العدد 340 -

السنة التاسعة والعشرون جمادى الأولى 1436هـ – آذار 2015م

محاور الاستراتيجية الأميركية المــُحَدّثة

محاور الاستراتيجية الأميركية المــُحَدّثة

 

كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما في السادس من شباط 2015م عن «استراتيجية مُحدَّثة» للأمن القومي، وجاءت الوثيقة التي تتضمن الاستراتيجية في 29 صفحة، وهي موجهة ابتداء إلى الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون. قال أوباما في إعلانه عن تلك الاستراتيجية: «إن السؤال ليس هل الولايات المتحدة يجب أن تقود، ولكن كيف»؟ مشيراً إلى أن التحديات -بما في ذلك التطرف، والعدوان الروسي، والهجمات الإلكترونية، والتغيُّر المناخي- من الأفضل أن تعالج بحشد التحالفات الدولية. وأشار إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تحاول «إملاء مسار كل الأحداث الجارية في جميع أنحاء العالم»، كما أنها ليست لديها موارد لا متناهية لمعالجة المشاكل المعقدة التي لا يمكن أن تعالج فقط بالقدرات العسكرية. ويمكن تلخيص الاستراتيجية المحدَّثة بأربعة محاور:

المحور الأول: قيام الولايات المتحدة بدور رائد في العالم، مع ضرورة اتباع نهج «حذر» وحشد التحالفات العالمية لمواجهة مخاطر دولية متعددة على رأسها «محاربة الإرهاب». وأكد أوباما على التزام قيادة التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية! – ما يعني عملياً إبقاء الإسلام تحت المجهر وفي قلب دوامة الصراع الدولي-

 المحور الثاني: العمل مع الحلفاء الأوروبيين لحصار روسيا وعزلها. ما يعني عودة «الحرب الباردة الجديدة».  وهذا ما أكده رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء بقوله: «لا نسمع سوى الحديث عن العقوبات الأميركية والاتّحاد الأوروبي ضدّ روسيا… أميركا ضائعة في الأدغال وتجرّنا خلفها… تريد أميركا أن تجرّنا إلى حرب باردة جديدة… فأين سيؤدي بنا هذا؟ الحرب الباردة قد بدأت بالفعل وماذا بعد؟»

المحور الثالث: أهمية رصد وتحويل المزيد من الموارد الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية صوب آسيا، وذلك من أجل «إعادة التوازن» إلى القارة لمواجهة القوة المتنامية للصين. يذكر أن استراتيجية أميركا تجاه الصين قامت لعقود عبر وضعها معها في نفس القارب. حيث تكون الولايات المتحدة قائد الدفة فيما تساعدها الصين في دفع القارب. ما يعني تحكم أميركا بتوجهات الصين مقابل تأمين بعض مصالحها، إضافة لدفع دول في شرق آسيا لمنافسة الصين وإشغالها والحد من تطلعاتها.

المحور الرابع: الأهمية الاستراتيجية لازدهار قطاع النفط في الولايات المتحدة وإنتاج الغاز الطبيعي، وأشار أوباما في هذا السياق إلى أن أميركا لديها حصة في أمن الطاقة في العالم مع حلفائها في أوروبا ومناطق أخرى. وأن الاستراتيجية المحدثة تعتمد على «زيادة الحصول على الطاقة الموثوقة وبأسعار معقولة كوسيلة فعالة لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية وللمساعدة في بناء أسواق جديدة لتكنولوجيا الولايات المتحدة والاستثمار».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *