العدد 445 -

السنة الثامنة و الثلاثون، صفر 1445 هـ الموافق أيلول 2023م

تطبيع الخليج مع (إسرائيل).. ترفضه شعوبهم

إن موقف المسلمين في الخليج مما يقوم به حكامهم من عملية التطبيع مع كيان يهود لا يختلف عن موقف إخوانهم في كل بلاد المسلمين، وهو الرفض؛ وذلك لأنه موقف يصدر من منطلق ديني، ومرتبط بمسألة عقدية، وموقفهم هذا هو موقف الشرع من يهود، فالقرآن والسنة مليئان بالحديث عن يهود وعن مبلغ عدائهم للمسلمين، والذي يقرؤه المسلمون عن يهود لا يختلف عن واقع العداء الذي يمارسونه في فلسطين وغير فلسطين ضد المسلمين؛ لذلك ما إن ظهرت الإعلامية الكويتية فجر السعيد في إحدى القنوات (الإسرائيلية) متحدثة عن أهمية بناء علاقات قائمة على السلام مع (إسرائيل) حتى أثارت المقابلة عاصفة من النقد والهجوم عليها وصلت إلى حد مقاضاتها أمام المحاكم. وعندما تحدث صحفي كويتي آخر هو علي الفضالة مؤيدًا دعوة فجر السعيد ومؤكدًا أن المقاطعة لمدة ستين عامًا لم تُفدِ القضية الفلسطينية، لم يجد هو الآخر سوى الهجوم الشرس من الكويتيين أو غيرهم من شعوب الخليج، وهو الموقف نفسه مع محاولات مشابهة قام بها إعلاميون في السعودية ودول خليجية أخرى… هذا وقد اتخذ رفض التطبيع الشعبي ورفض كافة أشكال التقارب الرسمي مع يهود أشكالًا عدة؛ حيث تم إقامة العديد من الندوات وتدشين حملات إلكترونية في كل من الكويت وقطر وسلطنة عمان… ففي السلطنة ظهرت الآراء النقدية في غضون الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكذلك بدت في قطر في بعض المواقف المشابهة لعل أبرزها وقت وجود لاعبين (إسرائيليين) في بطولة العالم الأخيرة للجمباز التي استضافتها الدوحة… ولكن هذه الآراء النقدية ليس مسموحًا بها في كل من السعودية والإمارات، فعموم الناس هناك بين خيارين إما أن يحتفظوا بآرائهم المخالفة لتوجهات الحكومتين، وإما أن يزج بهم في السجون، وهو أمر يؤكد القاعدة العامة، وهي وجود رأي عام شعبي مخالف للتوجهات الحكومية; ولكن لا ينفيها. هذا الموقف يعكس حالة من الانفصال بين المسارين الرسمي والشعبي…

الوعي: بالرغم من امتلاك الحكومات في الخليج للكثير من وسائل الاعلام ومدى قوة تأثيرها؛ لكن ذلك لن ينفع في تغيير الموقف الشعبي، فهو لم ينفع سابقًا مع النموذج المصري ولا الأردني ولا حتى المغربي ولا السوداني… وهذا ما يدركه حكام يهود وحكام المسلمين بالسوية، وعبر عنه نتنياهو صراحة؛ ذلك أن حكام الخليج وحكام المسلمين هم من طينة واحدة… وتسوية الموقف يبدأ بتغيير هؤلاء الحكام الذين هم مصدر كل خيانة، وكل تفريط لقضايا المسلمين، وإقامة حكم الله في الأرض، وإقامة حكم الله في هؤلاء الحكام، وإقامة حكم الله في يهود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *