العدد 354-355 -

رجب وشعبان 1437هـ – نيسان / أيار 2016م

يا أيُّها الضُّباطُ قُومُوا وَانصُرُوا

يا أيُّها الضُّباطُ قُومُوا وَانصُرُوا

أبو خليل عبد الستار حسن

غَيرَ النِّفاقِ مُعَمَّمًا وَمُؤَمَّـرًا

بَعضُ البَصَائِرِ غَفلَةً وَتكبُّـرًا

وَبَدا الصِّراعُ مُؤَجَّجًـا مُتَفجِّـرًا

كَلَّا وَلا وَسَطِيَّـةً أنْ تُـفـتَرَى

حَتَّى يَثُوبَ لِرُشدِهِ مَنْ أنكَرا

مِنْ ضَغطِ واقِعِها فَأنَّى تُشتَرى

نُـوَبٌ تَنُـوبُ لِكَي نُزانَ وَنُـذكَرا

عَدلُ الخِلافَةِ عاشَهُ كُلُّ الـوَرَى

وَالأرضُ مِنْ كَمَدٍ تَبُوحُ بِمَا جَـرَى

فَسَمِعتُ ما يُدمِي الفُـؤادَ تَأثُّــرًا

مَـلأَ السَّمَاءَ وَقد أَهَــلَّ وَكَـبَّرا

وَالوَعـدُ حَـقٌّ لا يُقالُ تَأخَّـرا

رَبُّ العِبادِ أعَــــزَّهُ فَتَأمَّـرا

أَزِفَ اللقاءُ وَلَنْ نَعُودَ القَهـقَرا

فَجرُ الخِلافَةِ مُشرِقًـا قَدْ أسفَرا

وَاللهُ ألبَسَكُمْ وِشَاحًـا أنْـوَرًا

نِعمَ العَـطَاءُ وَجَـلَّ مَنْ قد صَوَّرا

بَلَغَ الثُّـرَيَّـا نَجمُهُ فَاستَبشَـرا

رَوَتِ البِلادَ فَأخصَبَتْ كُلَّ الثَّـرَى

وَأراكَ أذكَى مِنْ إياسَ وَأجدَرا

وَأراكَ أهلًا للخِـلافَةِ وَالـذُّرَى

حَيُّـوا عَـطاءَ اللهِ حَيُّـوا الظَّافِرا

مَنَّ الإلهُ تَـكَـرُّمًا فَليُشـكَرا

فَاقبَلْهُ يا رَبَّ العِبَادِ مُـؤَزَّرا

بالفِلسِ أمثلُهُمْ يُباعُ وَيُشتَرى

يأبَى اليَراعُ لإسمِهِمْ أنْ يَذكُـرَا

عَبـدٌ تَـأمْرَكَ لا يُبِينُ وَلا يُـرَى

مِنْ إسْـتِ خِنزيرٍ بَئيـسٍ مُزدَرَى

وَالنَّاسُ تأكُلُ مِنْ مَجاعَتِها الثَّــرَى

وَالنَّاسُ قد هَجَرَتْ مَضاجِعُها الكَرَى

وَالأرضُ تَندُبُ وَالخَلائِقُ وَالوَرَى

قَد آنَ مَولِدُها فَبَانَ وَأخطَرا

حَتَّى تُـدَكَّ حُصُونُهُمْ وَتُفَجَّـرَا

قُمْ يا هَداكَ اللهُ أذكِ العَسكَـرا

شَمسَ الزَّمانِ وَنَجمَهُ وَالأقمُـرَا

مُلكَ البَسيطَةِ أرضَها وَالأبحُـرا

تاجُ الفَرائِضِ نالَها مَنْ شَـمَّرا

بِكَ أو بِدُونِكَ فَجرُها قد أَسـفَرا

هَلْ يَرتَقِي مَنْ نامَ عَنها سادِرا؟!

مِنْ عِندِ رَبِّ الكَونِ فَاستَبِقُوا الشِّـرا

وَالعِـزُّ مَنهَلُها أَتُترَكُ يا تُرَى؟!

نَهجَ الرَّسُولِ فَتبلُغُوا هَامَ الذُّرَى

أحيُوا الجِهادَ لِكَي نَسُودَ وَنُنصَرا

إنَّ الخَليفَةَ جُنَّـةٌ مَهمَا جَرَى

وَلَهُ التَّبَنِّي، وَالمَقالُ كَمَا يَرَى

نِعْمَ الرِّعايَةُ للمَدائِنِ وَالقُرَى

حَتَّى البَهائِمُ تَرتَجِي خَيرَ القِرَى

مَا خابَ مَنْ صَلَّى وَصَامَ وَكَبَّرا

إنَّ الجِنانَ لِمَنْ تَقَـدَّمَ وَاشتَرى

خَيرِ الخَليقَةِ نُوُرُهُ عَمَّ الوَرَىq

سَقطَ القِنَاعُ عَنِ القِنَاعِ فَهلْ تَرَى

وَرَبَى الخِدَاعُ على الخِدَاعِ فَعُمِّـيَتْ

لكنَّ شَمسَ العارِفينَ تَألَّقتْ

وَالحَقُّ أبلَجُ لا يُطِيقُ مُدَاجِيًـا

أمَّا التَّدرُّجُ فَالشَّريعَةُ خَصْمُهُ

وَكَذا القَواعِدُ إنْ تكُنْ مَهزُومَةً

أمَّا المَصَائِبُ وَالضُّغوطُ فَإنَّها

عَظُمَ المُصَابُ بِهَدمِ أعظَمِ دَولَـةٍ

تَبكِي السَّماءُ لِفَقدِها بِتَـألُّمٍ

والنَّائِحاتُ مِنَ العَـوالِـمِ بُحْـنَ لِـي

لكنَّ صَوتًـا مِنْ فَضَاءٍ واسِعٍ

فَجرُ الخِلافَةِ قادِمٌ فَتَأهَّبُوا

وَبَـدا الخَليفةُ ثابِتًـا مُتَوكِّـلًا

أُمـدُدْ يَمِينَكَ يا عَـطَــاءُ فَإنَّما

هذا زَمانُ العِــزِّ هذا يَومُنا

لَمَعَتْ أَبا ياسـِينَ آياتُ السَّـنا

وَعَلا الهُتافُ بِكُلِّ رُكْنٍ صَالِحٍ

نِعمَ الأميرُ أميرُنا مِنْ حـازِمٍ

فَلأنتَ أكرَمُ مِنْ مَنابِعِ أنهُرٍ

وَلأنتَ أحلَمُ مِنْ تَحَـلُّمِ أحنَفٍ

وَلأنتَ أحكَمُ مِنْ تَحَـكُّمِ أكثَمٍ

هَيَّا شَبابَ الحَقِّ قُولُوا وَاهتِفُوا

هذا عَـطاءُ الخَيرِ هذا مِنحَةٌ

هذا أبُـو ياسِــينَ جادَ بِعُمـرِهِ

أمَّا الطُّغاةُ ففاسِقٌ وَمُكَـفَّرٌ

حُكَّامُنا فَقَدُوا الكَرامَةَ كُلَّها

فَالقُدسُ تَنزِفُ وَالشَّــآمُ يَسُوسُها

وَالكَورَسُ الباقِي أشَـدُّ حَقـارَةً

شَرقٌ وَغَربٌ يَستبيحُ مَلاكَهُمْ

لكنَّهُمْ عَبَدُوا مَتاعًا زائلًا

الظُّلمُ خَيَّمَ وَالسَّماءُ كَئِيبَةٌ

وَالكُلُّ مُنتَظِرٌ قِيامَ خِلافَةٍ

لكِنَّ قَومًا لا يَرَوْنَ قِيامَها

وَعْدٌ وَتكليفٌ وَأمرٌ وَاقِعٌ

فَتَرَى الخَليفَةَ مُمسِكًا بِزِمامِها

حَتَّى كأنَّ اللهَ أورَثَ عَبدَهُ

فَهِيَ الخِلافَةُ لا نُعَــزُّ بِغَيرِها

أدلِجْ أُخَـيَّ فَلا يَفوتُكَ خَيرُها

شارِكْ بِعِـزِّكَ مَوسِمًا مُتَألِّـقًا

أحفادَ سَعدٍ قد أتاكُمْ مَوثِقٌ

فَتِجارَةٌ رِضوانُ رَبِّـكَ تاجُها

يا أيُّها الضُّباطُ قُومُوا وَانصُرُوا

دُكُّوا الحُصُونَ وَلا تُداجُوا ظالِمًا

فَهِيَ الخِلافَةُ للجِهادِ مُقِيمَةٌ

فَبِـهِ نُجاهِدُ إذْ نَصُولُ وَنَتَّقِي

وَهُوَ المَنُوطُ بِكُلِّ ما هُوَ دَولَةٌ

حِفظُ الحُقُوقِ بِظِلِّهِ مُتَحَقِّـقٌ

مَا خابَ مَنْ سَلَكَ الطَّريقَ مُوَحِّـدًا

مَا خابَ عَبدٌ للخِلافَةِ حافِظٌ

ثُمَّ الخِتامُ على الحَبيبِ صَلاتُنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *