العدد 344 -

السنة الثلاثون رمضان 1436هـ – تموز 2015م

أين تذهب أموال نفط الجزائر؟

أين تذهب أموال نفط الجزائر؟

 

كشف كتاب «باريس-الجزائر: قصة حب شغوفة» لصحفيين فرنسيين أسرار بعض رجال النظام الجزائري (وزراء وعسكريين) وعن ممتلكاتهم العقارية في الأحياء الباريسية الراقية فيما الفقر والبطالة منتشرة بكثرة في طول البلاد وعرضها. الكتاب يستحضر سؤالا يطرحه جميع الجزائريين: أين تذهب أموال النفط الجزائري؟ بحسب ما أوردته فرانس 24 الإخبارية، والتي تعرض إجابة بسيطة استناداً إلى ما ورد في الكتاب  الذي ألفه أحد أفراد أسرة القناة الفرنسية الأولى الصحافي كريستوف دوبوا، وزميلته كرستين ثابت من جريدة «لو جورنال دو ديمانش» اللذين قاما بتحقيق معمق حول الممتلكات العقارية التي اشتراها بعض المسؤولين الجزائريين الكبار في أرقى الأحياء الباريسية.

وكشف الكتاب عن عدة أسماء لمسؤولين جزائريين يملكون شققا فاخرة في باريس. من بينهم عبد السلام بوشارب، وزير الصناعة والمناجم الذي اشترى شقة فاخرة مساحتها 156 مترا مربعا في الدائرة الخامسة بباريس على ضفاف نهر «السين» بمبلغ يقدر بـ 1.200 مليون يورو. يشار أن هذا الوزير مشتبه بتورطه في قضية بنك «خليفة» الشهيرة.

أسماء أخرى كشف الكتاب النقاب عنها، أبرزها شريف رحماني الذي عمل وزيرا سابقا للسياحة وحاكما لمنطقة الجزائر. هذا المسؤول اقتنى شقة كبيرة في الدائرة 16 بباريس عبر شركة عقارية أسسها في عام 1997 باسم زوجته زبيدة بن طاهر، لكن بعد مرور سنوات، تغير اسم الشركة العقارية ليصبح باسم أولاده الأربعة! كذلك ريم سلال، ابنة رئيس الحكومة الجزائرية الحالي عبد المالك سلال التي تملك شقة قيمتها 860 ألف يورو بجادة الإليزيه منذ 2007، بينما لم يكن عمرها يتجاوز 28 سنة. كما أورد الكتاب عدة أسماء أخرى كوزير النفط الجزائري السابق شكيب خليل والجنرال توفيق مدين وغيرهما.

وجدير بالذكر أن القضاء الفرنسي قد أمر بالحجر على العديد من ممتلكات ممن ذكر اسمه في الكتاب في فرنسا (شقق في باريس وفيلات في الجنوب الفرنسي، إضافة إلى يخت) كما أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف بحق أصحابها.

اللافت – بحسب الكتاب- أن علاقة هؤلاء المتهمين بأركان ورموز السلطة الفرنسية معروفة سواء خلال حكم نيكولا ساركوزي أو فرانسوا هولاند. ما يعني، أن هناك تواطؤاً ضمنيا بين الطرفين، ويتساءل الصحافيان في تحقيقهما: «من قال إن هناك حربا بين النظامين الجزائري والفرنسي؟» ثم يجيبان «في الحقيقة، إن الخطابات الوطنية للمسؤولين الجزائريين والمعادية لفرنسا تخفي صداقة ومحبة قوية لا يمكن أن نتخيلها».

الوعي: إن ما ذكره الكتاب هو مجرد غيض من فيض الفساد المستشري في بلاد المسلمين، وإن تواطؤ نظم الغرب الديمقراطي الليبرالي تصل إلى درجة الشريك الكامل في الجريمة، بل إن أرباب الفساد هم صنيعته، وهو حريص كل الحرص على استمرارهم كي يستمر نفوذه ونهبه المتوحش لبلادنا، لذلك كان على المسلمين التصدي لهذا الظلم وتغيير هذا الواقع، فالغرب قلق منهم لا عليهم، ولا على الذين يغرقون في البحار في محاولة الهجرة لسد حاجات العيش الأساسية، وهو غير مبال بأدنى معاني القيم التي يدعيها من سيادة القانون ومعاقبة المجرمين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *