العدد 345 -

السنة الثلاثون شوال 1436هـ – تموز/ آب 2015م

النظام الإيراني نموذج آخر للتضليل والفساد في ظل غياب الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

النظام الإيراني

نموذج آخر للتضليل والفساد في ظل غياب الخلافة

أبو عبد الله – بلاد الحرمين الشريفين

بنى النظام الحاكم فى إيران منذ قيام الثورة – التى أسموها الثورة العقائدية الإسلامية – فى عام 1979م، شرعيته الحاكمة على إيهام أتباعه بإقامة حكم إسلامي، «حكومة إسلامية» تُبنى على القواعد والمعايير الإسلامية، وتتبنى الأحكام الإسلامية قانوناً ودستوراً لها.

إلا أن كل هذه الفقاعات التى أطلقوها فى الهواء لكسب الأتباع ودغدغة مشاعر المسلمين فى العالم ما لبثت أن تلاشت سريعاً عند وضع دستور لا يختلف عن أي دستور علمانى آخر يكرس للنظام الجمهوري ومبدأ الفصل بين السلطات، ويتبنى النظام الرأسمإلى أساساً له وإن حاول أن يجعل له مسحة إسلامية، فأوجد فكرة غامضة تسمى ولاية الفقيه وجعلها أساساً لحكم أسماه إسلامياً.

فهل أدى النظام الذى وضعته الثورة الإيرانية إلى نهضة الشعب الإيراني ورقيِّه، وهل تخلصت إيران من التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية للإمبريالية الاستعمارية كما أدعى نظامها، أم قاد إلى فساد المجتمع وتشوُّهه اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وقبل هذا وذلك هل طبق هذا النظام الإسلام حقاً أم ادَّعى ذلك زوراً وبهتاناً؟!…

أولاً: الحالة الاقتصادية

تعتبر إيران ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث إجمالي الناتج المحلي – إذ بلغ 282 مليار دولار عام 2002م – ورابع أكبر منتج للنفط فى العالم بعد السعودية وروسيا وأميركا – أربعة ملايين برميل يومياً – وخامس أكبر مصدر للنفط فى العالم ، وتمتلك ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم بعد السعودية – حيث يصل احتياطي إيران من النفط إلى نحو 10 في المائة من إجمالي الاحتياطي العالمي – وثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي فى العالم. بجانب أن ميزانية عام 2014م بلغت – حسب التلفزيون الإيراني – 290 مليار دولار. تقرير البنك الدولي 03- 2014م، روسيا اليوم 29-05-2013م. وكان قد أكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مسعود مير كاظمي أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك ثروات هائلة من النفط والغاز، وتُحرز الدرجات الأولى في العالم، كذلك يوجد أكثر من 3 آلاف منجم فعال تنتج مختلف المعادن والفلزات، وأن الكثير من المحاصيل الزراعية الإيرانية تعتبر إيران هي الأولى في العالم في إنتاجها» قناة العالم 24-06-2013م.

إلا أن الواقع فى إيران يقول إن الإيرانيين يعانون من أزمة كبيرة فى وقود السيارات، ومعدلات مخيفة من البطالة والفقر والفساد والتضخم، فإيران تستورد من 40 إلى 50 في المائة من حاجتها من بنزين السيارات موقع القدس 28-03-2014م، الاقتصادية 01-07-2007م. وتخطط الحكومة لزيادة الواردات من البنزين. وارتفعت أسعار النفط بنسبة 75% فى مارس 2014م بعد يومين من قيام 95% من الإيرانيين بتسجيل أسمائهم في برنامج المعونات النقدية، وهو الأمر الذى جعل الحكومة تبدأ حملة لحث الأسر الإيرانية على التخلي عن تلك المعونات العربية 27-04-2014م.

وقد أعلن مركز الإحصاء في إيران أن نسبة البطالة بين الشباب تبلغ حالياً 26%، وكان وزير التعاون والعمل علي ربيعي صرَّح بأن إيجاد فرص العمل في الوقت الحالي غير ممكنة لأن النمو الاقتصادي في البلد لايزال تحت نقطة الصفر العربية نت 25-10-2013م واستناداً إلى البنك المركزي الإيراني، فإن نسبة التضخم السنوية تقف اليوم عند 34,7% العربية 27-04-2014م. وقد وصل الغلاء إلى حد أن ارتفعت المواد الغذائية إلى نسبة تتراوح بين 34% و48% فى شهر واحد  فرانس 24 – 04-10-2012م.

وقال النائب في البرلمان الإيراني موسى ثروتي إن 20٪ من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، وإن نسبة كبيرة منهم لم يحصلوا على الخدمات اللازمة من الجهات المعنية. وأضاف ثروتي، أن «الإحصائيات تشير إلى أن 15 مليون من المواطنين أي ما نسبته 20٪ من سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر” وأوضح أن «7 ملايين من هؤلاء لم يحصلوا على أي دعم من الأجهزة الحكومية، ولم تقدم لهم أي خدمات لتحسين وضعهم المعيشي العربية 06-03-2014م.  إضافة إلى الانتشار الكبير لسكن العشوائيات فى إيران، ففى تقرير مركز الجزيرة للدرسات 05-03-2012م ذكر أن خمسة ملايين إنسان في بعض الدراسات، وعشرين مليوناً في دراسات أخرى يسكنون فى العشوائيات.

أما بالنسبة للفساد فى البلاد الذى وصل حد لا يمكن السيطرة عليه، فقد حذَّر  النائب الإيراني غلام علي جعفر زادة، عضو لجنة التحقيقات في البرلمان، من أن كشف حجم الفساد خلال عهد نجاد قد يؤذي البلاد ويقوّض ثقة الشعب بالمؤسسات. وقال: «الفساد ضخم جداً إلى درجة أننا خائفون من أن كشفه قد يسبّب صدمة اجتماعية للنظام». وأسِف لأن حكومة نجاد التي «ادعت أنها طاهرة، شهدت تزويراً ضخماً جداً» الحياة 13-10-2013م

وأشار موقع إرم الأخبارى 27-08-2014م فى تقرير له، أن من نتيجة تردي الأوضاع  الاقتصادية في إيران هو هجرة آلاف الإيرانيين – جلهم من حملة الشهادات والمؤهلات العليا – هرباً من ضيق المعيشة وعدم توفر فرص العمل، وأشار وزير العلوم والتكنولوجيا والبحوث الإيراني السابق «رضا فرجي دانا» إلى تلك الأعداد الهائلة التي تترك إيران فراراً من الوضع القاسي، بأنها تقدربـ «150 ألف من النخب يهاجرون سنوياً من إيران».

ولكن كعادة الحكومات الوضعية، فإنها لا تجد مخرجاً لفشل إداراتها للبلاد إلا بحرمان الناس من حقوقهم والتضييق عليهم، فلم تجد الحكومة مخرجاً من أزمتها الاقتصادية إلا بما أسمته إجراء إصلاحات جذرية، والتي كان من بينها تعديل تام لسياسة الدعم على الكهرباء والوقود والمواد الغذائية الأساسية العربية 27-04-2014م.

ولعل الكلمات القليلة التى عبر بها أحد البسطاء الذي يدير محلاً صغيراً تعبر أبلغ تعبير عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى إيران حيث قال: «الأسعار ترتفع ومبيعاتي تقل» ويضيف: «الحياة ليست أفضل”. جريدة النهار 27-04-2014م.

ثانياً: الوضع الاجتماعي

يعاني المجتمع الإيراني من مشكلات اجتماعية متفاقمة، من أهمها الانتشار الكبير لتعاطي المخدرات بين الشباب، وانتشار الدعارة كنتيجة مباشرة لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى البلاد. فإيران – طبقاً للتقارير الدولية – فيها أعلى نسبة من المدمنين في العالم خاصة الهيرويين والأفيون؛ إذ إن 2.5% من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة، مدمنون على نوع من المخدرات البيان 07-08-2013م. وفى عام 2000م أقرت الحكومة رسمياً بأن لديها مليون ومئتي ألف مدمن على المخدرات بي بي سى العربية 15-12-2000م. إضافة إلى أن بعض الإدارات الحكومية تعتقد أن عدد المدمنين يصل إلى 4 ملايين شخص الشرق الأوسط 24-09-2005م. وذكرت جريدة الشرق الأوسط 24-09-2005م نقلاً عن ذارخاش موكري، مدير المركز الإيراني الوطني لدراسات الإدمان أنه عندما دمر الزلزال مدينة بام في نهاية عام 2003م، كان من بين مواد الإغاثة التي أرسلتها الحكومة إلى المدينة جرعات من الميثادون وهو مخدر مركب يستخدم لعلاج مدمني الهيرويين والمورفين، حيث يعتقد أن 20 في المائة من سكان المنطقة من المدمنين. ويعتمد العديد من الإيرانيين على المواد الأفيونية لدرجة أن المحللين الحكوميين النافذين يشيرون إلى أنه يجب على الدولة دراسة زراعة الأفيون.

وكان من نتيجة انتشار الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى البلاد أن لجأ عدد غير قليل من النساء إلى ممارسة الدعارة للهروب من الواقع المؤلم المحيط بهم، فقد نقلت البيان 07-08-2013م عن راديو أوروبا الحرة استناداً إلى الرقم الرسمي أن هناك 300 ألف امرأة يعملن مومسات في إيران، وطبقاً للصحف فإن العدد يرتفع بثبات، وقال رسول نفيسي عالم الاجتماع وعميد كلية الدراسات في جامعة «سترايير» واشنطن لخدمة الفارسية: «إن سبب زيادة الدعارة الآن: ضعف الاقتصاد، وارتفاع معدل الطلاق، واستغلال الفتيات اللاتي فررن من الأسر الفقيرة.» وقد نقل موقع البحرين نيوز 27-01-2014م عن مجلة (الشراع) اللبنانية في عددها (684) أن الرئيس الإيراني الأسبق أشار إلى أن هناك ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة. وقالت جميلة كاديفار عضو البرلمان الإيراني وعضو الفصيل النسائي في البرلمان: «إن مبعث قلقنا الرئيسي يكمن في انتشار هذا الاتجاه بشكل كبير، مبينة أن الأرقام الرسمية الصادرة عن منظمة الرعاية الاجتماعية وضحت أن هناك أكثر من ( 1.7 ) مليون سيدة وفتاة، أي قرابة (6%) من أعداد النساء في إيران، فررنَ من منازلهنَّ وصرنَ بلا مأوى، وإن كثيراً منهنَّ قد انتهى بهنَّ المطاف إلى ممارسة البغاء».

وكان رد النظام الحاكم تجاه هذه المشكلات بأن حضّ الرئيس روحاني المؤسسات الحكومية على «الامتناع عن التدخل كثيراً في حياة الناس الذين لا يمكن ترهيبهم بالسياط لدخول الجنّة، بل يختارون طريقهم بنفسهم إلى السماء»  الحياة 13-10-2013م.

ثالثاً: الجمهورية المذهبية.. لا الإسلامية

تنص المادة الثالثة عشر من الدستور الإيراني على أن (الدين الرسمي في إيران هو الإسلام، والمذهب هو الجعفري الاثني عشري. وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير. وأما المذاهب الإسلامية الأخرى… لهذه المذاهب الاعتبار الرسمي فى مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية).

فالمطلع على الدستور الإيراني ونصُّه على مذهب الأكثرية بجانب جعل اللغة الرسمية هى الفارسية، سيتيقن من أن هذا الدستور يؤسس لدولة مذهبية وليس لدولة إسلامية كما يدَّعي النظام الحاكم، دولة إيرانية قومية وليست دولة لكل المسلمين، بل إضافة إلى ذلك فإنه يؤسس لدولة علمانية مضبوعة بالنظام الغربي الرأسمالي، ولا علاقة للدستور ولا للقوانين الموضوعة لا بالإسلام ولا بالمذهب الجعفري. حتى إنه لم يساوِ بين أتباع مذهب الأكثرية وباقى المذاهب الإسلامية، بل فرَّقهم بدل أن يجمعهم، فوعدهم فقط باحترام مذهبهم فى التعليم والتربية الدينية ومسائل الطلاق والزواج، فإذا اضفنا لما سبق تذكية مشاعر الكراهية والبغض والعداء المتعمد ضد المذاهب الأخرى، وإيهام أبناء إيران بالعداء المذهبي، وخلق الفتن الطائفية،  وكانت هذه كلها خلطة جاهزة لفرض سيطرتهم على أهل إيران وإيهامهم بحمايتهم من الإبادة على يد أتباع المذاهب الأخرى، واستخدام تذكية هذا العداء لتحقيق مصالح النظام الحاكم، وذريعة له فى السياسة الخارجية كما سيلي ذكره.

فمثلاً تعيينات المحافظين والوزراء وأعضاء هيئة رئاسة البرلمان كلها على أساس مذهبي، ففى مقالة لصباح الموسوي رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة الأحوازي، قال: «لا يوجد بينهم وزير أو محافظ واحد سني، كما لا يوجد سني واحد من بين أعضاء هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، ومنذ 27 عاماً ونحن نطالب بالترخيص لبناء مسجد لأهل السنة في العاصمة طهران، ولكن الحكومة ترفض الموافقة على هذا الطلب “. إيلاف 21-10-2010م.

وتتخذ إيرانُ المذهبيةَ لتحقيق أهدافها ومصالح النظام الحاكم، دون النظر للدفاع عن المذهب إن تعارض مع مصالحها الوطنية، فإيران لم تحرك ساكناً لنصرة أهل أذربيجان -التى يتبع معظم أهلها المذهب الجعفري- من المذابح التى ارتكبها الروس ضدهم فى عام 1989م، وكذلك لم تساندهم والأرمن يقومون بتهجير أكثر من مليون أذري عام 1994م، في حين نجد أنها تساند وتدعم الشيعة الموجودين فى مناطق أخرى كدول الخليج واليمن ومصر وباكستان، بغرض إضعاف هذه الدول وإثارة القلاقل فيها. فنجد بوضوح أن إيران تستخدم المذهب الجعفري خدمة لمصالحها الوطنية والإقليمية، ولتنفيذ المخططات السياسية التي يمليها عليها أسيادها، ولحشد الأتباع والمؤيدين…

 

رابعاً: السياسة الخارجية وأكذوبة العداء الإيراني الأميركي

بنى النظام الحاكم فى إيران شرعيته على فقاعة العداء الأميركي ووصفِ أميركا بالشيطان الأكبر، بجانب اصطناع القيام بدور المدافع والداعم للقضية الفلسطينية وقيادة محور الممانعة، وإطلاق الشعارات البراقة دون أن يكون لها أي محتوى عملي على الأرض. ودائماً ما تعلق الحكومات المتعاقبة فى إيران على العداء الأميركى وعلى العقوبات الاقتصادية فشل سياساتها الداخلية، حيث صرح رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مسعود مير كاظمي أن «أمام إيران مستقبل مشرق جداً، وأن ما يثير غيظ أميركا هو هذا الشيء في الواقع، أن تكون هناك دولة تريد أن تقف على قدميها دون الاعتماد على الشرق أو الغرب، وفجرت ثورة دينية إسلامية واستطاعت في ظل هذه الثورة وعلى الرغم من جميع القيود تحقيق هذا التقدم» قناة العالم 24-06-2013م.

إلا أنه لا يخفى على أحد حقيقة الدور الإيراني بسيره فى ركاب أميركا، والقيام بدور رأس الحربة لتنفيذ المشاريع والخطط الأميركية فى المنطقة، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني أن «القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها»، وإنه لو لم تُساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأميركيون في المستنقع الأفغاني، وإنه يجب على أميركا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تُسْقط طالبان سبق 06-10-2013م. بالإضافة إلى دعم النظام الذى أوجدته أميركا في العراق، ودفاعها عن عميل أميركا المالكي، ولا يُنسى أن المالكي المدعوم من إيران قد وقَّع على اتفاقات أمنية وعسكرية مع أميركا قبل رحيلها عن العراق، مما يدل على تنسيق المواقف الإيرانية والأميركية بما يخص بالوضع فى العراق بعد رحيل القوات الأميركية عنها، والدفاع والدعم الذى قدمته إيران لنظام المالكي في حربه ضد تنظيم لدولة، ودخول قوات فيلق القدس. وتتخذ إيران ورقة المذهبية والدفاع عن الشيعة ذريعة لتُعلل تدخلها فى العراق وسوريا كادِّعاء أنها «لحماية العتبات المقدسة لدى الشيعة» كما صرح الرئيس روحاني راى اليوم 18-06-2014م، ثم تشيد أميركا بـ«الدور الإيراني البنَّاء فى العراق» الحياة 26-06-2014م.

إضافة أيضاً للدور الإيراني المرسوم من قبل أميركا فى دعم نظام بشار المجرم ومنعه من السقوط، وهو الدور الذي تَفاخر به اللواء محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس أن «مجال عمل قوات فيلق القدس –التابع للحرس الثوري – هو خارج حدود إيران، ودعم الحركات الإسلامية، ومناصرة الشعوب ضد النظم المتجبرة» مؤكداً أن قوات فيلق القدس «قد نفذت مهامها في لبنان وسوريا والعراق بشكل جيد جداً» ويضيف قائلاً، «أفضل تقييم لأداء فيلق القدس هو اعتراف الأعداء، وقد فشلت كل محاولاتهم للإطاحة بالحكومة السورية وزحزحة الأمن والاستقرار في العراق.» القدس 16-09-2014م. ويحذر حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني من أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد تنظيم الدولة الإسلامية من شأنه أن يقضي على أمن (إسرائيل.) الجزيرة 12-10-2014م.

وأما البرنامج النووي الإيراني، والمستمر حتى يومنا هذا، وقد وصل التخصيب فيه إلى حد الـ20% فما هو إلا أداة تستخدمها أميركا في نهاية المطاف لإخضاع دول الخليج لنفوذها فهي كانت تستخدمها للتلويح بالخطر الإيراني الداهم على المنطقة (فزاعة) حتى تخضعها لنفوذها وتبرم صفقات التسليح العسكرية التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات والتي لا هدف لها حقيقة إلا إنعاش المصانع والاقتصاد الأميركي… أما اليوم فإنها تريد أن تستخدم إيران بأسلوب مختلف، وهو أن تعطي لإيران دوراً إقليمياً بارزاً في تحقيق أهدافها فعطلت البرنامج النووي الإيراني مؤقتاً لتتفرغ للتدخل عسكرياً ومذهبياً في سائر الدول التي تريد أميركا إدخالها في نفوذها. ومن هنا نرى مدى توافق السياسية الإيرانية مع السياسة الأمريكية في جميع ملفات المنطقة. توافق في سوريا، وتوافق في أفغانستان من قبل، وتوافق في العراق، وتوافق في اليمن… بل يمكن القول إنها تبعية أكثر مما هي توافق.

خاتمة

يتَّضح مما ورد ذكره أن المجتمع الإيراني يسير بخطى ثابتة من سيئ إلى أسوأ، والفضل يعود للنظام السياسي الحاكم في إيران. فالدستور والقوانين الموضوعة والسياسات المتَّبعة لا تمت إلى لإسلام بصلة، وكلها ما هى إلا اقتداء بالفكر الغربى الرأسمالي الذى كان سبب الفساد والشقاء فى العالم. وإن النظام الإيراني ليس إلا نموذجاً آخر من نماذج التضليل والعمالة والفساد في كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإن المسلمين في إيران كغيرهم من المسلمين مطالبون بالعمل الجاد لإقامة خلافة إسلامية راشدة تستأنف الحياة الإسلامية الحقيقية في بلادهم وبلاد المسلمين كافة،كما كانت في قرون خلت، حيث لن ينقذهم من فساد نظامهم وخيانته وعمالته وجوره إلا هذه الخلافة التي بها عزُّ الدنيا والآخرة… وعلى الله قصد السبيل.q

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *