العدد 353 -

السنة الثلاثون العدد 353 جمادى الثاني 1437هـ ،آذار/نيسان 2016م

ديلي بيست: هذه خطة أوباما (الخطة باء) لتقسيم سوريا

ديلي بيست: هذه خطة أوباما (الخطة باء) لتقسيم سوريا

 

نشر موقع «ديلي بيست» الأميركي تقريرًا حول آخر المستجدات في سوريا، أشار فيه إلى أن تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من «أن تداعيات فشل الهدنة التي تمت الموافقة عليها مع روسيا ستؤدي إلى أن سوريا التي نعرفها الآن قد تنهار»، وبالتالي فإن الدولة التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، ستتحول إلى كانتونات ودول مثل البلقان. وقد استعرض التقرير مجموعة من المعطيات التي نلخصها فيما يلي، والتي تجعل مشروع التقسيم أمرًا محتملًا، بل قد يكون جزءًا من خطة تم العمل على تنفيذها منذ أمد.

–  يؤمن وزير الخارجية الحالي أن التقسيم هو الحل الوحيد المتبقي لسوريا إذا انهار وقف إطلاق النار، حيث ذكر كيري في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس: «لن أجزم أن هذه الهدنة وما يرافقها من عملية سياسية ستنجح؛ لأنني لا أعرف، ولكنني أعرف أن هذه هي الطريقة الفضلى لإنهاء الحرب، وهي البديل المتوفر إن إردنا تحقيق تسوية سياسية. وأن سوريا التي نعرفها قد تنهار وتتمزق وتتحول إلى كانتونات تحكم بأمراء حرب من جماعات «إرهابية» أو  طائفية، أو وكلاء دول خارجية يخوضون حروبًا بالنيابة عنها».

– إن تغيير التشكيل السكاني الجاري في سوريا منذ سنوات، إن لم يكن ضروريًا وشرطًا للتقسيم، فهو ما يمكن اعتباره الخطة الأميركية البديلة (خطة باء)، في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار، وفشل التسوية التي ترعاها أميركا وروسيا، والسؤال فيما إن كانت خطة التقسيم هذه عرضية جراء المستجدات، أم أنها مقصودة أصلاً وصممت بعناية من قبل!؟

– إن رؤية أوباما لنهاية اللعبة السورية تتجسد بالاعترف بأنها محمية إيرانية متجاورة مع لبنان، وأن المعادلة التي طبقها أوباما في العراق يحاول تجريبها في سوريا، وهي الاعتراف بمحور تأثير إيراني، يتعاون مع المحور الكردي المدعوم من الولايات المتحدة، ويلاحظ التقرير أن هذا المحور في سوريا معاد لتركيا، وأن بين المحورين الإيراني والكردي هناك محور حرب سني.

– إن السياسة الأميركية إزاء سوريا تجلت بشكل أكثر وضوحًا بعد تخلي أوباما عن الخط الأحمر في سوريا، وذلك عندما تجاوزه الأسد واستخدم السلاح الكيماوي، بالإضافة إلى قلة تقديم السلاح للجيش السوري الحر، والتخلي عن فكرة «رحيل الأسد»، التي كانت شرطًا رئيسيًا –مفترضًا- للحل السياسي.

ويخلص التقرير إلى أن ورقة أصدرتها مؤسسة «راند» للأبحاث دعت، مثل خطة كيري، إلى وقف  إطلاق النار على مستويات عدة، تشرف عليه الولايات المتحدة وروسيا وإيران، وتتبع هذا خطوة لإنشاء «محاور متفق عليها»، وهي كلمة للتعبير بشكل مؤدب عن محاور التأثير الاستعماري لإدارة سوريا أو الانتدابات المصغرة، وستكون هناك ثلاث مناطق مجاورة،  وبعضها يشبه غزة والضفة الغربية في فلسطين، منفصلة عن بعضها، إلا أن هناك محاور ستكون مندمجة بعضها مع بعض. ويذكر التقرير أن محور النظام سيمتد على طول ساحل البحر المتوسط ومن جنوب الحدود التركية وعبر دمشق وحمص. أما المحور الكردي فسيضم منطقة «روجوفا». وأما منظمات المعارضة السورية، التي تضم جبهة النصرة وأحرار الشام وجماعات سلفية أخرى، فستقيم في مناطق غير متجاورة، مثل إدلب وحلب وحماة ودرعا في الجنوب. وهناك محور رابع، وهو منطقة سيطرة تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور وتدمر. وستتم إدارة مناطق التنظيم دوليًا بعد طرده منها.

الوعي: يعلم الغرب أن فكرة التقسيم مرفوضة لدى شعوبنا؛ لذلك بدأوا يروجون لفكرة الفدرالية كمشروع سياسي جدي (روسيا نادت به، والآن ديمستورا يسوِّق له)، يكررونه على مسامع الجميع كي يعتاد الناس عليه، فإذا قبلوه أصبحت فكرة التقسيم مستساغة. إنه مشروع الدول الطامعة لتقسيم بلادنا مناطق نفوذ لها؛ لنهب ما فيها من خيرات فيما بينها، ولمنع المسلمين من تحقيق مشروعهم بإقامة دولة الخلافة الراشدة… قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *