العدد 446 -

السنة الثامنة و الثلاثون، ربيع الأول 1445هـ الموافق تشرين الأول 2023م

قطوف نبوية دانية: (إيثار الآخرة على الدنيا)

* عن زيد بن أرقم قال: كنا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فدعا بشراب فأُتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه بكى وبكى حتى أبكى أصحابه، فسكتوا وما سكت، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لن يقدروا على مسألته، قال ثم مسح عينيه. فقالوا يا خليفة رسول الله ما أبكاك؟ قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيتُه يدفع عن نفسه شيئًا ولم أرَ معه أحدًا، فقلت يا رسول الله: ما الذي تدفع عن نفسك؟ قال: «هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها: إليكِ عني، ثم رجعت فقالت: إن أفْلَتَّ مني، فلن يُفلت مني مَن بعدك» رواه الحاكم في المستدرك.

* عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء» رواه الحاكم في المستدرك.

* عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ أخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى» رواه الحاكم في المستدرك.  

* عن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما لي وللدنيا! وما للدنيا ولي! والذي نفسي بيده، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظلَّ تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركه» رواه ابن حبان.  

* عن شريح بن عبيد أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال: يا معشر الأشعريين، ليُبلّغ الشاهد منكم الغائب، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حلوةٌ الدنيا مُرَّةٌ الآخرة، ومُرَّةٌ الدنيا حلوةٌ الآخرة» رواه الحاكم في المستدرك.

* عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض. ومن عَمِلَ منهم عَمَلَ الآخرة للدنيا لم يكن له في الأخرة نصيب» رواه الحاكم.

* عن سهل بن سعد الساعدي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وموضع سوط  أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها» رواه البخاري.

* عن المستورد بن شداد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم  إصبعه في اليمِّ، فلينظر بم يرجع» رواه مسلم.

* عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» رواه البخاري.

*عن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل» رواه الطبراني.

* قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا يا رسول الله ما من أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن مالَهُ ما قدَّم ومالَ وارثه ما أخَّر ) رواه البخاري.

* عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثم لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا». قال ثوبان: يا رسول الله، صِفهم لنا جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون؛ ولكنهم أقوام إذا خلَوا بمحارم الله انتهكوها» رواه ابن ماجة.

* وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ذكرتُ النار فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيكِ؟» قلت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال: «أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل. وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم وراء ظهره. وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حتى يجوز» وفي رواية الحاكم قال: «وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة، يحبسن الله بها من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا.» رواه أبو داود.

* وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثم يجاء يوم القيامة بصحف مختَّمة، فتنصب بين يدي الله عز وجل، فيقول الله عز وجل لملائكته: ألقوا هذا واقبلوا هذا. فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرًا، فيقول وهو أعلم: إن هذا كان لغيري، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما كان ابتُغي به وجهي» رواه الدارقطني.

* عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من باب بيته أو من باب داره كان معه ملكان موكَلان به. فإذا قال بسم الله، قالا هُديت. وإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وُقيت. وإذا قال توكلت على الله قالا كُفيت قال فيلقاه قريناه فيقولان ماذا تريدان من رجل قد هُدِيَ وكُفٍيَ ووُقي» رواه الترمذي.

* روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نُكِت فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيضَ مثل الصفا فلا تضيره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرًا».

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فبلَّغه غيره، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه. ثلاث لا يغلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم. ومن كانت الدنيا نيته؛ فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له. ومن كانت الآخرة نيته؛ جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة» موارد الظمآن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *