العدد 345 -

السنة الثلاثون شوال 1436هـ – تموز/ آب 2015م

تركيا تتأهب للعب دور فاعل في المنطقة!

تركيا تتأهب للعب دور فاعل في المنطقة!

 

قال معهد «ستراتفور» الأميركي في تقرير له إن تركيا أصبحت أكثر قدرة على لعب دور أكبر في العمق السوري، وإنها تجري في هذا الشأن مباحثات مع واشنطن بواسطة المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة. واعتبر موقع «ستراتفور»، وهو أحد أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية والأمنية في أميركا والذي يعنى بقطاع الاستخبارات: إن خطط تركيا المستقبلية أصبحت أكثر وضوحاً بشأن جارتها سوريا، وذلك بعد أسابيع من التكهنات حول تورط أنقرة في «الحرب الأهلية» التي تجري على قدم وساق على طول حدودها الجنوبية.

وأضاف الموقع أن تباين الرؤى بين واشنطن وأنقرة في الفترة السابقة أدى إلى اختلاف بينهما، وأن تركيا تحاول إيجاد أجندة تحظى بغطاء أميركي، وأن اجتماعاً كبيراً ينعقد الآن بين الطرفين ممثلاً بالجنرال الأميركي «جون آلان» المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة «تنظيم الدولة» بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المسؤولين العسكريين والأمنيين الأميركيين والأتراك. وأنه تم بالفعل السماح لأميركا باستعمال قاعدة أنجرليك لشن هجمات جوية على تنظيم الدولة. إلا أن تركيا تتطلع إلى إقامة منطقة آمنة في سوريا، وهو ما تتحفظ عليه الولايات المتحدة.

واعتبر الموقع أن «المحادثات الجارية من أقوى الإشارات حتى الآن على أن أنقرة قد تكون على استعداد تام لأخذ دور إقليمي أكبر في سوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وأن تحركات القوات التركية الأخيرة تشير إلى أن تركيا جادة على الأقل في السيطرة على حدودها مع سوريا، وتعطيل خطوط إمداد تنظيم الدولة، والحفاظ على خيار الانتقال إلى سوريا إذا لزم الأمر”.

وأوضح الموقع أن «تركيا تكافح ضد الجماعات الكردية السورية التي منحها النزاع السوري الجرأة، فيما تحظى هذه الجماعات بدعم قوي من الولايات المتحدة، وأنه في الوقت الذي تقترب فيه الولايات المتحدة وإيران من التوصل إلى اتفاق بعد أكثر من 18 شهراً من المفاوضات النووية، فإن تركيا والحلفاء العرب السنة السابقين لها وجدوا أرضية مشتركة في العمل على تقويض مجال نفوذ إيران، وخصوصاً في سوريا».

وأفاد الموقع بأن أنقرة تناقش خططاً مع الولايات المتحدة لفرض منطقة آمنة في الشمال السوري، إلا أن الولايات المتحدة لم تعتمد أي شيء بهذا الصدد، حيث إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو حرب تنظيم الدولة وعدم الإضرار بالعلاقة المتنامية مع إيران والتنبه إلى عدم تفكك مؤسسات الدولة السورية.» إلا أنه لا بد لواشنطن -بحسب ستراتفورد-أن تعمل بشكل وثيق مع اللاعبين الإقليميين، على الرغم من الاختلاف في الرؤى الاستراتيجية طويلة الأمد لسوريا والشرق الأوسط الكبير، لا سيما بعد أن صار أداء «المتمردين» المدعومين من تركيا والأردن والسعودية وقطر أفضل بكثير في الأشهر الأخيرة.

وخلص الموقع بأنه على الرغم من وجود صعوبات وتعقيدات كثيرة في الوضع السوري، إلا أن تركيا كما يبدو تعيد النظر بجدية في دورها في ميزان القوى الناشئ في الشرق الأوسط، مع وجود علامات تشير إلى مزيد من الأنشطة التي تقوم بها للتأثير في المنطقة كلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *