العدد 354-355 -

رجب وشعبان 1437هـ – نيسان / أيار 2016م

متى شمسُ الخـلافـة تعتـلينا

بسم الله الرحمن الرحيم

متى  شمسُ  الخـلافـة  تعتـلينا

أبو المعتصم- بيت المقدس

وتَبكيني الكواكبُ والنجومُ

وصمتُ الَّدهرِ في عيني مقيمُ

فرسمُ الساحِ تعياهُ الرسيمُ

ودام الخير سابغُه عميمُ

تسابيحاً يُحاكيها النَّظيمُ

فدارُ العدلِ أَنعمُها تدومُ

وما وسِعَتْهُ في الدُّنيا تُخومُ

فهذا الكَرْبُ مستعِرٌ  جسيمُ

شرارُ الخلق أفَّاكٌ أَثيمُ

ويحكمُنا الأراذلُ والزَّنيمُ

فصفوُ العيشِ منكدِرٌ سمومُ

فجُنْدُ اللهِ يرعاها العظيمُ

له في كل يانعةٍ رسومُ

وفي الأمصار تزدهر العلومُ

كشمسِ ضُحىً إلى فلكٍ تَحومُ

تجوبُ الأرضَ تخشاها الخُصومُ

وغابَ الحارسُ البَرُّ الرحيمُ

وأفئدةً أدمّتها الكلومُ

وذو سَفَهٍ وأفّاكٌ أثيمُ

ويسرقُ كلَّ واردةٍ ظَلومُ

وحلَّ اليأسُ طالِعُه ذميمُ

وشرُّ الناس جانبُه حميمُ

وآلامي مروّعةٌ ضَرومُ

وقلبي تستحرُّ به الهُمومُ

وضاقَ عن اليَفاعِ لهم أديمُ

ودمعُ العينِ سيَّالٌ سَحيمُ

وفوق الماء أجسادٌ تعومُ

ووالدةٌ يحطِّمها الوُجومُ

وصوتُ الموج في صخبٍ مُليمُ

وذو رَمَقٍ تمسَّك لا يريمُ

فيوشِك ثم يكذبه اللئيمُ

وأفواجٌ من البيداء هيمُ

فشرَّدهم فأدناهم صريمُ

وعندَ الصبحِ تشتعِل الهمومُ

ولن تشفي من الموت النجومُ

يذكرنا بهم ذكرٌ حكيمُ

على مكرٍ تخرُّ له الخُرومُ

ونصحو بالمذلةِ  وهي نيمُ

حِمى الإسلام معتصمٌ يقومُ

ويُشرق بيننا فجرٌ وسيمُ

ففينا روحُ أمتنا تدومُ

من الأيام طالعُه عظيمُ

وبالأنوار يزدان الأديمُ

ويرفع راينا ألِقاً يحومُ

يقـود  سفينـة الظـفـر الحكــــيمُq

يشاطرُني ظلامُ اللَّيْلِ حُزني

تعاتبني الشواطئُ والفَيافي

أما وَسِعَتْ هِضابي ساكنيها

بلغنا المجدَ عاليَهُ سِنينا

طيورُ الدَّوح في الأفنانِ تشدو

سباعُ البَرِّ ما باتت جياعاً

فكيف تَضيقُ بالإسلامِ أرضٌ

مُصابٌ لا تُجافيه الليالي

تُزخرفه أيادي البَغيِ فينا

ويعبَث بيننا الأنذالُ مكرًا

لقد شاهتْ بنا النَّعْماءُ وجهاً

ملأْنا الأرضَ مملكةً وعدلًا

وعيشًا وارفَ الخيراتِ رغدًا

بيوتُ العلم بالأعلام نورٌ

ففي (الزيتونةِ) الدُّنيا تباهَتْ

وفي بغدادَ أجنادٌ وخيْلٌ

فضاعَ المجدُ والأوغادُ سادوا

وحل بنا الخرابُ قرىً وبيتًا

يسوقُ الناسَ جلادٌ ووغدٌ

ويهتِكُ كلَّ سابغةٍ رِداها

تنامى الجوعُ في الأقوامِ بؤسًا

جنيبُ الدارِ أصبحَ ذو جنابٍ

لمن أشكو وفي الأحشاءِ نارٌ

وفي العينين يَحمومٌ تلظَّى

تشتَّتَ في البِقاعِ لهم جُموعٌ

وناءَ الركبُ والأنظارُ ترنو

تساقَطَ في العُباب لهم جُموعٌ

تنوحُ صبيّةٌ ويصيحُ طفلٌ

وفوق الماء أجسادٌ تعالتْ

تحطَّم مركبٌ وقضتْ نفوسٌ

يزجُّ به العُبابُ إلى الأعالي

وأزواجٌ من الدأْماءِ غرقى

مهاجرةٌ تعقَّبهم زؤامٌ

ويمحو الفجرُ ظُلمَ الليل ِكَفْرًا

وما من طالعٍ يرقي سقامًا

هو الغرب الذي يعلو ضرارًا

لقد ألقوا بنا طوق المنايا

ننام على المَذلَّةِ نومَ عارٍ

ألا مستعصمٌ بالله يحمي

متى ربَّاه تنقشِعُ الليالي

متى شمسُ الخلافة تعتلينا

فنلبس حلة الأعيادِ نصرًا

ونفتح بالشباب الغرِّ روما

ويقدمنا من الأجناد نسر

ورائدنا العطاء لنا وفخرٌ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *