّهَلَا

سَوْسُ الرَّعِيَّةِ بِالإِسْلَامِ نَعْرِفُهُ

حِزْبُ الخِلَافَةِ حَالَ القَوْلِ تَعْرِفُهُم

القَالِبُونَ مِجَنَّ الكُفْرِ عَنْ بَصَرٍ

وَالنَّاهِلُونَ مَعِينَ الصّدْقِ أَصْدَقَهُ

أَنْعِم أَمِيراً هُوَ المَأمُولُ صَفْقَتُهُ

وَاسْعَوْا إِلَى الرَّأْسِ وَالأَرْكَانُ تَهْدِمُهَا

يَا كَاتِبَ المَتْنِ لَا تَجْزَعْ فَلَيْلَتُهَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *