العدد 349 -

السنة الثلاثون صفر 1437هـ – كانون الأول 2015م

خطر التحالفات السياسية التي تقودها أميركا على الإسلام وأهله وعلى دولة الخلافة القادمة (الجزء الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم

خطر التحالفات السياسية التي تقودها أميركا على الإسلام وأهله وعلى دولة الخلافة القادمة

(الجزء الثاني)

الأستاذ شايف صالح – اليمن – صنعاء

إن الحملة الأميركية للقضاء على الإسلام لها أكثر من ثلاثة عقود من الزمن فهل نجحت أميركا في ذلك؟

بسرعة نقول إن أميركا فشلت بفضل الله، وستفشل إن شاء الله تعالى في حملتها للقضاء على الإسلام رغم حملتها الشرسة عليه، واستخدامها كل ما أوتيت من إمكانات، وما استندت إليه من ركائز ضخمة، كوزنها الدولي، وتزعمها للدول الرأسمالية، وهيمنتها على منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة ووسائل الإعلام العالمية، وانتهاجها سياسة القطب الواحد أي الدولة الأولى في العالم بلا منازع، وتسلطها على أغلب حكام المسلمين الذين جيشوا الجيوش من خلفهم لخدمتها، سواء من القوة العسكرية، أم من الطبقة السياسية، أم الإعلامية، أم المنظمات التي تنخر في جسم الأمة كالسوس، أم المضبوعين بالثقافة الغربية من العلماء والمثقفين وأساتذة الجامعات أم غيرهم. ورغم دفاعهم المستميت عن الرأسمالية، ومحاولة نشرها من خلال تلك الشعارات المضللة الخادعة التي تمثل جوهر الرأسمالية؛ إلا أنها لم تنجح في خطتها؛ إذ إن أبناء الأمة جميعاً، إلا نفراً قليلاً من المنتفعين والمتمصلحين، يكفرون بالديمقراطية والحريات التي تجعل الإنسان أقرب إلى الحيوانية، ويلعنون الرأسمالية، ويكرهون التعددية، ويرفضون سياسات السوق وأساليبها البشعة، ويتوقون ويتطلعون إلى عودة الخلافة من جديد، وصارت المسيرات المنادية بعودة الخلافة التي يقيمها حزب التحرير تجمع الآلاف، ووصلت إلى عشرات الآلاف ومئاتها، كما حدث في تونس على سبيل المثال عندما خرجت مسيرة مليونية تطالب بإقامة الخلافة.

أميركا تصل في حربها على الإسلام إلى مرحلة الجنون عندما لم تنجح أميركا في أن يعتنق المسلمين الرأسمالية كمبدأ لهم بدلاً عن الإسلام. وهي لم تيأس من محاولاتها في صرف المسلمين عن دينهم، بل ضاعفت إنتاج الأفكار الشيطانية في حربها على الإسلام والمسلمين، واستمرت في صناعة الشعارات السابقة حتى وصلت إلى مرحلة الهوس في ذلك، ولم تدع فكرة تحارب بها الإسلام إلا أنتجتها ثم استخدمتها، ولم تترك أسلوباً أو وسيلة تنفع في ذلك إلا وعملت بها. وسنوجز أهم أعمال أميركا في حربها على الإسلام والمسلمين في بنود قليلة لأن الإسهاب في ذلك يحتاج إلى بحث طويل:

1- حرب أميركا على الإسلام من أجل تشويهه.

2- حرب أميركا للانتقام من المسلمين.

3- حرب أميركا على التوارث لمنع عودة الخلافة الراشدة.

أولاً: حرب أميركا على الإسلام من أجل تشويهه:

لم تعد حرب أميركا على الإسلام من أجل القضاء عليه؛ لأنها وصلت إلى نتيجة مفادها أن ذلك مستحيل. وهي إن انتصرت عسكرياً بسبب الحكام الخونة الذين هم عملاء للكفار وعلى رأسهم أميركا؛ إلا أنها هُزمت فكرياً، وهذا باعتراف بوش الابن، ووصف زينو باران لحزب التحرير بالمقاتل الرئيس في حرب الأفكار. ومن الطبيعي أن ينتصر المسلمون فكرياً حتى في غياب دولة الإسلام (الخلافة) لأن الإسلام عقيدة وأحكام شرعية من الوحي، وليست هي من صنع البشر؛ ولذلك فهي تسعى في حربها على الإسلام لتشويهه عند المسلمين والغرب وأهل الأرض جميعاً، وتعمل على شيطنته وإلصاق كل الجرائم به حتى ينفر الناس منه مخافة أن يوصفوا هم بالإرهاب. هذا وقد تنوعت حروبها على الإسلام ونذكر أهمها:

1-  الحرب الفكرية:

لقد استخدمت أميركا كل ما من شأنه أن يشوه الإسلام ومنهاجه ورايته (راية العقاب) ومشروع دولته القادمة ومن ذلك:

أ- إشهار سلاح الإرهاب في وجه الإسلام:

فقد أشهرت أميركا سلاح الإرهاب في وجه كل من يناقض أفكارها ويرفض سياستها ومخططاتها، وعقدت المؤتمرات والندوات، وحشدت الرأي العام، واستخدمت كل ما أوتيت من قوة وكيد  فقسمت العالم إلى قسمين: معها أو مع الإرهاب (الإسلام). حتى غدت ظاهرة الإرهاب أشهر ظاهرة سياسية استحوذت على الأوساط السياسية في معظم دول العالم، وحتى باتت وكأنها ظاهرة العصر؛ فلا تكاد تخلو نشرة إخبارية منها، وصارت لفظة الإرهاب الأكثر تداولاً في وسائل التلفزة والصحافة والإذاعة والإعلام والإنترنت وجداول أعمال المؤتمرات والاجتماعات والاتصالات والندوات التي يعقدها السياسيون والزعماء وصناع القرار. ولقد غدا الإرهاب سلاحاً فتاكاً بيد أميركا التي تقوم مخابراتها في كل البلاد بالتفجيرات القذرة في الأسواق والأماكن العامة والمساجد، ثم تلصقها بالإسلام. وتتهمه بأنه هو الذي ينتج الإرهابيين والمتشددين. والأغرب من ذلك، يقوم عملاؤها وعصاباتها الإجرامية بالقتل والذبح والإحراق والتفجير، وهي ترفع راية الإسلام لتوهم المسلمين والعالم كله أن هذا من صنع الإسلام الذي أنتج هؤلاء؛ ولكن يجب أن نعلم جيداً أن أميركا وبقية الدول الاستعمارية تقوم بهذا التشويه للإسلام؛ حتى لا ترتفع رايته ولا تقوم دولته؛ فيحكم العالم من جديد، ويضرب على أميركا صانعة الإرهاب ومن سار معها بيد من حديد، ويقول لها: أوقفي إرهابك على الإسلام والمسلمين.

ب – سوقت أميركا المبادرات المدمرة لثقافة المسلمين قبل اندلاع الثورات في العالم الإسلامي. وشعرت هي وبقية الدول الاستعمارية وعملاؤهم من حكام المسلمين أن صحوة الأمة الإسلامية بدأت تتنامى بقوة مذهلة، وبدأ الوعي يدب في أوساطها بشكل مرعب للغرب والعملاء؛ فقررت أميركا الإصلاحات في العالم الإسلامي فجاءت بالمبادرات الإصلاحية وأعلنت عن أسبابها التي حصرتها في ثلاثة أسباب تخيُّلية وهي:

1- النقص في الحرية والديمقراطية وتداول السلطة.

2- النقص في اكتساب القدرات المعرفية وغياب المجتمع المعرفي.

3- النقص في مشاركة المرأة وعدم تمكينها من دور بارز ومؤثر في المجتمع.

 وقد وافق الحكام العملاء على البندين الثاني والثالث أي وافقوا على ضرب الثقافة الإسلامية وعلى إفساد المرأة؛ لكنهم اعترضوا على نشر الحرية والديمقراطية خوفاً من ضياع حكمهم وحفاظاً على عروشهم، وحاولوا جاهدين إقناع أميركا على تخليها عن الآلية الأولى ممثلاً بقول حاكم مصر الأسبق حسني مبارك آنذاك لصحيفة إيطالية «لو سمحنا بانتخابات ديمقراطية كاملة في مصر لوصل الإسلاميون إلى السلطة». لكن أميركا لم تقتنع بذلك وظلت مصرة على مبادرتها.

أما حقيقة هذه المبادرات فهي من أجل:

–  كبح تنامي القوة  لدى جماعات الصحوة الإسلامية التي يزداد خوفاً يوماً بعد يوم، ولم يستطع الحكام مواجهتها وعجزوا عن احتوائها رغم الدعم الغربي اللامحدود لهذه الحكومات لعشرات السنين في محاربتها لتلك القوة المتنامية وتياراتها المختلفة.

– إبقاء السيطرة على الشرق الأوسط (بلاد المسلمين) الذي يمتلك كل مقومات القوة التي يمكن  لدول الخلافة القادمة بإذن الله أن تحتضنها؛ وهنا يفشل مشروع أميركا بالسيطرة على العالم إذا لم تهيمن على المسلمين وبلادهم.

-انتهاج أميركا لسياسة القطب جعلها تفكر في الهيمنة على جميع دول العالم، ومفتاح ذلك هو العالم الإسلامي بما حباه الله من ثروات وموقع جغرافي، ويكفي أن الشرق الأوسط يحتوي على ثلثي منابع النفط في العالم.

    ومن المبادرات (إصلاح التعليم) التي جاء بها باول في 12/12/2002م لقد رأت أميركا أن تضيف إلى استعمارها السياسي والعسكري والاقتصادي استعماراً ليس بالجديد؛ ولكن يبدو أنه أفلت من يديها، وهو الاستعمار الفكري الذي سمته الإصلاح االتعليمي، وهي تريد به أن تعلم المسلمين الإسلام المعتدل. إنها تريد تعليماً بخصائص أميركية تجعل المسلمين يتأثرون بطريقة العيش الأميركية ووجهة نظرها في الحياة، إنها تريد من المرأة المسلمة أن تتأسى بالمرأة الأميركية فتجعل من نفسها سلعة رخيصة تعرض في الملاهي والمطاعم ودور الأزياء؛ من أجل أن تخرج من حرم الأسرة الطاهرة إلى تهتك الحياة، ومن صون العلاقة الشرعية إلى العلاقة المفتوحة من غير رباط ديني ولا عقد زواج يحفظ شرفها وكرامتها وعفتها. إنها تريد أن تحبس ديننا ضمن جدران المساجد، وتحصر مجاله ضمن فردية ضيقة؛ فلا يتدخل الدين في أمور الحياة من سياسة واقتصاد واجتماع، وتريد أن تصوغ مناهج التعليم الدينية بحلة أميركية تقلل من تأثير خطباء المساجد والمدارس الدينية.

وتهدف من وراء ذلك إلى:

1-  تشويه تاريخ الإسلام والخلافة، والتركيز على أن الحكم العثماني كان استعماراً للبلدان العربية على وجه الخصوص.

2- تقليص الثقافة الإسلامية، وتسميمها بالأفكار الغربية.

3- سرد السيرة النبوية بشكل قصصي غير مؤثر.

4- إبراز دور علماء الغرب في سائر العلوم والطب والهندسة وغيرها، وإقصاء دور علماء المسلمين في ذلك.

5- حشو المناهج بالثقافة الغربية أو المعلومات التي لا فائدة منها فتضر ولا تنفع.

6- التركيز على تدريس المفاهيم الهدامة للنشء في المرحلة الأولى من التعليم (صغار السن) مثل تدريس التاريخ القديم كتاريخ الفراعنة والفينقيين والسبئيين وغيرهم، فيدرس الطالب التاريخ الوثني بدون نقد في هذه المرحلة، ثم يدرس التاريخ الإسلامي بشكل ممسوخ ومشوه في المرحلتين المتوسطة والثانوية.

7- تعميق المفاهيم الغربية الخطيرة وتدريسها في جميع المراحل كالديمقراطية وحوار الأديان والحضارات، ومكافحة الإرهاب والأنظمة الملكية والجمهورية.

8- تشجيع اللهجات المحلية، وإصدار أوامر أميركية بتدريسها ضمن المناهج التعليمية خاصة لهجات الأقليات.

9- زيادة مراكز تعليم اللغات الأجنبية للتصنيف على اللغة العربية؛ لأنها لغة القرآن، وبدونها لا يحسن فهم الإسلام ومن ثم لا يحسن تطبيقه.

إلا أن القوة الفكرية الصلبة المتينة التي يملكها الإسلام ستقلب السحر على الساحر؛ لأن أفكار الإسلام متغلغلة في نفوس المسلمين، وهو حي في نفوسهم؛ وهذا  كفيل بوجود قيادة رشيدة للمسلمين من جديد؛ فتقوم دولتهم وتعيد وحدتهم لتعود خير أمة كما كانت من قبل. وهناك مبادرات إفشال الثورات سنتكلم عنها عند الحديث على حرب أميركا على الثورات  خشية من قيام الخلافة.

2- الحرب السياسية:

تسعى أميركا من خلال الحكام العملاء إلى استمرار تطبيق النظام الرأسمالي وإبعاد ما تبقى من الإسلام عن حياة المسلمين حتى الفردية. كما تسعى مع الدول الرأسمالية إلى تقسيم المقسم من بلاد المسلمين وتفتيت المنطقة إلى دويلات صغيرة متناحرة ومتحاربة، وتستخدم لذلك الطائفية والقبلية والعنصرية، وقد نجحت في السودان وتم فصل الجنوب وصبغه بالنصرانية. وتسعى إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول (سنية – شيعية – كردية) وتعمل كذلك في أغلب البلاد الإسلامية حتى تمنع عودة الخلافة من جديد.

3- الحرب الإعلامية:

تسعى أميركا إلى إلصاق الإسلام بكل الأعمال الإجرامية، وتقوم بشيطنته لتشويهه في الكرة الأرضية كلها من خلال قلب الحقائق ونشر الشائعات عنه، والترويج للأكاذيب الملفقة والتعتيم على منهاجه الصحيح من الظهور والمسيرات المنادية  بعودته إلى الحكم من جديد والمناهضة والرافضة لمبدأ الرأسمالية العفنة. وتسخر لذلك إمبراطورية إعلامية دولية وشبكة من أخطبوط التواصل الدولي، يجعلها تسيطر على أجواء الدول جميعها، وتتبعها وسائل الإعلام المحلية والفضائيات التابعة لحكام المسلمين؛ إذ تصبح كل هذه الوسائل أدوات الاستعمار الأميركي الجديد…

4- الحرب الاقتصادية:

تسعى أميركا إلى إحكام قبضتها على منابع الحياة الاقتصادية، والهيمنة المطلقة على مراكز القوة الاقتصادية؛ ليظل المسلمون عن طريق الأنظمة في قبضتها؛ وذاك من مثل الهيمنة على سياسات السوق ومنابع النفط، وربط عملاتهم بالدولار، والهيمنة على منطقة التجارة العالمية، وعدم السماح لدول العالم الإسلامي أن يخرجوا منها؛ لكي تبقى بلدانهم أسواقاً لمنتجاتها، وهي في  الوقت نفسه تسعى عن طريق شركاتها العملاقة إلى نهب ثروات بلاد المسلمين، والسيطرة عن منابعها في الخليج وبحر قزوين وغيرها، واستعمارها اقتصادياً عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية…

5- الحرب العسكرية (حرب أميركا للانتقام من المسلمين):

لقد قادت أميركا حرباً عسكرية شرسة على المسلمين بسبب التزامهم بالإسلام، ورفضهم لاعتناق المبدأ الرأسمالي وسياستهم القذرة  القائمة على سد الذرائع… لقد أشعلوا حرباً ضروساً في العالم الإسلامي، وغزوا بلدان كثيرة، وأهلكوا الحرث والنسل، وأخذتهم العزة بالإثم؛ فقتلوا البشر، وأحرقوا الشجر، وجعلوا بلاد المسلمين حقلاً لتجارب أسلحتهم الجديدة الفتاكة، وسنذكر طرفاً من حروبهم ضد المسلمين وقيادتهم للتحالفات العسكرية الدولية، والتي انضم إليها حكام المسلمين العملاء لهم، ومن هذه التخالفات:

1- قيادة أميركا لتحالف عسكري يضم 30 دولة لغزو العراق في عام 1991م عندما قام صدام حسين بضم الكويت إلى العراق في مطلع التسعينات؛ فقاموا بحرب مدمرة أهلكت الحرث والنسل، وقامت الطائرات بالغارات التي بلغت آلافاً، وتمت إعادة الكويت كدولة مستقلة، فأزهقت آلاف الأرواح من المسلمين، وسميت بحرب الخليج الثانية.

2- قيادة أميركا لحلف الناتو للحرب على أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب عام 2001م؛ فشنت حرباً شرسة على أفغانستان بعد أحداث سبتمبر في نيويورك بحجة ملاحقة القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن في أفغانستان. وفي الحقيقة هي حرب على الإسلام والمسلمين في أفغانستان الذين عرف عنهم أنهم من أشد المسلمين تمسكاً به؛ فكانت حرباً لا تبقي ولا تذر، استخدمت فيها أميركا أشد وأبشع أنواع الأسلحة، وقد قتلت في أفغانستان أعداداً كبيرة جداً من المسلمين  فاقت المليون مسلم، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله؛ ولكن أميركا وبمساعدة إيران غيرت حكومة طالبان وأتت بعميلها كرازي؛ ولكن جهاد المسلمين لأميركا لم يمكنها من السيطرة الكاملة على أفغانستان، فطالبان لازالت تسيطر على أكثر من 70% من أفغانستان.

3- تحالف أميركا وبريطانيا لغزو العراق عام 2003م. وبحجة إزالة أسلحة الدمار الشامل غزت أميركا وبريطانيا العراق وألقت عليها آلاف الأطنان من القنابل والأسلحة الفتاكة وقتلت مئات الآلاف، وقضت على نظام صدام حسين، وسببت فوضى عارمة في العراق، ومع هذا لم يستقر لها الوضع فيه إلى يومنا هذا، مع أنها أطلقت يد عميلتها إيران في العراق تقتل وتعيث فيه فساداً، ومن ثم عجزت أميركا عن طريق عميلها المالكي من ضبط الأمن فيها. وكذلك قامت أميركا بلعبتها القذرة في إشعال الفتنة الطائفية من أجل السعي إلى تقسيم العراق إلى دويلات ثلاث بعد وحدة فدرالية مؤقتة حتى يستقر لها الوضع في العراق.

4- حرب أميركا على الصومال: وفي الصومال وفي فترات مختلفة أوجدت حروباً فيها ذهب من خلالها عشرات الآلاف من المسلمين، وكان آخرها مساندة أميركا لأثيوبيا في دخول الصومال وسفك دماء أبنائها لتغيير حكومتها السابقة والإتيان بشريف أحمد.

5- حرب أميركا على باكستان: لقد دخلت قوات أميركية باكستان بحجة ملاحقة القاعدة في وزيرستان وغيرها، ولما لقيت مقاومة شديدة من القبائل غيرت خطتها وسلطت حكام باكستان، وهم عملاؤها المخلصون لها؛ لقتل أبناء باكستان؛ فذهبت الأرواح البريئة والنفوس المؤمنة ولم تسلم منهم حتى بيوت الله؛ فقد هدموا المساجد وعلى رأسها المسجد الأحمر الذي يتعلم فيه أبناء باكستان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

6- حرب أميركا على اليمن: وتحت حجة كذبة الإرهاب وملاحقة القاعدة قتلت الطائرات الأميركية في اليمن أكثر من ثلاثة آلاف مسلم، منهم نساء وأطفال. ثم أطلقت لإيران إشارة الضوء الأخضر بتزويد الحوثي بالعتاد الحربي والسلاح الفتاك؛ فكانت حروب صعدة وعمران وصنعاء وسائر المحافظات. وفي مقابل ذلك، قامت السعودية التي لم تفكر يوماً بضرب (إسرائيل) بإنشاء تحالف عسكري وأعلنت عن عاصفة الحزم وقامت بضرب الحوثيين وعلي صالح اليمن فدمرت هي والحوثيون اليمن، وقتلت وسفكت الدماء، ولا يعلم أحد إلا الله إلى أين تسير الأحداث في خضم الصراع الدولي في اليمن.

7- قيادة أميركا للتحالف الصليبي الثالث لحرب الشام والعراق: أما في الشام والعراق، فقد قام التحالف الصليبي بحملته الثالثة لضرب الكتائب المخلصة التي ترفع راية الإسلام بصدق، وتسعى بإخلاص مع أبناء الأمة الصادقين لإعادة الخلافة الإسلامية في عقر دارها بالشام، وقتلت أميركا في حربها الظالمة الآلاف من المسلمين، ودمرت المساكن وأطلقت يد بشار ليشن أبشع حرب في التاريخ بمساعدة روسيا وإيران وميليشياتها.

8- قيادة أميركا لحلف شمال الأطلسي لحربه على ليبيا: قادت أميركا حلف شمال الأطلسي بعد اندلاع ثورة ليبيا للتخلص من القذافي عميل الإنجليز ولاحتواء ثورة ليبيا؛ فقتلت مع بقية دول الحلف والقذافي عشرات الآلاف من المسلمين، ثم جاءت بعميلها حفتر الذي قاد حرباً ضروساً قتل فيها الآلاف وشرد من المدن عشرات الآلاف حتى أوصلته إلى قيادة الجيش. والفوضى فيها لازالت مستمرة. ولن تستقر الأوضاع حتى يمنَّ الله على المسلمين جميعاً بعودة الخلافة التي توحدهم وتطرد النفوذ الغربي بكل أشكاله وصوره.q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *