العدد 345 -

السنة الثلاثون شوال 1436هـ – تموز/ آب 2015م

تونس بين استمرار نهب الثّروات أو إثارة الفتن والتّخريب

تونس بين استمرار نهب الثّروات أو إثارة الفتن والتّخريب

 

في ظاهرة لافتة تكاد تكون غير مسبوقة في بلادنا، طالبت شرائح عريضة من أهل تونس حكام البلاد باسترجاع ثرواتهم المنهوبة من قبل الشركات الأجنبية، وقد اشتغل الرأي العام طوال الأسابيع الماضية بهذا الموضوع، كما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية به، ما حدا بحشد من الرسميّين والسياسيّين والإعلاميّين بالتصدي لتلك الحملة وبالدّفاع عن تلك الشّركات الاستعماريّة. فقد وصف وزير «الاستثمار» التونسي مطالبة الناس بحقوقهم بالغباء والحمق! فيما أنكر أمين عام الحزب الحاكم وجود الثّروة جملة وتفصيلاً!! كما تضاربت تصريحات مدير الشركة التونسية للأنشطة البتروليّة الذي بين أن 99% ممن يشرفون على الإنتاج هم من أهل البلد وبين قوله إنّنا غير قادرين على إدارة مواردنا بأنفسنا!!! كما استماتت مجموعة من الإعلاميين ومن النُواب في دفاعهم عن تلك الشركات وكأنهم موظفون لديها!!!!.

أمّا في مناطق الثروة فقد قامت الشركات بعملية شراء الذمم وإثارة القلاقل: ففي «قرقنة» عمدت شركة «بتروفاك» البريطانيّة إلى استئجار أصحاب السوابق العدليّة ليكونوا عوناً لها على المطالبين بحقوقهم، وفي «نفزاوة» سعت تلك الشركات لإحداث فتنة بين الأسر، وفي منطقة «الفوّار» قامت جهات مجهولة مأجورة بإحراق البساتين بين قريتي جمنة والقلعة لإشعال الفتنة بين الأهالي. وفي «تطاوين» حوّلوا الموضوع من استرجاع الثروات إلى مطالبة بتشغيل أو نسب ضئيلة وفتات ما تبقَّى من النّهب تحت مطلب «إعادة العقود بنسب جديدة يسمونها معقولة!!.

ومع تصاعد هذه الحملة شعبياً وإعلامياً واضعة الحكومة التونسية في مأزق، حدث هجوم مريب في مدينة سوسة الساحلية أودى بحياة عدد كبير من السياح الغربيين، ما صرف الانتباه عن مطالب الناس بحقهم بالثروة، فأعلنت الحكومة حالة الطوارئ بذريعة الحرب على الإرهاب، وأغلقت ثمانين مسجداً، وحظرت عدداً من الأئمة من الخطابة في مساجد أخرى، على نحو منع رئيس المكتب الإعلامي باسم حزب التحرير في تونس الأستاذ رضا بلحاج من الخطابة، بل وهددت بحظر الحزب نفسه إن لم يقم بتعديل منهجه ونظامه الإداري ورايته.

وتعليقاً على جملة هذه الأحداث، نبَّه رضا بلحاج – في بيان له – إلى خطورة الأوضاع القائمة في تونس والمنطقة، لافتاً النظر إلى أن الحكومة تقوم بإلهاء الناس بسفاسف الأمور بعيداً عن تحمل مسؤولية الرعاية المتوجبة عليها تجاه الناس، معتبراً أن ما اتخذته الحكومة من إجراءات إثر هجوم سوسة هزيل بكل المقاييس، ما يعني عجز هؤلاء الحكام وعدم أهليتهم بالحد الأدنى، معلقاً على الهجمة ضد حزب التحرير بقوله «يريدون إشغالنا بالدفاع عن ‏حزب التحرير وعن اعتماده الإداري وبالرد على بعض المضايقات من هنا وهناك وإدخالنا في متاهة الردود على الشبهات والتهم لإلهائنا بأنفسنا؛ ولكننا لن نفعل… سنحدثكم عن كيفية منع انهيار تونس والأمة على يد الضعفاء والعملاء، وسنقدم المدونات التفصيلية لكيفية إدارة شؤون البلاد وإعادة توزيع ثرواتها بالعدل والقسطاس،وسنكشف المؤامرات ونتبنى مصالح الناس… وسنبين كيف نحمي البلاد والأمة من الاستعمار الجديد… وكيف نقيم دولة الإسلام ذات المهابة والجدارة بإذن الله».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *