العدد 450-451-452 -

السنة الثامنة والثلاثون، رجب – شعبان – رمضان 1445هـ الموافق شباط – آذار – نيسان 2024م

نداء إلى المخلصين من أهل القوة ألم يَــأْنِ لجيوش المسلمين أن تنفض غبار الذل وعار الهزائم أمام  كيان يهود المسخ؟! (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ)

الخميسي

 اليمن

لقد دخلت الجيوش العربية مع كيان يهود منذ تأسيسه سنة 1948م سبعَ حروبٍ هُزمت فيها شرَّ هزيمة، ولم تكن الهزائم التي لحقت بالجيوش العربية بسبب قلة العدد أو العتاد، بل بسبب عدم وجود قيادة عسكرية مخلصة لله ولرسوله وللأمة الإسلامية، وارتباط هذه القيادة العسكرية بقيادة سياسية تابعة للغرب الكافر، تحكم بالجبت والطاغوت، سيفها أقرب إلى رؤوس المسلمين منه إلى رقاب أعدائهم.

نعم، إنها ثلاثية متلازمة لا ينفك بعضها عن بعض. غرب كافر معادٍ للإسلام والمسلمين ويستعمر كل بلادهم ويمتص خيراتهم… وأنظمة حكم سياسية أتى بها الغرب إلى الحكم ليعمل من خلالها على منع الإسلام من الوصول إلى الحكم، وعلى استغلال موارد البلاد اقتصاديًّا وجعلها تسير بحسب سياسته الخارجية فتكون بيدقًا في لعبة سياسته الدولية… وقيادة عسكرية وظيفتها الأساسية هي الحفاظ على أمن أنظمة الحكم السياسية وإبعاد أي خطر عنها حتى لو جاء هذا الخطر من الأمة نفسها. إنها ثلاثية مرتبطة ببعضها، ولا بد من إدراك هذا الارتباط المتلازم، والعمل للتغيير من خلاله. ولعلَّ هذا الكلام بات مدركًا من الأمة؛ حيث باتت تدرك تحكُّم الغرب في كل مفاصل حياة المسلمين، وأنه هو من يقف وراء حكامهم المجرمين، وأن قيادات الجيوش هي سيف مسلط على رقابهم يمنعهم بالقوة والقهر من تغييرهم.

وعليه فمن أراد أن يقطع دابر النفوذ الغربي من بلاد المسلمين، والوصول إلى الحكم بالإسلام، فلا بد له من البدء بأخذ القيادة العسكرية إلى جانبه، ونقول القيادة العسكرية لأن الجيوش هي مثل الشعوب مخلصة؛ ولكن قياداتها فقط هي المرتبطة، وهذا يسهِّل الأمر، ويشجع على التغيير، وهو لا يحتاج إلا إلى بعض من الضباط المخلصين الذين يعزُّ عليهم دينهم، ويصعب عليهم ما يصيب أمتهم من إجرام، وهؤلاء موجودون وهم بفضل الله كثير؛ ولكن أمثال هؤلاء يحتاجون إلى حسن تفكير وحسن تخطيط وحسن تنفيذ، حتى يمكنهم أخذ الحكم بالقوة من أهل القوة السابقين المجرمين، ويحتاجون إلى قيادة سياسية تبنت الإسلام كمشروع دولة، هي دولة الخلافة الراشدة،؛ ليسلموها الحكم. وهذه القيادة موجودة بفضل الله، ومتمثلة بحزب التحرير. وهذه القيادة عليها أن تقوم بما يوجبه عليها دينها من إحسان الحكم بالإسلام وتثبيت العقيدة ونشرها بالدعوة والجهاد وقطع دابر الغرب ونفوذه من بلاد المسلمين… وبهذا يتم فرط هذه الثلاثية والقضاء عليها. وبهذا يمكن أن يحدث التغيير الحقيقي.

نعم، إن النصر الحقيقي إنما ينتظره المسلمون من قادة مخلصين في هذه الجيوش، يحزمون أمرهم لنصرة الدين والأمة الإسلامية على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكونون أنصار الله، ولا يكونون أنصار هؤلاء الحكام، ولا من وراءهم من حكام الغرب الكافر الذين يتحكَّمون بحياة المسلمين والقابضين على أمورهم. وإننا لنتوجَّه إلى أهل القوة من المسلمين سائلين الله أن تجد منهم آذان صاغية وقلوب واعية فتقول:يا جيوش الأمة، إنكم من أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين، ومن واجبكم أن تحموا دينكم وأمتكم، لا أن تحموا أهل الجور من هؤلاء الحكام العملاء الأنذال الذين خذلوا أهل غزة وهم في أحوج حالات الاستغاثة بهم، وخاصة منهم حكام دول الطوق… والأمة اليوم تغلي من حكامها أكثر من أي وقت مضى… أفلا تقومون بما أوجبه الله عليكم من العمل مع العاملين لنصرة دينكم؟! فتأخذوا الحكم بالقوة من طواغيت حكامكم وزبانيتهم وتضعوه بأيدٍ أمينة. فالله جعلكم أصلًا في التغيير، وسماكم الأنصار، وسمى من سبقكم من أهل الدعوة في مكة بـ(المهاجرين) وجمع بينكما في أكثر من آية في كتابه العزيز، فقال سبحانه في إحداها:(وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ٧٤).

يا ضباط جيوش المسلمين أنتم من أبناء هذه الأمة، ومن أهل القوة فيها، ولا شك أنكم تتألمون لألم أمتكم! ألا يحزنكم ما يحصل لإخوانكم في غزة؟. إن الغرب الكافر وعملاءه من حكام  المسلمين الخونة يدركون مدى خطورتكم إذا انحزتم لأمتكم؛ لذلك يقبضون عليكم بقوة ويختارون من يقودكم بشكل مدروس ومدسوس لكي تبقوا تحت أيديهم، مكبَّلين بقيود اتفاقية (سايكس بيكو)… إن الأمة كلها أمل في الله أنه سيوجد من بينكم من يكون أشد حبًّا لله واشتياقًا لنصرة دينه؛ فيقوَون على الواقع مستمدِّين قوتهم من الله وحده مستعينين به، مادِّين أيديهم إلى إخوة لهم من الواعين الصادقين ممن نذروا أنفسهم لإقامة حكم الله في الأرض. ليعقدوا معهم الصفقة… إن الأمة تستنصركم، فأين المجيب فيكم؟ أين منكم أمثال سعد بن معاذ، وأسيد بن الحضير، وأسعد بن زرارة، وسعد بن عبادة؟… فهنيئًا لمن اختاره الله منكم ليكونوا من أنصاره.

يا أبناء أمة الإسلام المنتسبين لجيوشها، إن لله ولدينه وللمسلمين عليكم حقًّا فلا تضيعوه أو تفرطوا فيه… لقد قام ضباط بانقلابات على حكامهم استجابة لأوامر أمريكا، فهل يستجيب غيركم للباطل ولا يستجيب أحد منكم لنداء ربه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ). أنداء أمريكا أولى بأن يُلبَّى أم نداء الله؟!!.

إذا لم تتحركو الآن وأنتم ترَون الدماء في أمة الإسلام تسفك، وترَون الأقصى تُنتهك حرماته، فمتى ستتحركون يا ضباط وقادة جيوش الأمة الإسلامية؟!! ألم يأنِ أوان كسر قيود (سايكس بيكو) التي قيَّدكم بها المحتل منذ مائة عام ونيِّف، فأوجد لكم تلك الحدود المصطنعة والدول الكرتونية التي يوهمونكم بها أنها تمنعكم من القيام بواجب نصرة إخوتكم في فلسطين. لقد حان الوقت لتأخذوا دوركم، فالله سبحانه قد أوجب عليكم أن يكون منكم من ينصر دينه، فلا يمكن أن يضع حدًّا ليهود وللغرب الكافر غير أهل القوة من الجيوش، بنصرهم للثلة المؤمنة العاملة لإقامة هذا الدين، ومن ثم نصركم لأهل غزة ولكل المظلومين من إخوتك المؤمنين في كل مكان… لقد وصل حال الأمة أنها ترى أنكم الوحيدون الذين يمكنهم أن يخلصوها من هذا الكرب العظيم، وهذا فرض الله عليكم، أنتم آثمون إثمً عظيمًا إن تركتموه، وتؤجرون عليه الأجر الكبير إن قمتم محتسبين الأجر عند الله.

يا أبناء الأمة الإسلامية من أهل القوة، لا تلهِكم عن نصرة دين الحق تلك الامتيازات التي أعطاكم إياها حكام الجور والضلال… والله لو قامت فيكم ثلة مخلصة لله ورسوله لنصرة دينه لتحرك خلفكم ملايين الجنود الذين لو رفعت فيهم راية الإسلام لافتدَوها بأرواحهم…

يا ضباط وجيوش الأمة، لا تخافوا أمريكا التي أذلَّها المجاهدون في أفغانستان، ولا تخافواالمنافقين من حكامكم فإنهم لا يقدرون عليكم متى وقفتم وِقفة الحق وقبضتم على الأمور، ولا تخافوا من يهود، بل خافوا من الله وحده، الذي يقول فيهم:(قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ ١٣ لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۢۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ١٤)أبعد كلام الله هذا كلام؟! أوبعد وعد الله وعد؟! الله سحانه وتعالى يطمنئكم أنكم إن أخلصتم النية له فسوف يؤيدكم بنصره ولن ينفع بعضهم بعضًا، فالله غالب على أمره… تذكروا بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود. فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهود وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يامسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعالَ فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود». وتذكروا قول الرسول الأكرم: «ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة»… وعندها سيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.

يا جيوش المسلمين. انا نحذركم بقول الله تعالى: (إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡ‍ٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ٣٩) إن تراخيكم عن نصرة إقامة الحكم بما أنزل الله، وعن نصرة المسجد الأقصى ونصرة المجاهدين في الأرض المباركة هو خذلان مابعده خذلان، أتتركون الدين من غير حارس؟! أتتركون أهل غزة في هذه المواجهة البطولية وحدهم؟! أم تلبُّون نداء العزة وتنصرون الله ورسوله فلا تبقوا لكيان يهود حجرً فوق حجر… هل ستنهضون أعزة بدينكم فتعيدوا لأمتكم عزتها أم تبقون أذلة تحت ظل هؤلاء الحكام العملاء.

يا أهل القوة من أمة الإسلام في كل مكان، لقد أزال الكافر المستعمر الدولة التي أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لزامًا عليكم أن تكونوا في الصف الأول من أجل إعادتها. ولقد امتنَّ الله على ثلة مؤمنة من المسلمين هي حزب التحرير بأن شرَّفهم ووفَّقهم للقيام بهذا الفرض العظيم، وإنا نتقصَّدكم لأنكم أهل القوة والمنعة، والله فرض عليكم أن تنصروا دينه وتقيموا شرعه، وتجاهدوا عدوه… إننا ندعوكم إلى الانحياز إلى أمتكم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا… إن بلاد المسلمين اليوم هي على موعد مع النصر والتحرير وإقامة الخلافة الراشدة الثانية… على موعد مع خليفة للمسلمين… على موعد مع جيش الخلافة… هذا تذكيرنا لكم، فهل من مجيب؟!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *