العدد 349 -

السنة الثلاثون صفر 1437هـ – كانون الأول 2015م

التحديات التي ستواجه دولة الخلافة على منهاج النبوة في تنظيم الحج والتسهيل على زوار بيت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم

التحديات التي ستواجه دولة الخلافة على منهاج النبوة في تنظيم الحج والتسهيل على زوار بيت الله الحرام

أبو خالد الحجازي

في السنوات الـ20 الماضية، حصلت أكثر من 7 حوادث تدافع رمي الجمرات، أدت إلى وفاة المئات. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة السعودية لم تتعلم درسًا حتى الآن، ولم تنفّذ حلًّا مناسبًا لمنع تكرار مثلها. وفي ذي الحجة سنة 1436هـ/ 2015م، تحطَّمت كلُّ الأرقام القياسية لعدد ضحايا الحج، حيث مات فيها 1700 حاجّ في كارثتين مروِّعتين، الأولى كانت تحطم الرافعة في الحرم، والثانية التدافع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1500 من الحجاج في منى، وبعض مصادر الحكومة السعودية ذكرت أن عددهم بلغ 4173 حاجّاً.(1) وقد فُسِّر التدافع هذا العام بعدد من النظريات، أبرزها الحجاج الإيرانيون. وبدلًا من أن تدرس كيفية تحسين إدارة الحج، شكّلت السعودية لجنة تحقيق لإثبات أن الإيرانيين هم السبب، وليس إخفاقها، فالحكومة السعودية تفضل اتهام الآخرين على الاعتراف بخطئها وإصلاحه، حتى إن أمير منطقة مكة المكرمة قال بعد الحادثة مباشرة أن الحجاج الأفارقة هم المسؤولون عن ذلك لأنهم شخصيات همجية!

إنّ السبب الحقيقي وراء التدافع، والذي أكّده العديد من الحجاج، ومصادر أخرى، هو موكب نائب ولي العهد السعودي ووزير الدفاع (محمد بن سلمان آل سعود)، الذي تسبب في حالة من الذعر بين الحجاج الذين كانوا في الاتجاه المعاكس للموكب، مما أدى إلى تدافعهم. وكان الأمير قد اصطحب أكثر من 350 عنصرًا من قوات الأمن، ولتسهيل رحلته سُدّت كثير من الطرق، ولعدم وجود توجيهات توضح للحجاج طريق الوصول إلى مرمى الجمرات، وصل الحجاج إلى طرق مسدودة، تجمعوا فيها، وبعد مرور الموكب، فتحت الطرق المسدودة، بعد أن أُغلقت لفترة طويلة، ليتدافع الناس للخروج من الأبواب، مما أدى إلى سقوط الكثير من الحجاج.

(1) فيديو لأحد المواقع التي كانت مغلقة قريبًا من مرمى الجمرات، والذي تجمع عنده الآلاف من الحجاج:  https://www.youtube.com/watch?v=evVOwCnJfQY

يبدو أن الحجاج بالنسبة لحكام السعودية ليسوا أكثر من إوزة ذهبية يستنزفونها خلال موسم الحج، فمثلًا في عام 2012م جنت الحكومة السعودية 16.5 مليار دولار من الحجاج، وبهذا المبلغ تقريبًا تُقدر اقتصاديات دول، مثل بروناي، وجورجيا، وآيسلندا، وموريشيوس. إن من واجب الحكومة تنظيم الحج والتسهيل على الحجاج، وليس كسب المال منهم وغشهم.

كيف ستنظم دولة الخلافة الراشدة الحج؟

إن مهمة دولة الخلافة الراشدة ستكون التأكد من تمكن أكبر عدد ممكن من المسلمين من أداء فريضة الحج، ولن تهدف من تنظيم الحج سوى إلى خدمة الحجيج، ومساعدتهم في إتمام هذا الفرض بأفضل وأسهل طريقة ممكنة، وتوفير كل ما يحتاجونه، وذلك رعاية لشؤونهم. وكسب المال من الحجاج، سواء من خلال الفنادق، أو نقل الركاب والطعام لن يكون من أهدافها، وحصول هذا يعني أن يفقد التنظيم فعاليته.

إنّ تخطيط المسجد الحرام الحالي لا يسمح باستضافة أكثر من 3.5 إلى 4 ملايين شخص في وقت واحد، ولو وضعنا في الاعتبار عدد المسلمين اليوم، وكثرة الناس الذين سيدخلون في الإسلام عند استلامه الحكم، فستكون هناك حاجة لزيادة استيعاب الحرم، وهذا سيكون أول تحدٍ أمام دولة الخلافة في هذا الشأن، فزيادة الاستيعاب يتطلب إعادة هيكلة المنطقة خارج المسجد الحرام وداخله.

في عام 1982م، عندما تولى الملك فهد الحكم، أعلن عن مشروع توسيع للمسجد الحرام المكي والمدني، وبنى امتدادًا معروفًا الآن باسم «توسيع الملك فهد». وكذلك الملك عبد الله، الملك السابق للسعودية، أعلن عن مشروع توسعة آخر في 2011م، يتوقع اكتماله بحلول عام 2020م. خطة الملك فهد للتوسعة تطلبت مساحات واسعة من الأراضي من محيط المسجد، لذلك دُمرت الآلاف من المباني والمنازل، من ضمنها العديد من الآثار التاريخية، وأعطيت الأراضي والمنازل المكتسبة لشركات عقارية تابعة لمشركين ونصارى -الشرع يمنع دخولهم للمسجد الحرام- لفتح فنادق بجوار الحرم، (فندق شيراتون، إنتركونتيننتال، راديسون، أبيروي)، وهي فنادق فخمة، ومرتفعة جدًا، وكلها محيطة بالحرم. ولم تكتفِ الحكومة بذلك، بل سمحت (لباريس هيلتون) بفتح صالة عرض أمام الحرم في أبراج البيت! وبالتالي فإن مشروع الملك فهد للتوسعة لم تكن أهدافه سياسية رعوية، فقد استفاد العديد من أفراد عائلته من الشركات العقارية في مكة المكرمة.

لكن مشاريع دولة الخلافة الراشدة مختلفة، ففي البداية، ستزيد المساحات المفتوحة المحيطة بالحرم مما يمكّن من استيعاب عدد أكبر من الحجاج، ولأن درجات الحرارة ترتفع كثيراً خلال الصيف، ستُغطى المساحات المفتوحة بمظلات ميكانيكية، مثل التي تُستخدم في المدينة المنورة حالياً، كما سيتم تركيب موزعات أوكسجين مع هذه المظلات، لترطيب الجو وتقليل تأثير الحرارة، وهذه ستكون الخطوة الأولى، بعدها سيتم سقف هذه المساحات وتغطيتها بالكامل. والهيكل الحالي للحرم يغطي مساحة قدرها 356,800 متر مربع (88.2 فدان)، من ضمنها المساحات الخارجية والداخلية، ويمكن أن تستوعب إلى ما يصل إلى 4 ملايين من المصلين.

وهناك الكثير من المشاريع التي إذا ما تم استغلالها بشكل جيد فسيرتفع استيعاب الحرم بشكل كبير جدًا. فمثلاً مشروع توسعة الشامية العملاق في الشمال الغربي من الحرم الشريف يجري تطويره، ومساحتها مليون وخمسمائة ألف متر مربع تقريبًا، وتمتد من الحدود القصوى من الحرم إلى ما بعد الطريق الدائري الثاني شمالًا، ومن شارع مسجد الحرام في الشرق إلى طريق جبل القاباب في الغرب، والمشروع يتضمن غارول والقرارة والعنقا، وتبلغ المساحة المراد تطويرها 3 ملايين متر مربع، وسيتم إنشاء مؤسسات جديدة عليها، كالفنادق، والوحدات السكنية الفخمة، والمراكز التجارية والأسواق، والمرافق العامة، بالإضافة إلى مساكن العامة، ومساحات الفنادق تستوعب 250,000 شخص، وفيها مكان لــ 400,000 شخص فقط لأداء الصلاة. إنه إذا ما تم تحويل فقط هذه الأراضي بجوار الحرم إلى ميدان رخامي للصلاة، فإنها ستستوعب 4.5 مليون مصلي، وإذا تحول إلى طابقين فإن هذا العدد سيتضاعف.

أما مشروع جبل عمر في الجانب الغربي الجنوبي للمسجد، فإنه يتضمن أكثر من 600 منشأة، يشمل بناء فندقين خمس نجوم بـ935 غرفة، وستة فنادق ثلاث نجوم بـ1255 غرفة، ومساحته244,800  متر مربع، كما يجري عليه بناء مبانٍ سكنية تمتد إلى 20 طابقاً لاستيعاب 100,000 شخص، و250 مطعمًا، و4360 وحدة تجارية، وتشمل الخطة بناء مبنى من 6 طوابق للمصلين، لاستيعاب 100,000 مصلي، وإذا ما تم تحويل جبل عمر إلى ميدان مع مظلات ميكانيكية وموزعات أوكسجين، فإنه يمكن أن يستوعب 0.75 مليون مصلي في وقت واحد. وكذلك جبل خندمة، الذي تبلغ مساحته أكثر من 600,000 متر مربع، فإن السعودية تعمل على مشروع عليه، ببناء الفنادق، والشقق السكنية، والمؤسسات التجارية، وإذا ما جُعل ميدانًا، فإنه يمكن أن يستوعب حوالى 2 مليون من المصلين. وفي معظم هذه المشاريع يتم الاستيلاء على الأراضي والعمارات بدون أي تعويض لأصحابها، وأحيانًا يمهل أصحابها أقل من أسبوع لمغادرتها!.

ولأن هذه المشاريع كلها مجاورةٌ للحرم، فإنه بالإمكان ضمها مع الحرم بكل سهولة. ولو تحولت المنقطة المحيطة للمسجد مبدئيًا إلى ميدان رخامي مفتوح، فإنها ستستوعب 10 ملايين مصلي على الأقل، وسوف يتطلب هذا إحداث بعض التغييرات المعينة في هيكلية المسجد أيضًا، على سبيل المثال توسيع المطاف. وإزالة قصر الملك على جبل أبو قبيس، والذي يغطي مساحة أكثر من 100,000 متر مربع، ستفسح المجال لاستيعاب عدد أكبر من المصلين.

جبل الكعبة، مشروعٌ آخر من هذه المشاريع، ومساحته 46,000 متر مربع، حاله كحال قلعة أجياد التي بنيت على جبل بلبل ودمرتها السعودية لبناء مشروع أبراج البيت. وبناء مثل هذه الأبراج وكثير من المباني الأخرى فيه انتهاك لحرمة الكعبة المشرفة، والمثير للسخرية أن الحكومة تمنع أن تطير طائرة من فوق الحرم، ولكن بناء أبراج شاهقة تقزم الحرم والكعبة لا بأس به عندها.

لقد دمرت السعودية كثيرًا من المعالم الإسلامية، والمواقع التاريخية المهمة، منها خمسة من المساجد المشهورة باسم «المساجد السبعة»، التي بنتها فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وأربعة من كبار الصحابة، وهي: مسجد أبو بكر الصديق، مسجد سلمان الفارسي، مسجد عمر بن الخطاب، مسجد فاطمة الزهراء، ومسجد علي بن أبي طالب. وقد أفيد أنه لم يبقَ الآن سوى 20 أو أقل من المعالم الإسلامية والتاريخية من زمن رسول الله. علاوة على ذلك، فإن هناك العديد من المباني التي دمرتها السعودية، مثل منزل خديجة رضي الله عنها، الذي هدم لبناء طريق للمراحيض، وبيت أبي بكر الذي بُني عليه فندق هيلتون، ومسجد أبو قبيس الذي بني عليه قصر الملك في مكة، ومسقط رأس رسول الله الذي بُنيت عليه مكتبة وأبراج، والتي شُيدت بعد هدم قلعة أجياد العثمانية. كان السبب الظاهري لتدمير كثير من المباني العريقة هو بناء الفنادق، والشقق، ومواقف السيارات، ومرافق أخرى لحجاج بيت الله الحرام، لكن الحقيقة هي أن العديد من المباني دُمرت بعيدًا عن هذه الأسباب، على سبيل المثال عندما اكتُشف بيت علي العريضي (وهو علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب) أمر الملك فهد نفسه أن يتم جرفه حتى لا يصبح مكانًا مقدسًا للناس.

وللتسهيل على الأطفال والنساء وكبار السن، فإن دولة الخلافة الراشدة ستستفيد من التقنيات الحديثة، مثل الناقلات الميكانيكية، التي ستستخدم في المسعى، وكذلك في الطوابق العليا، وبذلك لا يعود أصحاب الكراسي المتحركة يضايقون أحدًا. وجواز استخدام الناقلات الميكانيكية هو قياس على ما روي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قَالَ: «طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ‏»‏ تَابَعَهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ‏‏ (صحيح البخاري).

التحدي الثاني الذي سيواجه دولة الخلافة الراشدة هو تنظيم أماكن إقامة لسكان مكة المكرمة، ولزوار بيت الله الحرام. إن مكة المكرمة منطقة جبلية، والجبال تغطي مساحات واسعة من الأراضي إلى الجانب الجنوب الشرقي من الحرم، وإلى الشمال من حي الهجرة، والجنوب من مواقف محبس الجن للسيارات، وإزالتها لإنشاء مناطق سكنية سوف يحل الكثير من المشاكل السكنية.

ومع تزايد أعداد سكان مكة المسلمين، سيأتي وقت يكون فيه على دولة الخلافة العمل على إنشاء مدنٍ جديدة بجوار مكة المكرمة؛ لإيواء الحجاج وسكان المدينة، ولكن هذا ليس متوقعًا قريبًا، ولكنه سيكون بالتأكيد، عندما يسود الإسلام العالم كله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ ‏مَدَرٍ‏ ‏وَلَا‏ ‏وَبَرٍ‏ ‏إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ‏»، وكان تميم الداري يقول: «قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخيرُ والشَّرَفُ والعزُّ، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذُّل والصَّغَار والجِزْية».

التحدي الثالث الذي سيواجه دولة الخلافة هو توفير وسائل نقل للحجاج والمعتمرين، وهذا سيتطلب إصلاحًا شاملًا لنظام النقل الحالي، من خلال الجمع بين نظام النقل العام، وأنظمة النقل الجماعي السريع (Mass Rapid Transport systems MRTS) أو (MRTS)، التي ستستخدم في الأماكن المقدسة مثل المسجد الحرام، ومنى، ومزدلفة، وعرفة، في البداية، ومع الوقت ستصل إلى جميع مناطق المدينة. وسيتم بناء نظم النقل الجماعي السريع (MRTS)  تحت الأرض، وكل محطة ستتضمن عدة خطوط، وعدد الأشخاص الذين يمكنهم الركوب في القطار، وعدد القطارات التي تصل إلى أية محطة، وأوقات وصولها، ينبغي أن يُخطط له بطريقة تتجنب وقوع حوادث بسبب ازدحام الناس في محطات الانتظار، ولن تقوم دولة الخلافة بتجربة ذلك على المسلمين دون دراسة وعناية، كما يفعل حكام المسلمين اليوم، وستتم دراسة نظم النقل الجماعي السريع (MRTS) في بلاد استخدمتها بالفعل، مثل ماليزيا، ودلهي، ولندن، وغيرها. أما بالنسبة للنقل العام، فدولة الخلافة ستعالج نقص مركبات النقل العام داخل المدينة، والطرق الضيقة التي تُدار بشكل سيئ، ولن يُسمح للسيارات الخاصة بالدخول إلى المناطق المزدحمة، مثل جوار المسجد الحرام، وعرفة، بل سيكون التنقل فيها من خلال مركبات مرخصة من قبل الدولة.

أما التحدي الذي سيواجه الدولة بالنسبة لمنى ومزدلفة وعرفة. فهو من ناحية المساحة والنقل، وواقع هذه الأماكن أنها مناطق جبلية، يجب إزالة الجبال لتحل محلها مبانٍ شاهقة بطوابق كثيرة، لاستغلال المساحة بطريقة جيدة، بدل أن يقيم الحاج مثلًا في منى في خيمة، والسبب في عدم بناء الحكومة السعودية بنايات في منى هو لأنها لا تنتج ربحًا كثيرًا، أما دولة الخلافة فمربحها هو رضى الله عز وجل. أما مشكلة النقل، فإن نظم النقل الجماعي السريع (MRTS) ستعالجها. أما التخطيط الحالي لمرمى الجمرات فهو ممتاز، ويمكن أن يستوعب عددًا أكبر من حجاج اليوم.

تحدٍّ آخر سيواجه دولة الخلافة، هو تنظيم الماء والطعام. ولذلك سيتم تركيب محطات تحلية في جدة لسد الحاجة للمياه، وستُثبت الأنابيب لنقل ماء زمزم حول المدينة والأماكن المقدسة، وستوضع رقابة صارمة على نوعية الغذاء، ولن يُسمح بأن يغش الناس فيها، وسيكون ذلك بتذكير الناس وليس بالعصا.

أما بالنسبة لمدينة رسول الله، فستسعى الخلافة لبرامج مماثلة.

اللهم انصرنا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. اللهم آمين.q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *