العدد 445 -

السنة الثامنة و الثلاثون، صفر 1445 هـ الموافق أيلول 2023م

اتفاقات التطبيع (اتفاقات إبراهام) والتحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي… منافسة دولية، و(إسرائيل) قطب الرحى في المنطقة (1)

 

نصر  فياض – الأرض المباركة فلسطين

تأتي اتفاقات التطبيع الأخيرة التي عملت أمريكا على إبرامها منفردة في سياقات متعددة ومتداخلة وتحقق أهدافًا استراتيجية عديدة جعلها تقفز على فكرة تحقيق التطبيع بين الدول العربية و(إسرائيل) بعد تحقيق اتفاق نهائي في القضية الفلسطينية كما نصت عليه المبادرة العربية. فالتقليل من التواجد العسكري الأمريكي، والحفاظ على الهيمنة الأمريكية، والتصدي للأخطار التي تستهدف أمريكا ومصالحها، ومجابهة المنافسين الدوليين (الصين وروسيا) وأيضًا المحتملين الحركات الإسلامية السياسية، بالإضافة إلى الحفاظ على كيان يهود، وتحقيق أمنه واستقراره، ودمجه في المنطقة، وضمان تفوقه، كل ذلك كان وراء اتفاقات التطبيع الأخيرة (اتفاقات إبراهام).

ولتحقيق أهدافها الاستراتيجية هذه، بدأت أمريكا بإحداث تغييرات جوهرية على أكثر من صعيد:

1- أيدلوجي وثقافي: العمل على إبدال المفاهيم التي يحملها المسلمون والتي تعتبر الكيان اليهودي كيانًا مغتصبًا يجب إزالته ويحرم إعطاؤه أي شرعية، فجعلت الجامع الذي يربط الدول في المنطقة و(إسرائيل) هي العقيدة (الإبراهيمية) والثقافة الغربية، والتي تسميها إنسانية، والتي تؤمن بتقبُّل الآخر والعيش المشترك وغيرها من المعاني التي تسوِّق لتقبل المحتل والكيان المغتصب لأرض فلسطين كثقافة السلام، وأيضًا فكرة إصلاح الإسلام التي جاءت على لسان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بعد نجاح المحادثات السرّية الأمريكية-(الإسرائيلية)-الإماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2019م، بقوله في تغريدة على تويتر «إصلاح الإسلام، تحالف عربي (إسرائيلي) يتشكل في الشرق الأوسط»، والتي يعمل على إيجادها عبر وسائل عديدة بدءًا من محاربة الأحزاب الإسلامية السياسية التي تؤمن بعودة الحكم بالإسلام وإقامة الخلافة، وإلغاء مفهوم الجهاد في سبيل الله وتحكيم الشريعة والولاء والبراء عبر تغيير المناهج وتوجيه الإعلام والخطباء والمؤسسات الدينية الرسمية للقيام بهذا الدور الخبيث.

2- نقل الصراع والعداء من العداء لـ(إسرائيل) إلى صراع بين دول المنطقة نفسها عبر أحلاف تُشكل على أساس طائفي ومذهبي، والذي تمثله إيران من جهة ودول الخليج من جهة أخرى، بالإضافة إلى تركيز جهود الأنظمة الحاكمة في المنطقة بمحاربة ومواجهة تطبيق الإسلام والذي تقوده الحركات السياسية الإسلامية أو ما بات يعرف بالإسلام الحركي.

3- تعزيز الشراكة الأمريكية: عن طريق التطبيع الكامل بين (إسرائيل) ودول المنطقة بكافة أشكاله  السياسية والثقافية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، ومن ذلك طرح المشاريع الاقتصادية الضخمة بشراكة أمريكية مع الكيان اليهودي ودول المنطقة، وكذلك  في مجالات عديدة.

وقد كشف اتفاق الإمارات والكيان اليهودي هذه الجوانب، ففي الاتفاقية التفصيلية التي تم التوقيع عليها بين الإمارات والكيان الصهيوني في واشنطن، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أي بعد شهر واحد فقط من توقيع «اتفاقات إبراهام»،  ورد في الاتفاقية ما يأتي:

“الاعتراف بأن الشعبين العربي واليهودي ينحدران من سلف مشترك هو إبراهيم، وقد ألهموا بهذه الروح تعزيز واقع الشرق الأوسط الذي يعيش فيه المسلمون واليهود والمسيحيون والشعوب من جميع الأديان والطوائف والمعتقدات والقوميات. ويلتزمون بروح التعايش والتفاهم والاحترام المتبادل”.

وفي ما يخص إقامة علاقة طبيعية كاملة بين البلدين، ورد في الاتفاقية ما يأتي:

  1. إقامة السلام والعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل.

  2. احترام سيادة كل منهما وحقه في العيش بسلام وأمن، وحلّ الخلافات بالوسائل السلمية.

  3. إنشاء السفارات وتبادل السفراء المقيمين في أقرب وقت.

  4. التفاهم والتعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات السلام والاستقرار ومحاربة الإرهاب.

  5. إبرام اتفاقيات ثنائية في المجالات التالية في أقرب وقت ممكن عمليًّا:

التمويل والاستثمار المدني – الطيران المدني -التأشيرات والخدمات القنصلية – الابتكار والعلاقات التجارية و الاقتصادية – الرعاية الصحية – العلوم والتكنولوجيا و الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي – السياحة والثقافة والرياضة – الطاقة – البيئة – التعليم – الترتيبات البحرية  – الاتصالات السلكية واللاسلكية والبريد – الزراعة والأمن الغذائي – الماء – التعاون القانوني.

6-  تعزيز التفاهم المتبادل والاحترام والتعايش وثقافة السلام بين الطرفين بروح سلفهما المشترك إبراهيم، وبداية عهد جديد من السلام والعلاقات الودّية عن طريق تنمية البرامج بين الشعوب والحوار بين الأديان والتبادلات الثقافية والأكاديمية والشبابية والعلمية وغيرها بين شعوبها. والعمل معًا لمواجهة التطرف الذي يحضّ على الكراهية والانقسام والإرهاب، ومكافحة التحريض والتمييز. وسيعمل الطرفان من أجل إنشاء منتدى مشترك رفيع المستوى للسلام والتعايش مكرّس للنهوض بهذه الأهداف.

  1. الانضمام إلى الولايات المتحدة لتطوير وإطلاق «أجندة استراتيجية للشرق الأوسط» من أجل توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاستقرار الإقليمي وغيرها.

فانطلاقًا من التغييرات في الاستراتيجية الأمريكية والتي أحدثت موجة التطبيع الجديدة، عملت أمريكا على تشكيل تحالف أمريكي جديد يحمل مسمى «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (ميسا)» أو (ناتو عربي) وهو تحالف يجمع دول الخليج (سواء التي أعلنت التطبيع مع دولة (إسرائيل) أو التي ستلحق بها) ومصر والأردن بالإضافة إلى (إسرائيل) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تحالف عملت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المسارعة في تشكيله عبر ضم العديد من الدول لاتفاقات التطبيع. ومع مجيء الإدارة الجديدة عملت على التريث في ضم دول جديدة لاتفاقات التطبيع ضمن سياسة إدارة بايدن التي تختلف عن سياسة سلفه في التعامل مع الملف الفلسطيني، فهي تريد أن يكون التطبيع هو ثمن انخراط (إسرائيل) في المشروع الأمريكي، هذا بالإضافة إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مما اقتضى تغير في أسلوب التعاطي مع إيجاد التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي لما  له من تأثير مباشر على الهدف المعلن من تشكيله وهو مجابهة التهديد الإيراني، وطرح التساؤل من دول المنطقة من جدوى المشاركة فيه، خاصة وأن أمريكا منخرطة في مفاوضات للتوصل لاتفاق مع إيران، فعملت أمريكا على تبطيء الإعلان عن اتفاقات جديدة، وإن كانت الاتصالات وعمليات التطبيع المختلفة جارية على قدم وساق؛ وذلك لإطلاق عملية التفاوض مع إيران؛ ما جعل الإعلان عن إنشاء التحالف الجديد غير ممكن في الوقت القريب؛ ولذلك عملت أمريكا على إدخال (إسرائيل) في القيادة الوسطى للقوات الأمريكية (centco)، والتي تضم العديد من الدول العربية مما يسهل عملية إتمام عقد التحالف الاستراتيجي بين الدول العربية و(إسرائيل) وبشراكة أمريكية كاملة وإنجاز التفاصيل المتعلقة بالجوانب العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.

 فهذا التحالف يربط الأمن العسكري بالأمنين السياسي والاقتصادي، وهو يخدم الأهداف الأمريكية في المنطقة المتمثلة:

1- بالتصدي لأي تهديد للمصالح الأمريكية في المنطقة، ومن ذلك محاربة الإسلام وحركاته السياسية.

2- بتقليص الوجود العسكري الأمريكي دون تمكين المنافسين الدوليين (الصين، روسيا، وحتى أوروبا) من ملء الفراغ أو تحقيق مكاسب.

3-بالقدرة على التأثير على دول الحلف لإعطاء أمريكا الامتياز لإبرام الصفقات العسكرية والاقتصادية وحرمان خصومها منها.

4-بإحكام السيطرة الأمنية والسياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية على دول المنطقة، وفي المقابل إطلاق اليد لـ(إسرائيل) لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية وأمنية وضمان تفوقها في المنطقة ودمجها في المنطقة.

وقد كشف عن بعض هذه الأهداف تيم ليندر كينغ نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي إلى أن التحالف يستهدف «إيران والتهديدات السبرانية، والهجمات على البُنى التحتية وتنسيق عمليات إدارة النزاع من سورية إلى اليمن» جنبًا إلى جنب مع مكافحة انتشار الأسلحة ومكافحة الإرهاب. وعن الأهداف الأخرى قال الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية: فإن الصين وروسيا ومعهما ايران تتسابقان «كي تكونا الشريك العسكري والسياسي والاقتصادي لحلفاء واشنطن».

ووفقًا لوثيقة سرية للبيت الأبيض اطلعت عليها رويترز، فإن المبادرة (إنشاء تحالف شرق أوسطي (ناتو عربي)) التي اقترحتها السعودية للمرة الأولى عام 2017م، تهدف إلى الحد أيضًا من نفوذ روسيا والصين المتزايد في المنطقة (الجزيرة نت /نيسان/2019م).

وجاء في مقال في برنامج مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت 25/3/2019م بيان لهذه الأهداف:

(يتوافق مثل هذا التحالف تمامًا مع تفكير ليس فقط إدارة ترامب (انظر، مثلًا، استراتيجية الأمن القومي في كانون الأول/ديسمبر للعام 2017م، واستراتيجية الدفاع القومي للعام 2018م) بل أيضًا إدارة باراك أوباما. فكلتاهما بلورتا رغبة في خفض التموضع الأمني الأمريكي في الشرق الأوسط؛ إذ تدعو استراتيجية الدفاع لإدارة ترامب إلى «توسيع آليات التشاور الإقليمي» و»تعميق قابلية العمل البَيني» لتقاسم أعباء الدفاع عن حلفاء ومصالح أمريكا حول العالم. وتتطابق هذه الاستراتيجية في الشرق الأوسط مع تصميم الرئيس ترامب على تقليص المساهمة الأمريكية في الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وجعل الدعم الأمريكي مساويًا لما تدفعه الدول الخليجية. فمن الآن وصاعدًا، سيكون على الدول الخليجية أن تدفع أكثر لتأمين نفسها، بالإضافة إلى«تعويض» الولايات المتحدة عن كلفة الدفاع عنها طيلة العقود السابقة. كما تتوقّع إدارة ترامب من البلدان العربية، بقيادة السعودية، أن تواصل ضبط أسعار النفط وأن تدعم السياسات الأمريكية ضد روسيا والصين في مقابل الرعاية الأمريكية لمشروع التحالف الجديد. سيحاول المسؤولون الأمريكيون استخدام تحالف «ميسا» لمواجهة نفوذ روسيا والصين المتنامي في المنطقة، بما في ذلك دعمهما لإيران.

ووفقًا لوزير خارجية البحرين، سيقوم تحالف «ميسا» «بتعزيز التجارة والاستثمارات الخارجية المباشرة بين الدول الأعضاء فيه». والواقع أن هذه الركائز تساعد على تخفيف الهوية السياسية والعسكرية لـ«ميسا»، وتشجّع الدول العربية الأقل ثراء والأكثر تردُّدًا على الانضمام إليه. فمن خلال هذه الركيزة الاقتصادية، يغدو «ميسا» وسيلة لتخطيط وتنسيق التنمية الاقتصادية الإقليمية ودمج قطاعات الطاقة بين الدول، بمساعدة من جهات أمريكية مثل المؤسسة الأمريكية للاستثمار الخاص عبر البحار (OPIC) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومكتب الممثل التجاري الأمريكي (USTR)، ومكتب مساعد وزير الخارجية لمصادر الطاقة.

تحظى مشاريع إصلاح وربط وعزل أسواق الطاقة في المنطقة بالأولوية في إطار تحالف «ميسا»؛ لذلك سيتحدّى «ميسا» الاستثمارات الصينية والروسية المتنامية في مشاريع البنى في المنطقة، خاصة في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية. وفي الوقت نفسه، سيمثل «ميسا» منصة لتنسيق وإحلال البدائل العربية للمساهمات المالية الأمريكية في برامج إعادة الاستقرار وبرامج المساعدات في مناطق النزاعات في المنطقة …) انتهى الاقتباس.

(… وفي السياق ذاته، أشار موقع «بريكينغ ديفنس (breakingdefense) الأمريكي إلى أن منطقة الشرق الأوسط مقبلةٌ على تطورات سياسية وعسكرية مهمة، موضوعُها إيران، وأيضًا نفوذ روسيا والصين.

ويرجّح الموقع أن يكون التأسيس لهذه المرحلة خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتوقعة إلى المنطقة، وفقًا لبعض المحللين. ويرى الموقع أن فكرة التحالف العسكري الجديد تكرست أكثر عندما قال العاهل الأردني عبد الله الثاني إنه سيدعم إنشاء تحالف في الشرق الأوسط مشابه لحلف الناتو.

وأكد خبراء أن الشرق الأوسط على موعد مع تغييرات كبيرة في المستقبل القريب، ستشمل شكلًا من أشكال التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية، خصوصًا في ما يتعلق بالقوات الجوية) 25/6/2022م الجزيرة.

وفي كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في القمة الخليجية التي ركزت على قضايا الأمن والتي حضرتها مصر والأردن والعراق بالإضافة إلى الدول الخليجية الست قال بايدن: «سنواصل جهودنا الرامية إلى مكافحة الإرهاب بالعمل مع تحالف من الدول واسع النطاق يشمل كافة الحاضرين هنا اليوم… وسنركز انتباهنا ومواردنا لدعم شركائنا وتعزيز تحالفاتنا وبناء تحالفات تحل المشاكل التي تواجه هذه المنطقة والعالم اليوم… لن ننسحب ونترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران، بل سنسعى إلى البناء على هذه اللحظة بقيادة أمريكية نشطة وذات مبادئ… لقد أنشأنا فرقة عمل بحرية جديدة للعمل بالشراكة مع العديد من القوات البحرية الخاصة بدولكم للمساعدة في تأمين البحر الأحمر. وهذه أول فرقة عمل بحرية تستخدم السفن السطحية غير المأهولة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتعزيز الوعي البحري… نعمل أيضًا على دمج الدفاعات الجوية وأنظمة الإنذار المبكر لضمان قدرتنا على هزيمة التهديدات المحمولة جوًا) 16 تموز/يوليو 2022م ( موقع البيت الأبيض).

«… وقال الرئيس الأمريكي: إن إدارته لديها رؤية واضحة حول ما ينبغي القيام به في الشرق الأوسط، وإن الولايات المتحدة ستظل شريكًا عاملًا ونشطًا في المنطقة. وأضاف بايدن أنه سوف يكون هناك أعضاء جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها (إسرائيل)، وأن بلاده سوف تدعم الشراكة مع الدول التي تلتزم بمبادئ النظام العالمي. واتهم الرئيس الأمريكي إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف «سنواصل جهودنا الدبلوماسية للضغط على البرنامج النووي الإيراني ونحرص على ألا تحصل طهران على سلاح نووي» الجزيرة.

وفي السياق ذاته، « كشفت (القناة 12) الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نشر منظومة رادارية في مناطق بالشرق الأوسط بما فيها الإمارات والبحرين ضمن رؤية للتعاون المشترك في مواجهة تهديدات إيران الصاروخية وخلق منظومة للإنذار المبكر، فيما طرح أعضاء في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون يقضي بأن تسعى وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إلى دمج الدفاعات الجوية لـ (إسرائيل) ودول عربية.

وذكرت القناة (الإسرائيلية) أن منظومة الرادار (الإسرائيلية) «نجحت في توفير إنذار مبكر قبل أشهر عدة عندما أطلقت إيران طائرات مسيرة ملغمة باتجاه إسرائيل، حيث تم إسقاطها فوق العراق»، وقالت القناة إن الإدارة الأمريكية تسعى لإقامة تحالف أمني يضم إسرائيل وعددًا من دول الخليج بما في ذلك دول لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية» 9/6/2022م الجزيرة.

وسبق زيارة بايدن إلى السعودية لحضور قمة الأمن والتعاون لقاء بين عسكريين أمريكيين و(إسرائيليين) وعدد من الدول العربية. فقد نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية خبرًا يتعلق بلقاء مسؤولين عسكريين أمريكيين مع نظرائهم في كل من (إسرائيل) والأردن ومصر وعدة دول خليجية. ونسبت الصحيفة إلى مصدر مطلع القول إن الاجتماع عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، وتناول استكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وبرنامجها للطائرات المسيرة.

 

وكشف وزير جيش (إسرائيل) بيني غانتس عن إنشاء بنية إقليمية للدفاع حسب ما أوردته وكالة الأناضول: «وقال غانتس في منتدى آسبن الأمني بالولايات المتحدة الأمريكية: «تسمح لنا اتفاقيات إبراهيم (تطبيع العلاقات مع 4 دول عربية) ، بتوسيع علاقاتنا مع الشركاء الإقليميين، في الجوانب الأمنية، وفي الأعمال (..) وبالطبع نحن بصدد إنشاء بنية إقليمية للدفاع».

وأضاف، في مقتطفات من كلمته وصلت نسخة منها لوكالة الأناضول: «تم نقل إسرائيل من قيادة القيادة الأوروبية (EUCOM) إلى القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، ونحن نستخدمها كمظلة استراتيجية، ومنذ توقيع الاتفاقات (اتفاقات إبراهيم)، عُقدت مئات الاجتماعات والمناقشات مع شركاء إقليميين، وشاركت (إسرائيل) في 10 مناورات متعددة الجنسيات على الأقل مع شركاء إقليميين».

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2021م، عن إضافة (إسرائيل) إلى منطقة عمليات القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (CENTCOM) المسؤولة عن الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وتابع غانتس: «أنا سعيد جدًا لأن الولايات المتحدة قد قادت هذا الأمر، وأن قادة المنطقة أدركوا هذه الفرصة واغتنموها، نحن نخلق شرق أوسط أفضل».

واعتبر غانتس أن «لدولة إسرائيل وشركائها في المنطقة مصلحة مشتركة في الحفاظ على حرية الملاحة والتجارة، وضمان الدفاع الجوي وتعزيز دفاعنا الإلكتروني».

وهذا يعني أن (إسرائيل) بإقامة التحالف مع الدول المطبِّعة معها أو الدول المنضوية تحت القيادة الأمريكية الوسطى والتي أصبحت (إسرائيل) جزءًا منها ستحقق  أهدافًا غاية في الخطورة تتمثل:

1- استخدام (إسرائيل) أجواء الدول المنضوية في التحالف والقيادة الوسطى الأمريكية.

2-تبادل المعلومات والتقديرات الاستخباراتية مع دول المنطقة، ومن ذلك تقديرات الموقف العملياتية والمعلوماتية.

3- المشاركة في المناورات والمشاريع التدريبية لمختلف الأسلحة والصنوف المختلفة.

4- الاستفادة من عمليات الإسناد، كالتزود بالوقود جوًّا وتأمين الذخائر والمؤن لجنوده وتشكيلاته، بالإضافة  إلى الإسناد الإداري المطلوب أثناء القيام بالمهام التعبوية أو التدريبية.

5- زيادة المعرفة والتمرس في محيط الدول الأعضاء، والتأقلم للعمل ضمن منظومة قيادة وسيطرة واحدة.[يتبع]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *